عندما اعلنت اتفاقية اوسلو الى العلن ونم توقيع اتفاقية اعلان المباديء ، اطلق على هذه الاتفاقية اسم غزة – اريحا اولا ، ربما لم تات هذه التسمية عبثا ، ويدرك كل من شارك في اعداد هذا الاتفاق القيمة التاريخية لكل من غزة واريحا ، اللتان تشكلان بوابات رئيسية لفلسطين ، وكلاهما بوابات شرقية الاولى تفتح ابواب فلسطين تجاه شبه جزيرة سينا ومن ثم الى حوض النيل في افريقيا ، والثانية بوابة شرقية، تفتح ابوابها لكي نجعل فلسطين تطل على بادية الشام والجزيرة العربية ، لنترك اريحا الى ربما مقالة اخرى ، ولنتوقف عند بوابة غزة ، هذه البوابة التي لعبت دورا كبيرا عبر التاريخ ، فغزة التي ربضت منذ القدم عند اعتاب شبه جزيرة سيناء لتجعل من نفسها نقطة الالتقاء والترحال ، نقطة الالتقاء والتصادم ، هذه المنطقة التي عبرها الجيش المصري بقيادة الملك احمس ليلاحق قبائل الحيثيين الذين جاءوا لغزو مصر من الشمال من اسيا الصغرى عبر بوابة غزة ، واخذ في مطاردتهم حتى وصل الى شمال فلسطين والاراضي السورية ، ومن غزة عبر الجيش المصري بقيادة الملك رمسيس الثاني ليطارد الغزاة الهكسوس وتصدى لهم وهزمهم شرهزيمة ، من غزة عبرت جيوش صلاح الدين الايوبي لتحرير القدس والبلاد الاسلامية من الاختلال الصليبي ، ومن غزة انطلقت جيوش المسلمين بقيادة سيف الدين قطز والقائد الظاهر بيبرس لطرد التتار من بلاد الشام
احداث تاريخية كبرى نعيد ذكرها لانها تنبهنا الى ما يجري اليوم على ارض سيناء ، هذه الارض التى تأخذ شكلا مثلثا بلغت مساحنه 67 الف كيلو مترا ، فيه من الموارد الاقتصادية ما يدعم الاقتصاد المصري بكل قوة ، اريد لها من بعض القوى المعادية ان تكون نقطة وجع في الخاصرة المصرية
مستغلين طبيعة سكانها وبعدها النسبي عن التجمعات العمرانية الكثيفة في الداخل المصري ، اذ تدرك تلك القوى مدى اهمية هذه المنطقة التي احسن الجيش المصري استخدامها للدفاع عن مصر عبر التاريخ ، ولما كان هذا الجيش وعبر التاريخ من اقوى جيوش المنطقة ، وبما تحلى به من روح وطنية عالية ، لذلك كانت خططهم المتواصلة لتدمير هذا الجيش وكسر هيبته ، وبالتالي زعزعة ثقة الشعب المصري اولا والشعوب العربية ثانيا في قدرة وقوة هذا الجيش .
تاتي مؤامراتهم بعد ان هالهم ما رأوا من استطاعة الجيش المصري من الحفاظ على مصر وشعبها اثناء الثورة المصرية ، واقفا ليس بعيدا عنها راصدا كل حركة فيها يوفر الحماية لابناء مصر ، ولم يقم ابدا بتلويث يده بدماء المصريين الذين هبوا ضد الظلم والطغيان املا في التغيير لحياة افصل ، لم يرق لهم الموقف الوطني المشرف الذي وقفه الجيش المصري اثناء الثورة وما زال ، لذلك كان لا بد من التعرض له واذلاله وذلك بالعودة الى سيناء وجغرافيتها وتاريخها القديم والمتجدد أخذين في الاذهان ما تعرض له الجيش المصري في حرب الخامس من يونيو عام 1967 ، والذي استطاع ان يرد الضربة وبكل قوة بعد ست سموات فقط في حرب اكتوبر المجيد .
ان ما تقوم به بعض العناصر المشبوهة في سيناء التي لا تخدم الا مصالح اعداء مصر واعداء الامة واولها اسرائيل وامريكا ، فما معني الاعتداء على مراكز الشرطة ، ومعسكرات الجيش وقتل عدد من المجندين المصريين ، ماذا يعني خطف الاجانب ، واخيرا خطف عدد من الجنود الابرياء عائدين الى منازلهم لقضاء اجازاتهم ، ماذا يعني بث شريط للفيديو لهؤلاء الجنود ، اننا لا نرى في هذا الا شيء واحد هو النيل من الجيش المصري وعلى ارض سيناء .
لقد حاول اعداء الامة سلخ سيناء عن الجسد المصري منذ زمن ، حاولوا سلخها بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية وطرح مشاريع توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء ، حاولوا سلخها بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد وتحديد كمية ونوع السلاح المصري المتواجد في سيناء ، حاولوا سلخها باعاقة مشاريع التنمية لتحل محلها عمليات التهريب بكل اشكالها والوانها ، يحاولون سلخها لسحب البساط من تحت الجيش المصري حتى يبتعد عم حماية البوابات الشرقي لمصر التي تقف عليها الان اسرائيل بدعم امريكي هائل ، حتى يبقى الباب مفتوحا على مصراعية لمصر ونيلها وحضارته وعروبتها ، ليبدأوا تنفيذ مخططاتهم لضرب مصر شغبا وحضارة ، لتبقى مصرضعيفة دائما ولابعادها عن قيادة الامة .
لذلك نامل من الجيش المصري العربي ان ياخذ بيده زمام الامور في سيناء ، كما نامل من الجانب الفلسطيني ان يكون سندا لهذا الجيش لان امن مصر امن لفلسطين اعداء مصر اعداء فلسطين .
أكرم / أبو عمرو
غزة- فلسطين
21/5/2013
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت