مكوكية جون كيري وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة تفزعنا وترعبنا

بقلم: علي ابوحبله


مكوكية جون كيري للشرق الأوسط في ظل الوضع الدولي والإقليمي المتغير تستحق الاهتمام والتساؤل؟؟؟ ماذا يخفي كيري من زياراته المكوكية للمنطقة ، هل ؟؟؟؟ تأتي الزيارة تلك في ظل إعادة ترتيب أوراق المنطقة ضمن ما أصبحت ترتئيه أمريكا تغيرا في الموازين الدولية والاقليميه ضمن إعادة تقسيم مناطق النفوذ ، فشلت أمريكا بتمرير مخططها للشرق الأوسط الجديد بفشل إسقاط سوريا ، هل أصبحت الاداره الامريكيه تستشعر الخطر الذي يتهدد الكيان الإسرائيلي حتى بادرت إلى الإسراع في محاولات حل القضية الفلسطينية أم ان هناك مخطط ما ينتظر المنطقة تحاول أمريكا من خلال إعادة خلط الأوراق ، التوافق الروسي الأمريكي بشان الحل السياسي للازمه السورية لم يدخل بعد إلى التفاصيل والإجراءات وهو ما زال في دور الإطار والأفكار المطروحة القابلة للنقاش ، لم تسلم أمريكا أوراقها وتتنازل عن مكتسباتها بفعل التغيرات الدولية والاقليميه وهي ما زالت تتصرف على أنها القوه الاحاديه في المنطقة ، مكوكيات جون كيري ضمن المناورات الامريكيه التي تعودنا على الكثير منها وهي تذكرنا بمكوكيات كيسنجر الذي تمكن بدهائه وسياسته من إخضاع المنطقة للهيمنة الامريكيه وإخراج مصر من معادلة الصراع مع إسرائيل والتي تعد كامب ديفيد من أسوأ ما لحق بالعرب من هزيمة أدت إلى الفرقة التي يعيشها عالمنا العربي وان هذا التفرق العربي هو نتيجة استسلام النظام العربي وتسليم مصيره لأمريكا وخضوعه لشروط الاستسلام مع الكيان الإسرائيلي ، أمريكا استشعرت خطر الصمود السوري وهي تعتقد ان صمود قوى المقاومة والممانعة قد يدفع المنطقة إلى حافة الانفجار في ظل تنامي المد الإيراني وقوة التحالف السوري الإيراني وقوى المقاومة ، ان روسيا تعود للعبة الأمم وللعبة التوازن الدولي والإقليمي عبر البوابة السورية وان ما يجري في المنطقة هو انعكاس لسوء التقدير لدى الاداره الامريكيه وحلفائها إلى قوة سوريا ومناعة الشعب السوري وما تتمتع به سوريا من علاقات استراتجيه مع روسيا والصين ومجموعة دول البر يكس مكنها من الصمود في وجه المخطط الأمريكي الصهيوني ، أمريكا على قناعه بانعكاس الصمود السوري على المنطقة وان ردات الفعل قد تكون إسقاط الانظمه الموالية والمتحالفة مع أمريكا وإسرائيل ، هذه النتائج التي افرزها الصراع على سوريا دفعت وزير الخارجية الامريكيه لهذه المكوكية للمنطقة ضمن محاولات إخراج المنطقة مما علقت به نتيجة الصراع على سوريا ومخاطر ما يتهدد الأمن الإسرائيلي وامن الانظمه المتحالفة مع أمريكا ، تبذل الاداره الامريكيه عبر مكوكية كيري جهودا لأجل استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيليه وربما تقود إلى مفاوضات عربيه إسرائيليه بعد ان نجحت الاداره الامريكيه بتذليل العقبات أمام عودة التعاون التركي الإسرائيلي بالاعتذار الإسرائيلي عن جريمة سفينة مرمره ، كيري يحاول العمل باستراتجيه بعيده عن الأضواء لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط التي قد يكون دافعها التحضير لعدوان على سوريا وحزب الله وربما التمهيد لضرب البرنامج النووي الإيراني ، كل التقارير تشير لغاية الآن صعوبة تحقيق الهدف الذي يسعى كيري لتحقيقه باختراق التعنت الإسرائيلي خاصة مواقف حكومة نتنياهو التي ترفض مبدأ السلام وحل الدولتين وتصر على الاستيطان وتهويد القدس ، أمريكا على يقين ان تنامي قوة المستوطنين تحول مستقبلا من إمكانية تحقيق السلام وهي تحاول ان تحقق التقدم الذي يخدم امن إسرائيل ومصالح أمريكا في المنطقة ، لجنة المبادرة العربية للسلام حاولت بمبادرتها التي أطلقها حمد بن جاسم حول فكرة تبادل الأراضي ان تجعل من مبادرة السلام العربية بالتنازلات التي تم تقديمها أساسا للحل ضمن محاولات العمل لإشراك إسرائيل بالمخطط الذي يستهدف امن ألامه العربية ويقود لتحقيق سلام هزيل يقود لتنازلات عربيه مقابل إسقاط سوريا ، اللوبي الصهيوني الأمريكي يجند طاقاته لتمرير الحل الذي يرتئيه لصالح ترسيخ الكيان الإسرائيلي ويعمل على إنزال نتنياهو من أعلى الشجرة ، وبحسب صحيفة هارتس في تقرير لمراسلها في واشنطن " جيمي شليف " يكشف عن تجند مئة شخصيه امريكيه يهودية لصالح تأييد المبادرة العربية للسلام ومما قاله شليف عشية زيارة كيري للمنطقة ان مائة يهودي أمريكي بارزين أرسلوا إلى نتنياهو رسالة يحثونه فيها على التعاون مع الاداره الامريكيه الجديدة لدفع عملية السلام وقد دعوا عبر رسالتهم نتنياهو إلى العمل مع كيري في صوغ مبادرات براغماتيه تعرض استعداد إسرائيل للتنازل وتقديم تضحيات إقليميه مؤلمه من اجل ما يدعونه لتحقيق السلام ، من جهته أشار السياسي المخضرم يوسي بيلين إذا كانت الاداره الامريكيه قد أدركت انه لا يمكن التوصل فورا إلى اتفاق دائم كامل فيجب عليها ان تحاول التوصل إلى تسويات مرحليه في موضوعات التسوية المختلفة وبحسب ما يرتئيه ان الإجراء الأسهل هو تحقيق المرحلة الثانية من خريطة الطريق التي تبناها الطرفان حينما أثارتها اللجنة الرباعية قبل عشر سنين والحديث هنا عن إنشاء دوله فلسطينيه ذات سيادة تكون حدودها مؤقتة ، أما الكاتب ( جدعون ليفي ) فدعا الرئيس اوباما لممارسة الضغوط على إسرائيل إذ كتب في صحيفة هارتس يقول يقول توماس فيردمان الفلسطينيون لن يتمكنوا من إدامة ذلك ضبط النفس من دون تحرك نحو إقامة دوله فلسطينيه ، ان أفضل وسيله تتعامل بها إسرائيل المحيطة بها هي عدم وضع رأسها في الرمال ، وإنما التعاون مع الفلسطينيين لبناء دوله في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي تكون حديثه علمانيه وغربيه النمط واحده يمكن فيها للمسلمين والمسيحيين واليهود ان يعملوا معا ، حسب تعبير الكاتب الذي يرى بضرورة وضع سياسة امريكيه قويه دائمة وشامله ، هو أفضل فرصه لإحداث تحول كبير في الشرق الأوسط ، هذا موقف أكده كيري وزير الخارجية الأمريكي أمام لجنة الخارجية بمجلس النواب الأمريكي حين حذر من ان حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المتمثل في حل الدولتين ربما يكون متاحا بعد عامين وقال معتقدا ان النافذة أمام حل الدولتين تغلق معتقدا في حل الدولتين ربما لا يكون متاحا بعد عامين ، وختم بسبب رؤية اوباما فرصه لحل الدولتين فقط فان ثمة حاجه ملحه إلى هذا الأمر وبناء على أوامر الرئيس احترام الحاجة الملحة وان نرى ما يمكن فعله للمضي قدما ، أمام هذه الوعود وأمام خيبات الأمل من الوعود الامريكيه ها نحن بانتظار مولود جديد لمبادرة جديدة لخارطة طريق جديدة يحملها جون كيري وزير خارجية أمريكا في زيارته للمنطقة ، هل نحن أمام متاهة جديدة من متاهات السلام التي نحن عليها منذ ما يقارب عشرين عاما بدءا من مؤتمر مدريد للسلام وصولا إلى اتفاقية اسلوا وانتهاء إلى خارطة الطريق للرئيس الأمريكي جورج بوش الابن ، ما يدعونا إلى التشاؤم ان أمريكا في سياستها تسعى لترسيخ الوجود الإسرائيلي وتسعى لتحقيق امن إسرائيل على حساب الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني في فلسطين وان المسعى الأمريكي للبحث عن السلام مرتبط بمخططات امريكيه صهيونيه مشبوهة تعودنا ان أمريكا لا تبحث عن السلام إلا إذا كانت راغبة بالعدوان والحرب أو سعيا لتحقيق أهداف ومصالح امريكيه هي بعيده عن تطلعات المنطقة وشعوبها ، مكوكية جون كيري تحمل الكثير مما يجب أخذه في الحسبان حيث التخوف من ان تغرق المنطقة بحروب وصراعات من جراء ما توهمنا به أمريكا من سعي للسلام هو في حقيقته سراب ووهم وهو ما يفزعنا ويرعبنا ويجعلنا في قلق دائم من جراء عدم مصداقية السياسة الامريكيه تجاه الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية وهذا هو بتعبير ورأي العديد من الكتاب والمحللين السياسيين العارفين ببواطن وخفايا السياسة الامريكيه

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت