في ذكري النكبة الخمسة وستون ، ولكي لا تصبح النكبة ذكري يشرب مراراتها شعبنا الفلسطيني سواء في الداخل أو في الشتات، وقد تمدد لسنوات طويلة عجاف ،و قد ننسي ولكن ذكري النكبة لاتنسي أبدا الكبار والأجداد يموتون والصغار لا ينسون ، أجدادنا شاهدوا النكبة وذاقوا مررتاها وقسوتها، كيف يشرد الإنسان من بيته ثم يقتلع من أرضة ليصبح لاجئ محروما دون بيت ودون وطن ، تفرق الشعب الواحد وتفرقت العائلة الواحدة وتفرقت الأسر ، وتشتت الفلسطينيون بأنحاء العالم ، ومازالوا الفلسطينيون بأنحاء العالم يتجرعون مرارة وقسوة النكبة ليست مجرد أحاديث وقصة نمر عنها مرور الكرام ، النكبة هي ذبح فلسطين واقتلاع أهلها الأصلين من موطنهم ، أجدادنا رفضوا المؤامرة رفضوا التقسيم ،، أجدادنا قاوموا المحتل بكل الوسائل قاوموا المشروع الصهيوني قاوموا عصابات الصهيونية ، في ذكري نكبة الشعب الفلسطيني لنتمسك بالأرض كما تمسك أجدادنا آباءنا لنتمسك بهويتنا الفلسطينية لنتوحد ضد هذا الاحتلال البغيض ونجعل ذكراها لا تمر مرور الكرام ،شعبنا الفلسطيني يتألم يتوجع من آثار النكبة ، ومع مرور الوقت من عمر النكبة بدا الشعب الفلسطيني باخد زمام المبادرة بمقاومة هذا الاحتلال ، بعد هزائم متتالية منيت بها الأمة العربية ، وكانت مسيرة طويلة للشعب الفلسطيني فهم وحمل بندقيته لاستعادة كرامة ووطن مفقود مسلوب ، وسار في خط مقاوم لا مهادن سنوات ، فكان الأمل كبير بتحرر، وبدأت انتفاضة الحجارة التي أبهرت العالم جاءت لتخلصنا من هذا الاحتلال البغيض واستمرت بشكل كبير وبعنفوان ،،،حتى همدت حين تم التوقيع علي اتفاقية هي أوسلو ،، إسرائيل أكذوبة لم تعطي الفلسطينيين شئ وأخلت بالعهود والمواثيق فما لبثت حتى إنطلقت انتفاضة الاقصي لتقول لإسرائيل لن نرضي بغير القدس ودولة وحق العودة ، ويقف الشعب ويقول كلمته للمفاوض كفي مفاوضات بغير ثمن ،،،حينها أدرك الشعب الفلسطيني انه لابد من تغير هذا المعادلة الصعبة وان مرض دخل الجسم الفلسطيني ، وان أصحاب القرار للشعب الفلسطيني أبعدونا عن تطلعات شعبنا بالعودة والحرية هنا دب الخلاف وانقسمنا ، وأصاب الشعب الفلسطيني مرض السلطة والوظائف والراتب وتسول من الدول وبدأ الفساد يستشري في كل مكان ، سؤال كيف نشخص المرض الذي أصاب قضيتنا قبل البدء بالعلاج نفهمه نحدده نعالجه المسالة واضحة ونبني عليها المواقف وننطلق بكل خطواتنا ،،القصة مفهومة قضية شعب مصر علي التحرر من الاحتلال و مقاومته بكل الوسائل حتى دحره ،،القضية هي قضية ارض وإنسان مشرد من وطنه القضية هي كيفية صمود شعبنا وتوفير كل الوسائل له وتعزيز صموده وليست أشياء لا نفهمها كوطنيين نقاوم مرة و لا نقاوم نهادن مرة ونستمر بالمهادنة ، إن الطريق واضحة لا يختلف علية اثنين من الشعب الفلسطيني كل الخيارات مفتوحة أمامه مادام الاحتلال موجود ،، إن برنامج مقاومة الاحتلال الطويل والاستمرارية بنضال والصمود وقد يدفع شعبنا التضحيات الجسام في هذه الحالة ولكن النهاية يتحرر الشعب من هذا الاحتلال،، هاهو الطريق إلي الحرية ،، لنقف في وجه كل المشاريع الغير وطنية ولا ننجر للخلافات والخرافات ونجري وراء سراب الذي لم يعد ينفع ولم نجني من وراءه إلا دمار لقضيتنا إسرائيل لم تعطي أي تنازل إلا برضوخ من خلال المقاومة وفرض الأمر الواقع، وان لا تبقي الاتفاقيات سيف علي رقابنا نحن من يدفع الثمن ملتزمون وإسرائيل غير ملتزمة هذا لا يجوز ،،ا ن المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين، ولا نتسرع و ننجر لاتفاقيات وتنازلات علي حساب الأرض والإنسان الفلسطيني مصيرنا واحد وحلمنا حق العودة والقدس والدولة ،،،،فلسطين تذبح مرتين ،،،نكبة وعد بلفور و نكبة اتفاقية أوسلو وإفرازاتها تدل كل يوم علي ذلك ،،فنقسمنا إلي قسمين صناع المشاريع التسويقية ومشاريع أموال الأمريكية ،وصناع الحرية والانتصار ، ونعيب علي الآباء والأجداد كيف تركوا بلادهم ،،ونعتبر ذلك واقع سياسي،،ماذا تغير من واقعنا السياسي سوي سياسة الإبعاد والاعتقال وهدم المنازل وتهويد الأرض والمقدسات ،،إن طريق إلي الحرية والإصرار علي التمسك بالمبادئ والأهداف والإرادة وتصميم سيتحقق النصر لنا ،،،إن هذا الطريق معبد بالأشواق وعلينا تحظي الصعاب ،، إن إسرائيل حتما إلي زوال ولن تنعم إسرائيل بالاستقرار طالما الفلسطيني مبعد مشرد ،النكبة ماضي حزين مؤلم ،،، صبرا جميلا يا شعبنا ،،،،،
بقلم الكاتب / أسامة احمد أبو مرزوق
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت