غزة- وكالة قدس نت للأنباء
من المقرر أن يعود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لزيارة الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية في الحادي والعشرين من الشهر الجاري للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في محاولة رابعة وجديدة منه لإيجاد مخرج لمشروع "التسوية" الميت وإحيائه من جديد، وقتل أي توجه فلسطيني داخلي يُنهي حالة الانقسام الحاصلة منذ سنوات.
وقد اجتمع كيري حتى الآن أربع مرات مع الرئيس عباس ونتنياهو فيما عقد اجتماعات أخرى مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، ومؤخرا في العاصمة الايطالية روما مع وزيرة العدل الإسرائيلية المكلفة بملف المفاوضات تسيبي ليفني ومستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي المحامي اسحق مولخو.
وقال جون كيري أثناء إعلانه عن زيارته الرابعة التي يقوم بها إلى المنطقة هذا العام:" إن واشنطن تحاول إحياء محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية خلال فترة قصيرة، مؤكداً أن "جميع الأطراف تعمل في المسائل الأولية والتحضيرية بالتزام متجدد".
وأكد دبلوماسي غربي، أن كيري سيقدم خطته لاستئناف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية في شهر حزيران/يونيو المقبل، وقال: "لقد ابلغ وزير الخارجية الأمريكي الأطراف بأنه سيقدم خطته في شهر حزيران بعد أن كان من المقرر أن يتقدم بها في الشهر الجاري".
وانهارت محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية أواخر عام 2010 بسبب خلاف على بناء إسرائيل مستوطنات يهودية، ولم يتضح بعد ما إذا كان الطرفان مستعدان لبذل جهد جديد جاد لتحقيق السلام،وتتضمن الموضوعات الرئيسية التي تحتاج للتعامل معها في أي اتفاق سلام بين الجانبين الحدود ومستقبل المستوطنات اليهودية ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين.
جولات مكوكية ..
المختص بالشأن الإسرائيلي محمد مصلح، أكد وجود تحركات أمريكية جديدة في المنطقة تهدف بشكلها الأساسي لإعادة إحياء مشروع المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من جديد.
وقال :" كيري سيعود للمنطقة وفي يده تصورات جديدة، تساعد الطرفان على الاتفاق على بعض المبادئ التي ستساعد في العودة لطاولة المفاوضات من جديد بين الجانبين".
ولفت مصلح، إلى وجود ضغوطات أمريكية تمارس على قيادة السلطة الفلسطينية للتنازل عن بعض شروطها، للموافقة على البدء بجولة مفاوضات جديدة تكون برعاية أمريكية وحماية عربية.
ويرى المختص بالشأن الإسرائيلي، أن هناك تحركات سياسية تجري في المنطقة بتوافق مع بعض الدول العربية المؤثرة، خاصة بعد التعديلات التي أجروها على مبادرة السلام العربية، وطرح الفكرة القديمة الحديثة حول "تبادل الأراضي".
وقال:" الولايات المتحدة الأمريكية قدمت للسلطة بحض الحلول العملية لحل أزماتها المالية، وهي في المقابل ستحاول الحصول على بعض التنازلات لإتمام مبادراتها الرامية لإحياء مشروع المفاوضات من جديد"، لافتاً إلى أن كيري أجرى جولات مكوكية على المستويين الإقليمي والدولي لطرح أفكاره التي حاظت نوعاً ما على رضا من دول كثيرة.
وأشار مصلح، إلى وجود بعض المرونة لدى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، في العودة لطاولة المفاوضات والاستجابة لمبادرة كيري التي ينوي طرحها خلال زيارته المقبلة للمنطقة.
وقال دبلوماسي غربي " كيري يعمل بجدية وسرية تامة مع الأطراف لوضع خطة متكاملة من النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية من اجل ضمان نجاح العملية السلمية في حال إعادة انطلاقها مستفيدا من الأخطاء التي وقع فيها الجانب الأمريكي والأطراف المعنية في الماضي ولذلك فهو يركز أيضا على دور عربي حقيقي في المفاوضات، موضحاً أنه يعكف على بلورة سلسلة من خطوات بناء الثقة التي من شأنها أن تشجع على نجاح المفاوضات منها تخفيف القيود الإسرائيلية على الفلسطينيين والإفراج عن معتقلين".
وفي السياق، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إلى أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على السلطة الفلسطينية وعلى الدول العربية للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وأضافت أن الضغوط الأمريكية أثمرت عن إعلان الدول العربية عن جاهزيتها للمناقشة والتفاهم حول حدود 67، بما يعني اعتراف الدول العربية بالتغييرات الديمغرافية في الضفة الغربية.
ورغم أن نتنياهو لم يعقب بشكل مباشر على تعديل المبادرة العربية، إلا أن ليفني رحبت بالتعديل، واعتبرته مدخلا لتجديد المفاوضات، واعتبرت الصحيفة أن تعديل المبادرة سيسهل على الفلسطينيين التنازل عن مطلب وقف البناء الاستيطاني في كل الضفة الغربية.
ضغوط وخطط ..
بدوره، المحلل السياسي، هاني حبيب، قال:" إن الإدارة الأمريكية تحاول عبر وضع تصورات جديدة إجبار الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وبناءً على ضغوطات للعودة لطاولة المفاوضات من جديد.
وأضاف حبيب،" الإدارة الأمريكية تجري اتصالات مستمرة مع كل الأطراف الإقليمية والدولية، لدعم الجهود التي تبذلها برئاسة وزير خارجيتها جون كيري لإعادة عملية السلام لمسارها الصحيح.وأكد حبيب، وجود تحركات تصب إيجاباً في هذا الاتجاه، مشيراً إلى أن دول عربية تلعب دوراً كبيراً في إقناع الطرفين للعودة من جديد لمربع المفاوضات بعد توقفها لسنوات".
ولفت المحلل السياسي، إلى أن جون كيري يملك خطة محكمة جداً وقادرة إن تم التوافق عليها من الجانبين، على عودة الطرفان لطاولة المفاوضات من جديد، خاصة بعد ما قدمه العرب من تنازلات بملف "تبادل الأراضي".
وعن موقف السلطة من المفاوضات، في ظل الضغوطات العربية والدولية التي تتعرض لها، قال حبيب:" حتى اللحظة السلطة الفلسطينية متمسكة بموقفها بعدم العودة للمفاوضات إلا بعد وقف كامل لعمليات الاستيطان على الأراضي المحتلة".
ويرى حبيب، أن المفاوضات ما زالت ملف شائك وبحاجة لكثير من التنازلات والضغوطات على الجانب الإسرائيلي للالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية التي تساهم بإنجاح أي عملية سلمية في المنطقة".
وخفتت الجامعة العربية من خطة السلام التي طرحتها عام 2002 يوم 29 ابريل نيسان عندما قال الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها:"إن الجانبين من الممكن أن يتبادلا الأرض بدلا من الالتزام بالضبط بحدود 1967".
من / نادر الصفدي ..