غزة- وكالة قدس نت للأنباء
خرجت مسيرات حاشدة منذ ساعات الصباح الأولى، في شوارع مدينة غزة بمشاركة حاشدة من كافة الفصائل والقوى الوطنية لإحياء ذكرى النكبة الـ65 التي تعد من أهم المناسبات التي يحييها الشعب الفلسطيني خاصة اللاجئين والمهجرين منهم.
وانطلقت المسيرات من ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، في مسيرة واحدة اتجهت نحو مقر الأمم المتحدة غرب مدينة غزة.
ورفع المشاركون في المسيرة الحاشدة، الأعلام الفلسطينية والشعارات التي تؤكد على حق العودة وضرورة الوحدة لمواجهة المخططات الإسرائيلية وترفض كل مشاريع التوطين وتطالب بإتمام المصالحة الفلسطينية.
من جهته أكد زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية، إن قضية اللاجئين هي جوهر القضية الفلسطينية وأبرز عناوينها، ورافعة من أهم الروافع التي حملت القضية الفلسطينية للعالم أجمع.
وقال الأغا في كلمة منظمة التحرير الفلسطينية واللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة "خمسة وستون عاماً مضت على النكبة وشعبنا الفلسطيني يعاني ويلات اللجوء والتشرد ولكنه بقي متمسكاً بحقه العادل في العودة إلى دياره التي شرد منها رافضاً كل أشكال التوطين وكل الخيارات البديلة عن الوطن فلسطين ومسقطاً كل محاولات الشطب والاحتواء وطمس الهوية محطماً المقولة الصهيونية بان الكبار يموتون والصغار ينسون".
وأضاف "نحن شعب فلسطين ما زلنا على هذه الأرض نصارع ونقاوم، صامدين عليها متمسكين بحقوقنا الوطنية المشروعة حقنا في العودة وتقرير المصير بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
وأكد الأغا "بان مسيرة النضال من اجل العودة والتحرير لن تتوقف وستبقى قائمة مادام شعبنا الفلسطيني لم يسترد حقوقه ويعيش بعيداً أعن أرضه ودياره في مخيمات اللجوء في الشتات مشدداً بأنه لا يمكن تمرير أي حل على شعبنا الفلسطيني بالقهر والظلم والفرض بالقوة بعيداً عن الحق والعدل والشرعية والقبول الطوعي من قبل اللاجئين الفلسطينيين أصحاب القضية المكتويين بنارها والصابرين على آلامها ومرارتها منذ 65 عاماً".
وقال الأغا في كلمته مخاطباً الجماهير المحتشدة "خمسة وستون عاماً والاحتلال الاسرائيلي يرفض تطبيق القرارات الدولية ويتنكر لحقوق شعبنا الفلسطيني في العودة والحرية والاستقلال .. خمسة وستون عاماً والاحتلال الاسرائيلي يواصل اغتصابه للأرض الفلسطينية وتهويد القدس وشطب الوجود الفلسطيني، خمسة وستون عاماً والاحتلال الاسرائيلي يواصل حملات التطهير بحق شعبنا في الجليل والنقب وفي حيفا ويافا وفي كافة مدننا وقرانا المحتلة عام 48 والمجتمع الدولي لا يزال يقف صامتاً أمام هذه الممارسات ويقف عاجزاً أمام تطبيق قراراته الصادرة عنه في مجلس الأمن والجمعية العامة في الأمم المتحدة التي تقر بحقوق الشعب الفلسطيني عير القابلة للتصرف في العودة إلى دياره وتقرير مصيره بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
وأضاف أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تسعى إلى تدمير الحق الفلسطيني العودة عبر مشاريع التوطين بدعم من بعض الدول المعادية لشعبنا ولحقوقه المشروعة والتي كان أخرها محاولة إسقاط صفة اللاجئ الفلسطيني عن أبناء اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من ديارهم عام 48 وإنهاء دور الاونروا وغيرها من المساعي الرامية للالتفاف على حق العودة وكل حقوق شعبنا العادلة.
وشدد الأغا على أن شعبنا الفلسطيني لن يستسلم لسياسة الأمر الواقع الإسرائيلي وسيقف بكل قوة كل للمساعي الإسرائيلية الرامية للالتفاف على حقوقه ومنعه من تجسيد حقه في فرض سيادته على حدود دولته.
وأكد على تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وترسيخها نرسخها بكل قوة لأنها سبيلنا الوحيد لمواجهة الصعاب والتحديات التي تواجهنا ولتحقيق مشروعنا الوطني واهدافنا السامية المتمثلة بحقنا المقدس بالعودة وتقرير المصير وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، مشيراً إلى أن جميع القوى الوطنية والإسلامية مدعوة لتحمل مسؤولياتها، والعمل على انجاز اتفاق المصالح، وإزالة كافة العقبات التي تعترضها، والابتعاد عما يمكن أن يوتر الأجواء أو يضع العقبات في طريق تحقيقها.
وأعرب الأغا عن أمله بأن يكون الاتفاق الذي تم بالأمس بالقاهرة الخطوة الأخيرة لانجاز هذه المصالحة وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية التي باتت ضرورة وطنية ملحة لا تقبل التسويف ويمهد لإجراء انتخابات ديمقراطية حرة رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني في أقرب فرصة ممكنة.
وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الدولية بإنصاف الشعب الفلسطيني ورفع الظلم التاريخي الذي لحق به عبر العودة إلى دياره وتمكينه من ممارسة حقوقه المشروعة حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وتوجه إلى الأمة العربية لتحمل مسؤولياتها التاريخية والقومية تجاه شعبنا وقضيته الوطنية العادلة ونطالبها بضرورة العمل على تعزيز الدور العربي والإسلامي في هذه المرحلة التاريخية لكسر الحصار المفروض على شعبنا، مطالباً بموقف عربي واضح وقاطع يؤكد على حقوق شعبنا غير القابلة للتصرف ورفض إجراء أي تعديلات على بنود مبادرة السلام العربية خاصة فيما يتعلق بحق العودة للاجئين الفلسطينيين أو إقامة أية علاقات مع اسرائيل قبل تنفيذها الكامل لقرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية المتمثلة في اقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وتحقيق حق العودة للاجئين.
وحيا الأغا جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن ولجميع اللاجئين في مخيمات الشتات في لبنان والأردن والعراق مؤكداً لهم على تمسك منظمة التحرير الفلسطينية بالحقوق والثوابت الفلسطينية، كما وحيا اللاجئين في سوريا الذي يمرون في ظروف عصيبة جراء الصراع الدائر في سوريا ومحاولة بعض الأطراف زجها في هذا الصراع مؤكداً لهم أن منظمة التحرير الفلسطينية ستعمل مع كل الأطراف المعنية لدعمهم وتوفير الحماية والامن والاستقرار لهم.
وبدوره قال خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، "استغل ذكري إحياء النكبة للتأكيد على وجوب إتمام المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، معبراً عن أمله بان يتم تطبيق اتفاق القاهرة والذي اتفقنا عليه مع حركة فتح".
وقال الحية في كلمته خلال المسيرة "نستبشر خيراً بما تم في القاهرة من التوافق بين حماس وفتح، والذي وضع آليات وخارطة طريق وخطوات معينة بالتوقيتات والزمان".
وطالب من الجميع احتضان المصالحة لأنها تعبر عن وحدة الهدف والثوابت والتحرير وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية.
ورأى الحية أن ما يحتاجه الشعب الفلسطيني هو دعم حقوقه وصموده على أرضه وإطلاق يده في كامل حقوقه والوقوف أمام كل المشاريع البديلة التي تستهدف حق العودة.
ووجه رسالة للاحتلال مفادها أن الشعب الفلسطيني الذي هجر من بلداته قسرا عائد إليها وان الأجيال متمسكة بهذا الحق وترفض كل الخيارات البديلة وتتمسك بخيار العودة، مرسلاً التحية اللاجئين في الشتات ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة
وأضاف "نقول للعالم وللأونروا وللأمم المتحدة، لقد ظلمنا كشعب وآن الأوان لمن ظلمنا أن يعيد لنا الحق ولا نقبل أن يتم تخفيض الدعم والحماية والخدمات المقدمة لشعبنا الفلسطيني".
واعتبر الحية القضية الفلسطينية سياسة بامتياز تنتهي عندما نعود لأرضنا وتبدأ حرية شعبنا حينها، قائلاً للعالم "رحمتكم بلاجئينا، آن الأوان أن يرفع سيف القتل والحصار والألم عن شعبنا في كل مكان".
وحذر من المساس بالمسجد الأقصى، في ظل الوضع الخطر الذي يمر به، مؤكداً كذلك على وجوب تحرير الأسرى في سجون الاحتلال وان حركته ستعمل بكل جهد وقوة لتحريرهم.
وترمز النكبة إلى التهجير الجماعي والطرد القسري لمئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين في العام 1948 وتأكيد الفلسطينيين على تمسكهم بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم تنفيذا للقرار الأممي 194.
إلى ذلك تشير المعطيات الإحصائية إلى أن عدد الفلسطينيين عام 1948 بلغ 1.37 مليون نسمة، في حين قُدّر عدد الفلسطينيين في العالم نهاية عام 2012 بحوالي 11.6 مليون نسمة وهو ما يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف 8.5 مرة منذ أحداث نكبة 1948.
وفيما يتعلق بعدد الفلسطينيين المقيمين حاليا في فلسطين التاريخية تشير البيانات إلى أن عددهم قد بلغ نهاية عام 2012 حوالي 5.8 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يبلغ عددهم نحو 7.2 مليون بحلول نهاية عام 2020 فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة حاليا.