رفح – وكالة قدس نت للأنباء
لم يتصور الكثير بأن تتحول الأحواض التي تعيش بداخلها أسماك الزينة المنزلية، يوم ما لأحواض علاج لعدد من الأمراض الجلدية، لكن ذلك حدث في قطاع غزة على يد طبيب العلاج الطبيعي والباحث الفلسطيني بالطب البديل علاء أبو غالي.
أبو غالي(35 عامًا) من سكان محافظة رفح جنوب القطاع، تمكن مؤخرًا من إنشاء مشروع صغير داخل غرفةٍ لا تتعدى مساحتها الـ 4 أمتار، وهو مشروع العلاج بمساج السمك لعدد من الأمراض الجلدية بجسم الإنسان، وذلك بعدما استطاع إثر عناء شديد من جلب الأسماك الخاصة بهذا العلاج من إحدى دول شرق أسيا.
ويعرف هذا النوع من السمك باسم Doctor fish واسمه العلمي Garra rufa، وهو سمك علاجي صغير الحجم يتراوح طول السمكة منه ما بين 4-6 سم، وتعيش من 7 شهور إلى سنة في درجة حرارة ما بين 37-42 درجة مئوية في المياه العذبة الدافئة.
فكرة العلاج ..
ويقول أبو غالي لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : " لم تكن فكرة إنشاء هذا المشروع الأول من نوعه بغزة وليدة اللحظة، بل كانت تراودني منذ سنوات بفعل خبرتي الطويلة مُنذ نحو 10 أعوام تقريبًا بالعمل في عيادة للعلاج الطبيعي خاصة العلاج بوخز النحل، وتحقيق نجاحات كبيرة بهذا الصعيد".
ويضيف "كذلك كنت أتابع بشكل حثيث البرامج الوثائقية التي تُعرض عبر الفضائيات العالمية وخاصة إحدى البرامج التي عرضت عبر قناة الجزيرة الوثائقية قبل نحو عامين ونصف، تتحدث عن العلاج بالسمك في العاصمة الفرنسية باريس، مما زاد فضولي للتعرف على طبيعة العلاج به ونقل التجربة لفلسطين".
ويتابع " بالفعل ذهبت منتصف العام الماضي لإحدى دول شرق أسيا وهي موطن أسماك " Garra rufa"، وتمكنت بعد عناء من العثور على تلك الأسماك، وقمت بجلب أكثر من 170 سمكة والقدوم بها لغزة، وأعلنت بعد أن وصلت بها لغزة بحوالي ستة أشهر عن افتتاح العيادة والعلاج مجانًا".
طريقة العلاج ..
ويلفت أبو غالي أن سر العلاج بهذا النوع من الأسماك، يتم من خلال تحريك لعاب السمك والذي يفرز أنزيمات قادرة على علاج العديد من الأمراض الجلدية، بالإضافة إلى أنه قادر على لعق والتهام الجلد الميت من الأقدام والبكتيريا والفطريات غير المرئية وعمل المايكرو مساج للقدمين..
وينوه إلى أن الأمراض التي تُعالج هي " التشققات باليدين والقدمين، البكتيريا، الصدفية، الأقزيمية، والوحمة.."، علاوة على أن السمك يأكل الجلد الميت خارج الجسم وهو لا يرى بالعين المجرد غالبًا، وينشط الدورة الدموية، وقدرة الله عز وجل جعلته يستغني عن أكل الأعلاف كباقي الأسماك، فهو يتغذى على الجلد الميت بجسم الإنسان.
ويشير أبو غالي إلى أن كل شخص يحتاج للعلاج يغمر قدميه أو يديه بأحواض السمك المجهزة والمهيأة خصيصًا، لتوفر بيئة مشابهة لبيئة السمك الأصلية، وذلك بعدما يقوم كل شخص بتعقيم وتطهير الأقدام أو اليدين بحوض صغير خارجي بجوار الأحواض الرئيسة، للحفاظ على سلامة الحوض والأسماك.
ويوضح إلى أن كل مريض يحتاج جلسة بمعدل نصف ساعة على مدار ثلاثة أيام أسبوعيًا لغاية التماثل بالشفاء، ويمنع علاج أي مريض بقدميه أو يديه جروح لضمان سلامته وسلامة الآخرين، ومرضى الأمراض المعدية حتى لا تُنقل للآخرين..
ويبين إلى أن مياه الأحواض يتم تجديدها كل يومين، وتعقم مياه الأحواض التي يتواجد بداخلها ماتور كهربائي يوفر الأكسجين وسخان مياه، بالأشعة فوق البنفسجة، مطمئنًا كافة المترددين على العيادة للعلاج إلى أن هذا النوع من السمك غير عدواني ولا يكبُر حجمه ولا ينقل الفيروسات والأمراض من مريض لأخر.
ويتطلع أبو غالي إلى أن يتطور مركزه بعدما حقق نجاح كبير، من خلال جلب أحواض كبيرة تناسب جلوس الشخص بداخلها حتى العنق، متمنيًا من كافة الجهات المختصة على رأسها وزارة الصحة بأن تهتم بالعلاج الطبيعي .
عدسة "وكالة قدس نت للأنباء" زارت مركز العلاج بمساج السمك في رفح واعدت هذا التقرير.
تصوير/عبد الرحيم الخطيب