هل يعلم محمد عساف لما تم منعة المشاركة بالأغاني الوطنية ؟!!

بقلم: حامد أبوعمرة


برغم تحفظي عن عدم سماع الغناء ،وعدم متابعتي لعالم الطرب والمطربين،ولن أتطرق هنا إلى الجانب الديني وأقاويل العلماء من الفتاوى من حيث الجواز أو التحريم .. إلا أني أقول لمحمد عساف صاحب الشهرة الصاروخية ،والصيت المزمع في البرنامج الغنائي الأكثر رواجا في عالمنا العربي ،أقول لك ألم تسأل نفسك لما رفضت إدارة برنامج العرب إيه دول ؟!! ..ودول التي أعني بها باللهجة المصرية تعني "هم "المهم لِمَا تم حظرك ياعساف أن تغني عن الكوفيه ،أو شدي حيلك يابلد أو غيرها من الأغاني الوطنية ألم تعلم ما السبب ؟! ببساطة خالصة الشدة أقولها لك ولكل عشاق البرنامج،والغارقين بالطرب ..أن المطلوب هو جذب أكبر قدر ممكن من الحشد الجماهيري في أرجاء العالم العربي لمواصلة ماراثونية شيطان الغواية، واللهو، والضياع ،والانحراف وكأننا لم ننجرف أساسا ،وراء تلك الحبائل الشيطانية الملتفة حول أعناقنا ،والتي تطاردنا ليل ونهار ..!!المطلوب ياعزيزي تطبيق الفكر الماسوني العالمي البغيض بحذافيره،والذي لا يتوانى ولو للحظة في دعم مثل تلك البرامج، ودفع المليارات من أجل في إغراق العرب ،والعروبة في بحر الطرب المظلم ،ومن ينزله لا يخرج بسهولة منه فلا أطواق للنجاة ،ولا قوارب للإنقاذ ولا كارت إنقاذ ..ولا علامات إرشادية لمن يصارع الخطر أي على من ينزل ذاك البحر أن يطارد أمواج الخلاعة ،والتيارات الهائجة بالملذات الإنسانية الفانية ،ولم يكتف أمثال أولئك بفضيحة أكاديمي وليس ستار أكاديمي ،ولابسوبر خَرّاب الديار ،وليس ستار ،أي بفتح الخاء ،وبتشديد الراء ..!!ولم يكتف هؤلاء بعرض المسلسلات التركية من مهند ونور وما أدراك ما سببه مهند ونور .. فكم من بيوت ُدمّرت وصارت ركاما على أنقاض تلك المسلسلات !!

ولم يكتف هؤلاء بالمسلسلات الهندية المترجمة أوإثارة مباريات كرة القدم العربية أو العالمية ،ولم يكتف أولئك بالأفلام الهابطة ،بل راحوا يفتشون عن أكوام أخرى للنفايات حتى تعلو أرصدة أهدافهم فتصبح كالجبال كي نتهافت عليها كالذباب ،والبعوض ،والدواب!! ما أكثرالغاوون الذين سقطوا في براثن تلك الأكوام خاصة من أخطر الفئات العمرية من الشبان الذين هم عُمّار المستقبل والأمل الصاعد ، ومن الفتيات اللائي هن أمهات الغد المشرق واللائي يعدّن الرجال !! ،إذا المطلوب يا عساف هو سقوط سريع للأخلاق ،وفساد للذوق العام ،وسقوط سريع للرجال ،والرجولة والذوبان في ُدنّى الخنوثة المحضة ..!! المطلوب هو الترنح والتمايل ، وهز الوسط ،وتشبيك الأيادي والأرجل وغيره طربا كالسكارى !!،وليس المطلوب هو تنشيط الذاكرة الوطنية المفقودة ،وعودة الروح بإحياء اسم فلسطين أولبنان أوما يحدث في بورما أو في سوريا وتونس و اليمن و في مصر والسودان ،ليس المطلوب ياعساف أحياء بطولات عرب أمجاد خاصة في مثل تلك المحافل التي يرقبها ويتابعها عن كثب الملايين في أرجاء المعمورة!!..اعتقد أن أنسب الأوقات لتحديد ساعة الصفر إذا أراد الأعداء شن حربا جديدة على العرب والعروبة ، وان كانوا هم ليسوا بحاجة إلى ذلك المهم أن انسب الأوقات هو.. لحظة بداية مثل هذا النموذج من البرامج كبرنامج العرب أين دول ؟!!لكن الفرق بين مرتفعات القمامة أو النفايات وبين أعالي الجبال أن الجبال لها قمة دون القيعان ،وأن الجبال راسخة.. ثابتة ..صامدة حبات رمالها.. أما أكوام النفايات فستبقى هشة منحطة ذات قيعان .. و بلا قمة ..مجرد تساؤل ليس لك وحدك ياعساف بل لكل عشاق البرنامج هل بعد كل هذا فكرتم أن تختاروا على أي مرتفع ستبقون، وما رأيكم لو أن صاحب الصوت الماسي كما يُدعى اتجه بصوته إلى تلاوة القرآن رغم أني متأكد انه سيبقى على الهامش في حياتكم ،وسيتحول إعجابكم إلى بغض وحقد وحسرة ولوعة لكن ما أجمل أن تكون الدنيا بما فيها من جمال من شهرة وسلطان ورقي أن تكون في أيدينا ،وليس في قلوبنا ؟!!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت