غزة – وكالة قدس نت للأنباء
يلتفت المارة في سوق الزاوية القديم بمدينة غزة، نحو محل صغير الحجم ذو إنارة خافته مليء بالمقتنيات الفريدة والغربية في شكلها، وكتب أوراقها مصفرة عتيقة، وقطع من العملات التي يملأها الغبار سكنت احد رفوف هذا المحل، لعلها لم يحركها احد منذ فترة طويلة، إنه ما يطلق عليه "خان الانتيكا" بغزة .
المارة بالسوق يلتفتون للمحل لكن قليل منهم من يفكر بدخوله والاطلاع على ما يحتويه حسب ما أوضح مالكه سليم الريس الذي كان يجلس على كرسي في احد اطراف المحل ،وبجانبه صديقه الذي كان يتناول معه بعضا من الحديث .
ويقول الريس لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" معرفاً بمحله " هذا خان الانتيكا .. اعمل فيه منذ 30 عاماً ، ابيع فيه القطع النادرة من نحاسيات وخشبيات وشمعدان وعملات قديمة ، وتحف وروايات نادرة لا توجد في المكتبات العادية وراديوهات تيلفانك ألمانية الصنع قديمة ، وحتى ساعات يد معطوبة ترجع لسنين طويلة ".
ويبدوا ان الريس اتخذ لنفسه هذه المهنة هاويا لها منذ صغره ، حيث كان مولعاً بالأشياء الأثرية، وقبل حوالي 30 عاماً اتخذ قراره ببناء هذا المحل ليجعله مكان لبيع المقتنيات العتيقة .
وبدأت رحلة الرجل في تكوين الخان من خلال شراء كل ما تقع عليه عينه من قطع أو أشياء فريدة وغريبة، كما يجلب التحف من جمهورية مصر العربية ويضعها في المحل .
ويشد بصرك وانت في هذا المحل مجسمات تعتقد للوهلة الأولى انها آثار فتتسائل كيف حصل الريس عليها ليجيبك بأنها ليست آثار إنها مقتنيات مصنعة على الطراز القديم.
ومن بين ما يلفتك تمثال خشبي لمريم العذراء ، ومجسم لأبو الهول ، وتحف فرعونية، وفي الرف العلوي يوجد خشبيات لفنون افريقية ، وفي زاوية أخرى من الخان وضع الريس قوارير من الفخار وبكارج قهوة نحاسية، وتحف مزخرفة .
ويستغل الريس إتقانه للغة الانجليزية ليشرح لزائريه الأجانب عن ما يحتويه محله، فهو حاصل على شهادة آداب باللغة الانجليزية من جامعة الأزهر بغزة ويقول" أوقات بمر على المحل أجانب وبشرح إلهم بالانجليزي المقتنيات الموجودة ".
والعجيب ان "خان الانتيكا" لا يقف عند حداً معين من المقتنيات فتجد فيه صناديق الأرابيسك وراديوهات التيلفانك الالمانية القديمة ، و"الجرامافون" جهاز تشغيل الاسطوانات القديم .
ويضيف الريس وهو يمسك ببعض العملات المعدنية القديمة " هذه عملات قديمة متنوعة عملات مصرية ترجع للجمهورية العربية المتحدة ولأيام الملك فؤاد وفاروق ، ويوجد عملات روسية ترجع لعهد القيصرية ، يوجد عندي نقود قديمة لكثير من دول العالم ".
وفي داخل الخان يوجد مكتبة صغيرة احتوت على القليل من الكتب ذات الأوراق المصفرة ويعلم الله وحده كم مرة قرأت هذه الكتب، ويوضح الريس " هنا روايات نادرة في الأدب الانجليزي لترتشر وبازل ".
كما ويوجد ايضا في الخان فخار بيزنطي وروماني ، يقول عنه الرجل انه اشتراه من الصيادين في البحر، والذين عثروا عليه أثناء صيدهم ".
الريس رغم القلةُ الذين يزورون محله لا يفكر بترك مهنته ابداً، حيث يقول " الظروف الاقتصادية صعبة تجعل الناس يعزفون عن شراء هذه الأشياء ، لكن لن اغير مهنتي من الخطأ ان يغير الانسان مهنته سأبقي متمسك بها ".
وطالب الريس في نهاية حديثه ان يكون هناك اهتمام من وزارة الآثار والسياحة بهذه الأشياء وان تقدم لهم يد العون حتى لا تضيع مثل هذه المهن بغزة ويلجأ أصحابها للاستغناء عنها .
تقرير/طارق الزعنون
عدسة/محمود عيسى