العيساوى…….حكاية وطن

بقلم: هشام أبو يونس

سجل الأسير البطل سامر العيساوي أطول إضراب عن الطعام في التاريخ والصراع العربي الإسرائيلي؛ حيث سجل رقماً قياسياً في تحديه لظلم السجن والسجان فالأسير كان عاشقا ً للنضال منذ طفولته كباقي أسرته.
ولد بتاريخ 16 ديسمبر1979 في قرية العيسوية شمال شرقي القدس من عائلة مناضلة ((أب عن جد)) حيث كان جده من أوائل الذين انضموا إلى منظمة التحرير الفلسطينية ، فيما استشهدت جدته خلال سنوات الانتفاضة الأولى، في حين عانى والده ووالدته في مطلع السبعينيات مرارة الاعتقال ليفجعا بعد ذلك باستشهاد شقيق سامر البكر في العام 1994 جراء الأحداث التي تلت مجزرة الحرم الإبراهيمي، بينما تعرض أخوته وأخواته الستة للاعتقال.
تم اعتقل الأسير البطل سامر مطلع عام 2003 بتهمة الانتماء للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين و حكم عليه بالسجن لمدة 30 عام تعرض خلالها الي أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي إلا انه رغم ظلم السجن والسجان سجل أسطورة هذا الزمن في صموده وتحمله طوال فترة الاعتقال الحقد والظلم الذي مارسه علية سجانيه وعلي جميع إخوانه الأسري، ففي عام 2012 تم الإفراج عنه ضمن صفقة شاليط إلا أن الاحتلال لا تحكمه مواثيق ولا أعراف ولا عهود كعادته وعلية أعيد اعتقاله بتاريخ 7 تموز 2012, حيث طالبت النيابة العامة الإسرائيلية بسجنه لمدة عشرين عام بحجة ممارسته نشاطات تنظيمية وسياسية وزيارة مناطق في الضفة الغربية .وتم ممارسه التعذيب عليه مرة أخرى وفي تاريخ الأول من شهر آب/أغسطس العام الماضي بدء إضرابه عن الماء لإبعاد سجانيه عنة موضحاً للعالم بأسطورته التاريخية بأن السجان يحاول التضييق على الأسرى وإيصال الإحباط إلى نفوسهم، وأنهم وحدهم بهذه المعركة وقد تم نسيانهم من قبل أبناء شعبهم ولا أحد يساندهم ولا يسأل عنهم، محاولين زرع الإحباط بأنفسهم كأنهم لم يتم أسرهم ونسى الاحتلال أنهم يناضلون من أجل حرية شعبهم؛ وان صمود الأسير سامر العيساوي خلف القضبان هو وإخوته الأسري يعبر عن وعي الأسرى وإيمانهم بقضيتهم وهم يتحدون كل هذه الإجراءات التعسفية بحقهم ويواصلون نضالهم داخل السجون من أجل الحصول على حقوقهم وكرامتهم.
وفي الأيام القليلة الماضية وتحديداً في 1742013، كان يوم التضامن مع الأسرى وكان علي رأس المتضامنين علي مستوى العالم دولة الجزائر الشقيقة حيث أصدرت ملحق خاص بمناسبة يوم الأسير من ملحق صوت الأسير وهو الملحق رقم 88 علي التوالي والعدد شمل تغطية متنوعة لواقع الأسري في سجون الاحتلال..وبمناسبة يوم الأسير تم تخصيص ثلاث ملاحق أخرى صدرت في الجزائر ونشرتها الصحف اليومية الجزائرية.
وبهذه المناسبة ادعوا كافه أحرار العالم أن يحذو حذو دوله الجزائر الشقيقة وشعبها البطل العريق أن تكون هناك فعاليات يومية وضغوطات على الدول المساندة للاحتلال من اجل إطلاق سراح جميع الأسرى وان لا يكون هناك عملية تفاوض إلا بإطلاق جميع الأسرى ولا يترك الأسرى يعانون داخل السجون لما لا نهاية كما حدث مع عمداء الأسرى الذين ما زالوا داخل السجون منذ 30 عاما وأكثر لان هذا عار للبشرية وعار على كل إنسان يدعي بأنه حر ثوري وعار علي المتشدقين بحقوق الإنسانية والذين لا يحركون ساكن ولا يقومون بعمل أي شيء اتجاه هؤلاء القادة الأبطال.
حيث سجل هؤلاء الأسرى ولا زالوا يسجلون أسطورة هذا الزمن في تحديهم للسجن والسجان بتوحدهم جسداً واحد وقرارات واحدة وأهداف واحدة وان دل علي شي يدل ان المعاناة واحدة ويسعي الأسرى جميعا وعلي رأسهم الأسير البطل سامر العيساوي علي أن يتم العمل على إنهاء الفصل بين أبناء الشعب الواحد وتعود الوحدة التي كانت تجمع جميع الفصائل والأطياف الفلسطينية للحفاظ على الانجازات التي تحققت بدماء ومعاناة الأسرى والشهداء داخل السجون وأن تعود السجون كما كانت كليات ثورية حقيقية تخرج القادة إلى مجتمعنا الفلسطيني, لان معركة الأسرى في سجون الاحتلال هي معركة بالنيابة عن كافة أحرار العالم وعن أبناء شعبنا وأي خطوة يتم انجازها مستقبلاً يجب أن تكون مربوطة بانجازات تحققها الحركة الأسيرة في كافة السجون .

د.هشام صدقي ابويونس
عضو الامانة العامة لشبكة كتاب الرأي العرب

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت