الرصيف ...

الطيور المهاجرة ...
تعودُ إلى أوطانها ...
الذين أحبهم ...
رحلوا إلى اللامكان ...
****
قالوا: لن يعودوا ...
هذا المساء ...
وأنا لا أنتظرُ ...
رجعَ الصدى ...
****
الصباحُ غائم ...
أجلسُ فيهِ ...
على حافة الرصيف ...
أقرأ تفاصيلَ ...
يومٍ جديد ...
****
أُحصي أوراق الشجر ...
أعدُ قطرات المطر ...
أتفحص وجوه المارةِ ...
****
مَرَّتْ مسرعةً ...
تُبرقُ، تُرعدُ ...
تحدثُ نفسها ...
تطلقُ زفيرها ...
للريحِ ...
****
تقدحُ عيونها ...
غضباً ...
تخترقُ أمواجَ ...
البشر ...
تعبرُ الرصيف ...
****
رمتني سهماً ...
بنظراتها ...
ثم اختفت ...
بين الزحامِ ...
****
سنابل حقلها ...
نضجت ...
روائح عطرها عَبَقتْ ...
سقطت بعض حروفها سهواً ...
انفجرت آخرُ كلماتها ...
شجراً أو بشراً ...
****
لا سرَّ في غابات الشجر ...
السرُّ في غابات البشر ...
****
............................................................
د. عبد الرحيم محمود جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
الرياض 09/05/2013م الموافق 29/06/1434هـ

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت