رام الله- وكالة قدس نت للأنباء
قال القائد الأسير مروان البرغوثي " تحل هذه الأيام الذكرى الخامسة والستون للنكبة الفلسطينية التي تعتبر واحدة من أبشع الجرائم بحق الإنسانية حيث تعرض فيها شعبنا إلى أكبر عملية تطهير عرقي وطرد جماعي ومحاولات إبادة في حادثة غير مسبوقة في التاريخ المعاصر باقتلاع شعب من بلاده وإحلال مجموعة استيطانية غريبة مكانه، وتحولت الغالبية الساحقة من أبناء شعبنا إلى لاجئين، وتعرضت مئات القرى والبلدات والمساجد والكنائس إلى التدمير، وارتكبت الميليشيات اليهودية المسلحة العديد من المجازر، ومسحت من الوجود المئات من المدن والقرى والبلدات الفلسطينية".
جاء ذلك خلال بيان للقائد البرغوثي جاء فيه " إن شعبنا العظيم لم يستسلم للنكبة رغم المرارة وحالة التشرد والشتات والضياع التي نجمت عنها، أطلق شعبنا من تحت ركام النكبة ورمادها ومن أزقة مخيمات اللاجئين ثورته المسلحة المعاصرة في الأول من كانون الثاني عام 1965، ومنذ ذلك الوقت وشعبنا يواصل ملحمته البطولية ويواصل مسيرة الكفاح الوطني، وجاءت الإنتفاضتين كأكبر تعبير عن إرادة جماعية فلسطينية رداً على النكبة والإحتلال، وإصراراً على حق العودة المقدس.
وأضاف " إننا ونحن نحيي الذكرى الخامسة والستين للنكبة في ظل تواصل عذابات اللاجئين وصمودهم العظيم وفي ظل إستمرار الإحتلال والإستيطان وتهويد القدس والحصار على قطاع غزة، ومواصلة مصادرة الأرض وحملات الإعتقال والقتل وفي ظل إستمرار حالة الإنقسام فإننا نؤكد أن حق العودة للاجئين هو حق أصيل ومقدس لا يخضع للمساومة مطلقاً، وشعبنا لم يفوض أحداً للتنازل عن هذا الحق الذي كفلته القرارات الدولية وبخاصة القرار 194، وإن حق العودة هو محط إجماع الفلسطينيين في كل مكان، وسيواصل شعبنا كفاحه من أجل العودة بإعتبار ذلك الهدف الأنبل والأقدس لكفاح شعبنا طوال العقود الماضية.
ودعا شعبنا في كل مكان إلى إحياء ذكرى النكبة بمزيد من النضال والكفاح وتصعيد وتيرة مقاومة الإحتلال والإستيطان، والمشاركة في كافة الفعاليات، وكذلك ندعو إلى مزيد من الوحدة والتلاحم وتقديم كل الرعاية والدعم والمساندة للاجئين الفلسطينيين في سوريا.
وجدد الدعوة إلى التسريع في إنهاء الإنقسام الأسود وإنجاز الوحدة على قاعدة الشراكة الوطنية الشاملة في المنظمة والسلطة ومن خلال حكومة توافق وطني تشرف على/ وترعى الإنتخابات الرئاسية والتشريعية ولعضوية المجلس الوطني، كما تؤكد على أهمية تطوير وتفعيل (م.ت.ف) ومشاركة الجميع في مؤسساتها.
وأكد على الإصرار على مواصلة الجهد للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة والإنضمام إلى كافة الوكالات والمواثيق والإتفاقيات الدولية والدعوة الرسمية والجادة لدول العالم لمقاطعة إسرائيل سياسياً واقتصادياً وإعلامياً ودبلوماسياً والمطالبة بفرض عقوبات دولية عليها، وتبني إستراتيجية المقاومة الشاملة للإحتلال وتعزيز وتوسيع دائرة المقاومة الشعبية والمقاطعة الإقتصادية والأمنية والإدارية والسياسية والتفاوضية مع حكومة الإحتلال.
ورفض أي محاولات للمس بالثوابت الوطنية ومحاولات الالتفاف عليها، والإصرار على الإنسحاب الشامل والكامل لقوات الإحتلال لحدود عام 1967، والإقرار بحق شعبنا في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس كاملة السيادة على حدود 1967، والإلتزام بتنفيذ القرار 194، وتحرير كافة الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال.
وقال "إن أي محاولة لإستئناف المفاوضات قبل التزام حكومة إسرائيل الواضح والصريح بهذه الشروط سيلحق ضرراً بالغاً بالمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني".
وأوضح أن الحديث عن تعديلات على حدود 1967 أمر مرفوض جملةً وتفصيلاً ونعتبره مسّاً بالثوابت الوطنية وتقديم تنازلات مجانية للإحتلال الإسرائيلي.
وتابع " إننا وبهذه المناسبة نجدد العهد والقسم لشهداء شعبنا الذين سقطوا تحت راية النضال من أجل عودة اللاجئين إلى ديارهم ونجدد العهد لشعبنا على تمسكنا بثوابتنا الوطنية وبالأهداف النبيلة والعادلة التي يناضل شعبنا في سبيلها منذ عقود، وإننا على ثقة أنّ الأجيال الجديدة لقادرة بتصميمها وإرادتها وعنفوانها ومقاومتها على إنجاز الحرية والعودة والإستقلال".