الاقصى يُدَنس والفكر يُجَنَس

بقلم: حسين موسى اليمني


من بين سطور القرآن بكلامٍ مُنًزِله الواحد الديان صفات تِلو الصفات عن المفسدين مصطنعي الفتن جنود الشيطان كما كنتم وكما قيل فيكم , أنتم أنتم يا أبناء القردة الخاسئين , أقصانا يدنس في كل لحظة , ومليارنا المسلم وكأنه ليس من أبناء الفطرة , عاثوا في أرضنا فسادا وأهلكوا الحرث والنسل , ولكن ليس هذا هو نهاية الفصل ,فأنتم الجبناء وليس هذا كلامي , فهو كلام الله فيكم في القران (" وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ(96) " البقرة , فلا سلام معكم ولا عهد فمن فجر التاريخ وأنتم بلا عهد , والواحد الأحد يقول عن عهودكم " أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ(100) " البقرة .

هذا العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة وسكوتنا على أفعالهم الدنيئة لا يمنحهم إلا القوة والغطرسة ,

فها هي القدس تصرخ بالليل والنهار وتدنيسهم لبيت الله في استمرار

فما بعد شارون إلا أمثال شارون ولكن لن يستمر هذا الى قُرون

وستحرر فلسطين من البحر الى النهر وسيعود اللاجئون عند الفجر

وستختبئون وراء الشجر والحجر فينطقهم الله يا مسلمون قد جائكم النصر

فما دور عامة الناس في هذا ؟ وكيف يستطيعوا أن يغيروا من هذا الواقع المؤلم ؟ وكيف يستطيع كل مسلم على هذه البسيطة أن يساعد بتحرير فلسطين وبيت المقدس من أدناس المغضوب عليهم من رب الناس ؟

المعادلة هنا بسيطة أخبرنا بها الله لنعلو على هذه البسيطة ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11] لنصلح أنفسنا وأسرتنا ومن حولنا ليتغير الحال , فإصلاح النفس بالعودة بها الى كتاب الله , وأن نكون من الذين يحكمون بما أنزل الله , ونطبقه على أنفسنا وأسرتنا وعلاقاتنا مع الجميع , وما بعد هذا الاصلاح وفي طرفة عين سنجد أن الاسباب كلها هُيئت وأصبحنا نملك القوة والتقدم والأسلحة والتقنية حتى نُمكَنَ على هذه الارض لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد .

اليهود على علم يقين بما يخيفهم , ولهذا بدأ الخوف يلوح في الافق , وهذا ما أعلنه المسؤولون في حكومة الاعداء , من تخوفهم الشديد للتغير الجذري في الشرق الاوسط وبروز الصيف الاسلامي والذي يُعتبر العدو الاول لهم , وهذا هو الواقع , فنهاية الاحتلال لفلسطين يقترب رغم جهودهم المضنية وغير المنقطعة لخلق الفتن والبلابل في المنطقة لإشغال الناس عن الهدف الأسمى , واليهود لم يأنو ولم يدخروا جهدا لنشر الفساد في كل الامصار , وذلك من خلال إنشاء الاحزاب والمذاهب والحركات بدءً من المسونية وانتهاءً بالإلحادية , والهدف من هذه الحركات يكمن في أمرين , إما انشاء أكبر عدد ممكن من المذاهب الداعمة والمؤيدة لليهود, أمثال المسونية وشهود يهوه , وبناي برت , والروتاري ,والانتراكت ..الخ أو نشر الكثير من االحركات والافكار الإلحادية والوثنية وإبعاد الناس عن الايمان بالله وجعلهم أشباه الحيوانات , لفرض الرجعية على العالم ليكون التحضر والفكر فقط لليهود , ويحققوا بالتالي هدف الشيطان وهو جلب أكبر عدد ممكن من البشرية الى النار ومن هذه الحركات الوجودية , والواقعية , والعدمية ,والشيوعية , والراسمالية , والعقلانية ..الخ , وبالتالي يستطيعوا التحكم بالعالم كما يشاؤون ولكن الله لهم بالمرصاد فيقول جل وعلا ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ (المائدة: من الآية 64)

وعلى أرض فلسطين حقق اليهود نجاحا عظيما بتجنيس الفكر وإعطائه صبغة توافقية مع أهوائهم وأفكارهم , وهذا ما بدا واضحا جليا في معاهدات السلام , وبين سعيهم الدؤوب لتغير فكر المفاوضين وإجبارهم بالتنازل رويدا رويدا حتى أن العدو نجح بتجنيس الفكر الصهيوني في عقول القادة الفلسطينيين , ورسموا الخارطة لذلك وبينوا أن الحرب المقبلة التي يجب أن تكون بينهم و بين الفلسطينيين هي حرب سلمية من طرف واحد , فالطرف المسالم هم نحن الفلسطينيون , ولا هدف أمامنا إلا المفاوضات والسلام وعلى المفاوض الفلسطيني والقادة الفلسطيني أن تكون حربهم سلمية إن ارادوا أن يحققوا أي تقدم في المفاوضات وإلغاء أي شيء تحت مسميات الجهاد والمقاومة والعنف والحجارة والانتفاضة وغيرها من مسميات ترهب العدو وتزعزع آمنهم , وقدتم بالفعل التنازل عن المقاومة في ميثاق منظمة التحرير وهذا الشرط كان من الشروط الاولى للأستمرار في المفاوضات , وقد تم الغاءه المقاومة فعلياً في نهاية التسعينات , وهذا ما نلمسه على أرض الواقع من خلال تصريحات الرئيس محمود عباس أو حتى الوفد المفاوض بما يسمى ( المقاومة السلمية ) , وبالنهاية نجح العدو في تجنيس الافكار في الاطراف الاخرى ,ولولا الممانعة لكثير من الحركات الفلسطينية المقاومة والشرفاء في هذا الوطن ورفضهم الشديد لما يحاك من مؤامرات ضد هذا الشعب العظيم لاستمرت فكرة التجنيس حتى يصبح الشعب الفلسطيني عقلا صهيونياً بهوية فلسطينية مدافعاً ومطالباً بحق الشراكة الدائمة مع أشد اعداء الله الذين لا يملكون عهدا ولا وعدا , وبالتالي تتجنس افكارنا بالأفكار الصهيونية النصرانية , فإن ضربنا على خدنا الايمن وجب علينا أن نمنح بني صهيون الخد الايسر مفعلين بذلك مفهوم المقاومة السلمية والتنازل عن أرض فلسطين مقابل الشعور بنشوة السلطة , والسماح لأصحاب الايدي الطويلة سرقة المال العام وتحقيق أهداف شخصية لا وطنية , وترسيخ جذور الصهيونية على الارض الفلسطينية , فأقول والحق ما أقول :

غوروا الى مزبلة التاريخ أنتم والصهيونيةُ ريحٌ وما أنتنها من ريح

أجيالٌ من ورائها أجيال ستلعنكم فما أبقيتم لها إلا كُلً كُرهٍ صريح

عبثتم بمقدسات ومقدرات البلاد فصرخ الأقصى يا مسلمون أنا جريح

نشرتم الخزي والعار في رام الله نساءٌ عاريات جلبتم وتنتظرون منا المديح!

0000

بقلم د حسين موسى اليمني

باحث في العلاقات الدولية والاقتصادية

بتاريخ 10-05-2013

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت