أحمل جواز سفر فلسطيني مزور، لأن جواز السفر الذي أحمله صادر عن الجهات الفلسطينية نفسها التي منحت الشيخ القرضاوي جواز سفره الفلسطيني، وقد أعلنت اللجنة المركزية لحركة فتح أن القرضاوي يحمل الآن جواز سفر فلسطيني مزور، وقد صرت اليوم مطلوباً، لأن وزارة الداخلية في رام الله طالبت دول العالم بإلقاء القبض على الشيخ القرضاوي حامل جواز السفر الفلسطيني المزور.
فما العمل؟ من أين نحصل على جواز السفر، نحن الفلسطينيين الذين قررت حكومة رام الله معاقبتنا بهويتنا؟ وهل هنالك أوسع من صدر رئيس مجلس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية كي يمنحنا جواز سفرنا الفلسطيني، ويمنحه في الوقت نفسه للشيخ القرضاوي؟
فماذا نعمل كي نحول دون سلب الفلسطيني جنسيته؟ وهل سمعتم عن حكومة في الدنيا تحرم مواطنيها من جواز السفر؟ هل مر عليكم رئيس سلطة أو رئيس دولة يحارب الفلسطيني في راتبه، وفي جواز سفره؟
لقد احترم اليهودي الصهيوني الذي يغتصب أرضنا، ويهددنا بوجودنا، احترم قانون الاحتلال، ولم يستطع أن يوجه لي شخصياً أي تهمة بعد اعتقالي سنة 1977، فرد لي راتبي كاملاً، واعتذر عن فصلي من عملي، ولكن بعد أن أصدرت المحاكم الصهيونية حكمها بسجني ثمانية عشر عاماً، جاء قرار الفصل من العمل، وتم قطع الراتب، أما الحكومة الفلسطينية في رام الله فإنها تقطع راتب الموظف دون سابق إنذار، وتسحب جواز السفر من الفلسطيني الذي يرفض شروط الرباعية، ويصر على أن فلسطين، كل فلسطين ملك خالص للعرب الفلسطينيين.
فماذا نفعل نحن الفلسطينيين الذين ترفض حكومة رام الله أن تمنحنا جواز سفر، وتطردنا من فلسطينيتا؟ إلى أي الجهات الدولية نذهب لنشتكي على حكومة فلسطينية في رام الله تقطع الراتب، وتحرمنا من أصلنا الفلسطيني، وتقطع تواصلنا بالأرض؟ وأين جامعة الدول العربية، ومنظمات حقوق الإنسان التي تطبل وتزمر لأتفه القضايا في قطاع غزة؟ أين أنتم من حرمان الفلسطيني من جواز السفر؟ وأين أنتم من حملة التشهير والتشويه لجواز السفر الذي يصدره رئيس مجلس الوزراء الفلسطيني المنتخب شرعياً؟.
وهل تصدقون بأن السيد محمود عباس سيلتزم بنتائج الانتخابات التشريعية القادمة، وهذا المجلس التشريعي الحالي والمنتخب بأعضائه وعناصره ورجاله ورئيسة ونائب رئيسه، لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، وهم الذين فازوا من خلال انتخابات تشريعية جاءت بعد عام على انتخاب محمود عباس رئيساً، أي أن الانتخابات التشريعية قد جبت ما قبلها من انتخابات رئاسية، ولكن السيد عباس الذي يسيطر على الأجهزة الأمنية، يمنع بقوة السلاح أعضاء المجلس التشريعي من دخول مبنى البرلمان في رام الله.
فأي التفاف على الحقائق هذا الذي يمنع انعقاد المجلس التشريعي، في الوقت الذي يدعو فيه عباس لانتخابات مجلس تشريعي؟
من الواضح أن الشيخ يوسف القرضاوي لا يقف وحيداً في معركة جواز السفر الفلسطيني، فهناك آلاف الفلسطينيين يحملون جواز سفر فلسطيني مزور! إنهم ألاف المقاومين الذين يطلقون الصواريخ على المدن الصهيونية، وإنهم العديد من الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية، وإنهم الرافضون للمعادلة السياسية التي تقدس التفاوض، وتحارب المقاومة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت