غزة – وكالة قدس نت للأنباء
تهيأ شاطئ بحر غزة الذي يعتبر المتنفس الوحيد لسكان القطاع المحاصر من قبل اسرائيل مع حلول صيف 2013م لاستقبال المصطافين، حيث أقيمت الاستراحات ونصبت أبراج الإنقاذ، وانتشر بائعون ينتظرون هذا الفصل بفارغ الصبر لكسب بعض الأموال التي يسدون بها رمق اسرهم الفقيرة .
وتعمد بلدية غزة كل عام قبل حلول فصل الصيف، على عرض المناقصات لمن يرغب ان يقيم استراحة على شاطئ البحر مقابل مبلغ من المال.
ابو حسن ملكة ، كان احد المواطنين الذين تعاقدوا مع البلدية لإقامة ثلاث استراحات على شاطئ البحر مقابل 50 ألف دولار، يقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء "، " عرضت البلدية في شهر ابريل الماضي المناقصات على المواطنين الراغبين في إقامة استراحات، وكان العرض يحتوي 8 استراحات تقع ما بين منتجع الشاليهات حتى منتجع البيدر ، وقد رست علي ثلاث استراحات مقابل مبلغ 50 الف دولار يدفع مسبقاً ".
واختار ابو حسن لاستراحاته اسم "الغروب "، ويوضح بانه يحرص كل عام منذ عشرة سنوات على إقامة استراحات على البحر ، لافتاً إلى أنه استطاع ان يكتسب شهرة كبيرة بين سكان مدينة غزة.
ويراعي ابو حسن بان يقسم الاستراحة التي تبلغ مساحتها 1800 متر مربع ، لعدة اجزاء ، جلسات عائلية وشبابية وقسم الخيام ، مشيراً إلى ان مساحة الاستراحة لا تكفي لإقامة كل ما يحتاجونه الزبائن بسبب المساحة الصغيرة التي تسمح بها البلدية .
وقد وجه انتقاد شديد لبلدية غزة وطالبها بأن تراعي نظافة شاطئ البحر ، وان تقوم بمنع ظاهرة اصطحاب بعض المواطنين "للحمير والبهائم " لما يسببه ذلك من ازعاج كبير للمصطافين الذين يأتون للاستجمام ، وان تقيم الحمامات العامة على الشاطئ.
ويعد تواجد المنقذين على شاطئ البحر من الأمور الهامة التي يحرص عليها الدفاع المدني في قطاع غزة، حيث يوفر عشرات المنقذين الذين ينتشرون على طوال شاطئ البحر من خلال أبراج المراقبة .
المنقذ تامر النبيه كان يتابع بعناية بعض الاطفال الذين يستجمون في البحر، ويقول " مهمتي متابعة اى شخص يستجم في البحر ، وإبعاد الناس عن أماكن السباحة الخطرة وإنقاذهم من الغرق ".
ويضيف " نستخدم ثلاث رايات على شاطئ البحر صفراء وحمراء وسمراء ، توضح للناس الاماكن التي يمكن السباحة فيها والأماكن الخطرة ، الصفراء تشير للمنطقة الآمنة ، والحمراء ترمز للحذر أثناء السباحة ، ام الراية السمراء فيمنع السباحة بشكل مطلق لوجود دوامات بحرية وتيارات قد تتسبب بحالات غرق ".
ويقول " نستخدم مناظير لمراقبة المواطنين وطوافات لإنقاذهم ومكبرات صوت لتتوجيهم وعند حدوث اى حالة غرق لاى شخص لا سمح الله نقوم بإخراجه من البحر وعمل له إسعافات أولية واخراج المياه التي دخلت إلى الرئة من خلال الضغط على الصدر "، موجهاً مناشدة لجميع رواد البحر بان يستمعوا لتوجيهات فرق الانقاذ حرصاً على سلامتهم .
وأهاب النبيه بالمواطنين بعدم نزول البحر في ساعات المساء المتأخرة ، مشيراً إلى أن دوام المنقذين يبدأ الساعة العاشرة صباحا وينتهي السابعة مساء ، علما بان طواقم الدفاع المدني في القطاع انتشلت هذا الأسبوع جثمان شاب كان قد غرق في المساء قبالة شاطئ غزة، في اول حادثة غرق تسجل الصيف الحالي.
ابو عبد الله ، بائع ذرة كان يهم بنشاط وتفاؤل يمسك بـ"كوز" من الذرة ويضعه على كانون الشواء ليحضره لزبائنه ، ويرى ان البحر لا يكون له طعم بدون رائحة الذرة المشوية فهي من الأشياء التي يرغبونها سكان القطاع في فصل الصيف ، ويحرص كل عام بان يلبيها .
ويبين بان هناك نوعين من الذرة " إسرائيلية " و"بلدية " ويقوم بشرائها من المزارعين في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع ، موضحا بان الذرة والبطاطة الحلوة من الأشياء التي ينتشر بيعها في فصل الصيف على البحر .
ويعتبر ابو عبد الله فصل الصيف مصدر رزق له ينتظره كل عام ، وان الأوضاع الاقتصادية الصعبة بغزة تدفعه للعمل في مثل هذه المهنة ليتمكن من توفير المستلزمات الحياتية اليومية لعائلته.
عدسة "وكالة قدس نت للأنباء" تجولت على شاطئ بحر غزة وأعدت لكم التقرير التالي :
تصوير/محمود عيسى