نتائج العدوان الإسرائيلي على جمرايا ودمشق لم تمر كما كان البعض يعتقد أو يراهن ، لم يكن الرد السوري تكتيكي كما توهم البعض ولم تكن التصريحات السورية من باب امتصاص النقمة والغضب ، كان الموقف السوري موقفا استراتجيا يخل بتوازنات الوضع الإقليمي ويضع الجميع أمام مسؤولياته وخاصة قوى المقاومة والممانعة ، كان القرار للرئيس بشار الأسد بتزويد المقاومة بأحدث الاسلحه قرارا استراتجيا يخل بتوازنات القوى مع إسرائيل لتصبح في صالح المقاومة ، وكان القرار الاستراتيجي الأهم فتح جبهة الجولان أمام المقاومة الشعبية السورية وقوى المقاومة بمختلف اتجاهاتها وفصائلها وانتماءاتها ، القرار السوري يعد تغير استراتيجي في المواقف السورية من عملية الصراع مع إسرائيل ، وان القرار يعد تحدي للمخطط الأمريكي الصهيوني الهادف لتصفية القضية الفلسطينية ، ويؤكد القرار جهوزية الاستعدادات السورية للمواجهة مع الكيان الإسرائيلي وهو رسالة مضمونها ان سوريا ما زالت تحتفظ بقواها الذاتية وان الشعب السوري شعب مقاوم لا يعرف الهزيمة والاستسلام ، قرار الرئيس السوري بشار الأسد يعيدنا إلى القرار الذي اتخذه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بحرب الاستنزاف مع قوات الاحتلال الإسرائيلي والإصرار على المقاومة ورفض الهزيمة في نكسة حزيران ، وقرار سوريا جاء ليؤكد ان سوريا تقف بكل قواها مع قوى المقاومة والممانعة وان ما تتعرض له سوريا من مؤامرة كونيه لا تثنيها عن مواقفها في مواجهة العدوان الإسرائيلي وان سوريا مصممه على تحرير الجولان السوري المحتل والأراضي الفلسطينية المحتلة وهي ترفض الانصياع للمخطط الأمريكي الصهيوني للسير في ركب مخطط تصفية القضية الفلسطينية ، ان الرد الحازم الذي صدر من الجيش العربي السوري بإطلاق النار على الآلية العسكرية التي تجرأت ودخلت الخطوط السورية في الجولان المحتل أربكت قادة الكيان الإسرائيلي وجعلتهم أمام واقع متغير عن ما كان عليه في الأمس القريب ، إسرائيل أمام جبهة الجولان السوري التي أصبحت مفتوحة للجميع ممن يريد مقاومة الاحتلال الإسرائيلي التي لن تقتصر على القوات الشعبية السورية وإنما تتعداها لكافة القوى والفصائل التي لديها الرغبة في القتال ضد إسرائيل ، لا شك ان إسرائيل مربكه أمام هذه التغيرات وهي تستعيد ذاكرتها مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية في جنوب لبنان ، معادلات الصراع في طريقها للتغير بفعل التعنت الإسرائيلي ومحاولاته ليفرض نفسه على المعادلة الاقليميه والدولية ، لن يكون بمقدور إسرائيل ان تضرب دون ان تواجه بالرد وان التوازن الاستراتيجي سيكون عامل ردع قبل ان تقدم إسرائيل على أي عمل عدواني قد يكلفها الكثير خاصة وان إسرائيل تدرك ان حرب تموز 2006 قد غيرت في موازين الردع الذي كانت تتمتع به إسرائيل وأصبح بمقدور المقاومة الرد على أي عدوان إسرائيلي وان حرب الرصاص المصهور في 2008 وحرب عمود السحاب في 2012 على قطاع غزه أسقطت النظرية الامنيه الاسرائيليه وأفقدت إسرائيل لتفوقها الاستراتيجي في المنطقة ، القرار السوري بفتح هضبة الجولان أمام المقاومة الشعبية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير الجولان السوري يأتي ضمن الحق الذي كفلته القوانين والمواثيق الدولية للقيادة السورية والجيش العربي السوري والشعب السوري بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي وهذا حق كفلته اتفاقية جنيف ولائحة لاهاي بحق الإقليم المحتل حيث ان كافة القوانين الدولية كفلت شرعية مقاومة الاحتلال وان الموقف السوري لا يشكل عدوانا أو تعدي على الكيان الإسرائيلي الغاصب للحقوق العربية والفلسطينية ، حكومة نتنياهو القائمة على التوسع والاستيطان وسياسة العدوان تدفع بالمنطقة برمتها لحافة الهاوية وتسرع بالحرب القادمة ، أخطأت حكومة نتنياهو في حساباتها حين ظنت ان سوريا بعد التآمر عليها وبعد سنتين من حرب المجموعات المسلحة المدعومة من أمريكا وإسرائيل وتركيا وحلفائهم من العرب لن يتمكنوا النيل من عزيمة وقدرات الشعب العربي السوري والجيش العربي السوري ، وان عدوان إسرائيل على مقدرات الشعب السوري لن يكون بلا ثمن وان القرار السوري بفتح الجولان المحتل ليصبح جبهة صراع مفتوحة قد لاقى تأييد الشعب السوري وأثبتت قدرات واستعدادات الجيش العربي السوري لمواجهة أي عدوان إسرائيلي ، ان موازين القوى الدولية قد تغيرت وان سوريا بصمودها وبقواها وقدراتها من عملت على تغيير موازين القوى الدولية والاقليميه ، لن يعد بمقدور أمريكا لتفرض شروطها ولن يكون بمقدور الكيان الإسرائيلي ليصبح اللاعب الإقليمي في المنطقة ، سوريا بمحورها المقاوم والممانع أصبح له تأثير في تغيير المعادلات في توازن القوى الإقليمي وان هذه القوى الآن بمقدورها مواجهة العدوان الإسرائيلي وردعه وان الكيان الإسرائيلي لن يكون بمنأى عن تلقي الضربات العسكرية الموجعة في ظل لعبة التغير في موازين القوى ، لن يأتي القرار الاستراتيجي السوري من فراغ وإنما جاء بموقف استراتيجي تدرك سوريا إبعاده هي بلا شك مستعدة له والى نتائجه وتحمل تبعاته وهذا يدل على قوة وقدرة وتماسك قوى المقاومة والممانعة في المنطقة ، ان النجاحات التي تحققت للجيش العربي السوري في الاونه الاخيره في مواجهة المسلحين وتمكنه من هزيمة المجموعات المسلحة في القصير والعديد من المواقع التي عدتها المجموعات المسلحة ومن دعمهم ومولهم بالحصن الحصين تهاوت أمام قدرات الجيش العربي السوري وتساقطت كأوراق الخريف وان المؤامرة على سوريا بطريقها للاندحار ، وان كل قدرات الجيش العربي السوري وإمكانيات الشعب السوري وقوى المقاومة في خدمة القرار الاستراتيجي السوري لاعتبارها هضبة الجولان المحتل أراضي مفتوحة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والعمل على تحرير الأراضي المحتلة وهذا يضع إسرائيل أمام واقع جديد وأمام معادلات مستجدة لن تكون في صالح الكيان الإسرائيلي واستمرارية احتلاله للأراضي العربية والفلسطينية المحتلة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت