سلاح العائلات بين التدمير الاعلامي والبقاء الحزبي

بقلم: حماد عوكل


بالأمس قتل الصحفي معتز أبو صفية وفرد أخر من أفراد عائلته وقبل أيام قتلت طفلة في المحافظات الوسطى ولو رجعنا بالأيام لوجدنا أن بكل بقعة في فلسطين هناك سلاح للعائلات لم يتم السيطرة عليه وربما تم النظر إليه نظرة أخرى على أنه سلاح حزبي سلاح مقاومة وكل يوم يقع الفلسطيني صريع المشاكل العائلية الحزبية صريع الاستخدام السيء للسلاح بداخل المنازل والبيوت .

في مقالي هذا أذكركم أننا تعبنا بما يكفي وواجهنا ما يكفي من الإنقسامات الحزبية والعائلية والإستخدام الخاطئ العشوائي للأسلحة العشوائية الغير مرخصة و أننا لازلنا نعاني الهم الأكبر ألا وهو الإحتلال الصهيوني الغاشم لكل فلسطين ، تبتسم شاشات التلفاز الصهيونية بكل شجار عائلي يتساقط فيه فلسطيني بل وتخرج الإنتقادات للعالم عبر تلك الشاشات أن فلسطين لا تستحق الإستقرار كونها مليئة بالمشاكل والسلاح وأننا منقسمون فكيف سيكون لنا حكم ودولة وكيان .

إن الإنقسام لم يدمر النسيج الفلسطيني الشديد بشكل كامل لكن سلاح العائلات سيودي به الى الهاوية ، وحينما أتحدث عن النسيج الفلسطيني فأنني أتحدث عن الترابط بين العائلات من خلال النسب والتقرب والجيرة وصلة الأرحام التي هي فريضة إنسانية ودينية يكسب من فعلها ويخسر من تركها ، وجود الأسلحة العائلية في بيوت فلسطين بشكل عشوائي لا يصيب المقاومة من قريب ولا من بعيد لهو إهانة للإنسانية وإهانة لفلسطين وشعبها العريق الصابر المرابط .

إن ما يؤلم في سلاح العائلات العشوائي أننا نسمع ونرى إختلاط سلاح الجريمة بسلاح المقاومة عبر تبني الأحزاب الفلسطينية أسر وعائلات كثير في وطننا الحبيب فحينما نسمع بمشكلة عائلية لم نستطيع أن نتبين الصدق من الكذب بسبب ذلك فهل هي مشكلة عائلية أم حزبية أم أن سلاح العائلات دخل يساند الأحزاب أم أن العكس صحيح وهو ما يؤلم أن سلاح الأحزاب والمقاومة هو من يدافع عن العائلات وأفكارهن .

فلسطين تنهار بذاك السلاح ولا يخفى علينا القتل العشوائي بحجج كثيرة منها القتل على خلفية الأراضي والخلاف العشوائي في الشوارع على أشياء لا تصل إلى القتل ولكن بسبب سلاح العائلات العشوائي نرى أننا نسمع القتل بكل مكان وبكل وقت ، كما سمعنا جميعا فأن الحكومتان في وطننا تعملان على طمس سلاح العائلات منذ بدايات حكمهم لكن للأسف كل يوم يمر بنا نكتشف أن سلاح العائلات ومحاربته لم تكن سوى زوبعة إعلامية ليست حقيقية أو أمرا واقعا نلمسه على الأرض والدليل أن الأحزاب السياسية والعسكرية تدافع عن سلاح العائلات وكأنه سلاحها المقاوم .

يؤلمني أننا في فلسطين لا زلنا نتمسك بأفكار قبلية خاطئة تودي بالحياة تنهي حياة إنسان لم يجعل الله لقاتله سلطة لتنفيذ الحكم الجائر ، يؤلمني أن أسمع كل صباح خبر مقتول بريء لم يتجاوز عمره فترة المراهقة والطفولة والشباب أننا نتحمل كل شيء يصيبنا إلا أن نكون عرضة للقتل الخطأ لأن فلان لديه سلاح يعرضه وقتما شاء ويدسه وقتما شاء ، أنني حزين لأن بلدي ووطني فلسطين يتعرض لمثل هذه الجرائم .

كما قلت سابقا فإن سلاح العائلات في فلسطين لم يدمر كما قيل وزيع من قبل ويبدوا أن ما كان قد حصل هي مجرد تصفيات حسابيه بين أشخاص أو أحزاب أننا توهمنا أننا أصبحنا بأمان وأنه تم تدمير سلاح العائلات ولكنه للأسف لم يتم تدميره إنما تم أضافته للأحزاب تستخدمه كيف شاءت ، لقد تم الأمر فقط إعلاميا ولكنه بقي في حوزة الأحزاب يعمل بأسم الأحزاب لكن المقاومة بريئة من ذالك الوهم الذي يعشوننا فيه ، أنني أطالب أحبتي أن نخرج ويعلوا صوتنا بأن يتوقف حماية الأحزاب للعائلات وللأشخاص على حساب الشعب والأسر الصغيرة .

في النهاية أحبتي كونوا بخير .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت