إلى متى يستمر مسلسل خطف العسكر النبلاء،والأبرياء بكل وقاحة وسفاهة في قلب بلادهم ،وهم الذين يسهرون ،على حماية وأمن البلاد في شبة جزيرة سيناء ، ؟!! حقا ما أشبه الليلة بالبارحة ،فإن ذلك ليذكرني بدولة الحشاشين التي كانت تتخذ سلطانها وسيطرتها من القلاع الحصينة في قمم الجبال فكانت معقلاً لهم ..إن ما يحدث في سيناء ،هي ذات الإستراتيجية العسكرية للحشاشين ،ولكن بصورة مصغرة،والتي تعتمد على الاغتيالات التي يقوم بها "فدائيون" لا يأبهون بالموت في سبيل تحقيق هدفهم. حيث كان هؤلاء الفدائيون يُلقون الرعب في قلوب الحكّام والأمراء المعادين لهم، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة جداً في ذلك الوقت؛ مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والخليفة العباسي الآخر الراشد وملك بيت المقدس كونراد من مونفيراتو.،وقد بدت تلك المملكة تنبش بمخالبها من جديد لتصبح ظاهرة خطيرة، انتشرت في الآونة الأخيرة كالطاعون الوبائي !!،لكن السؤال الذي يجب أن يطرح نفسه من المسئول عن تلك الحماقات ،ولماذا ؟!والإجابة الواقعية والتي قد يتفق معي الكثير بها ،وهو أن الهدف إذا هو إفراغ شبة جزيرة سيناء من العسكر تماما ،كما حدث من قبل عندما احتل الأمريكان ،أرض الهنود الحمر السكان الأصليين ،والهدف طبعا هو فقدان الأمن ،وضياعه وانسلاخه في شبة الجزيرة الصحراوية بمعزل عن مصر المدنية والحضارة .. لأنها أي سيناء من أنسب البقع الجغرافية ،والطبوغرافية المهيأة، لأن تكون مرتعا للمجرمين والقتلة ،وتجار المخدرات ،ورواج السلاح ،وتجارة اللحوم البشرية ،وذلك تمهيدا لتحويلها إلى دويلة ساقطة الملامح والحدود ..معزولة كالربع الخالي ،وبعدما صارت هاجس يراود الجبناء والمندسين لإقامة دويلة لتكون شيكاغو الشرق ،والموطن الجديد للمافيا ،وامتداد خطير لآل كايوني ولكن هيهات ..هيهات أن يكون ذلك .. ولأن زعزعة الأمن في سيناء هو زعزعة لأمن مصر برمتها، لذلك كانت نقطة التأثير الموجعة ،والتي تهز الرأي العام هي عندما يقايض اللصوص ،والجبناء رجال الدولة لإطلاق سراح حماة الوطن !!
الغريب في الموضوع هو أن يطارد اللصوص رموز الأمن ،بعدما كانوا من قبل يهرعون منهم فيلوذون بالفرار كالشياطين إلى فج آخر .. لمجرد الاشتباه بمرور دورية قادمة من بعيد ،أو جيب ليس فيه إلا السائق ..اليوم في ظل ضياع هيبة الشرطة، ورجال الأمن كان من المتوقع أن يكون أكثر من ذلك ..أن تساوم وتفاوض حكومة الدولة اللصوص بدلا من أن تمنحهم فترة وجيزة لتسليم أنفسهم وإلا ......لكم اشتقت لسيناريو المسلسلات والأفلام القديمة عندما يقول رجال الأمن للهاربين من العدالة " سلم نفسك .. البوليس يحيط بك من كل ناحية "!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت