إذا كنت فلسطينياً فأنت معالي الوزير، هذا ما أكدته الدكتور حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، وهو يسخر من تواصل تشكيل الحكومات الفلسطينية بالوتيرة ذاتها، فقال: لا أستغرب أن يصير كل الشعب الفلسطيني، شعب معالي الوزير. ويضيف: صار لدينا 350 وزيراً، أي ما يعادل وزير لكل عشرة ألاف مواطن، وصار لكل 50 مواطناً رجل أمن.
لقد أعجبتني الفكرة، فما أروع أن يصير كل شعبنا معالي الوزير! ولاسيما أن الدول المانحة ستقوم بالدفع، وكفى الله الفلسطينيين شر المقاومة والمفاوضات.
نعم، لماذا لا يتقدم الفلسطينيون إلى المجتمع الدولي بفكرة حل القضية الفلسطينية من خلال جعل كل الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وزراء، وفي مقابل ذلك نبيع فلسطين بالجملة بدلاً من بيعها بالمفرق، لأن بيع قطعة من أرض الضفة الغربية تقدر 9% تحت مسمى تبادل الأراضي، لا يضمن الرواتب مدى الحياة، والأفضل لنا أن نتنازل عن كل فلسطين دفعة واحدة، مع ضرورة الموافقة على يهودية الدولة دون لف أو دوران، ومن ثم نقوم بتوزيع الصهيونية على البلاد العربية في أكياس الحليب، ومع ندى الصباح.
ما أروع أن نصحو من النوم لنجد جميع جيراننا، وأصدقاءنا، ومعارفنا، وكل شعبنا برتبة وزير! إنه العدل حين نلتقي مع بعضنا، وجميعنا قد صار يحمل بطاقة VIP ، وقتها سيبتسم الفلسطيني في وجه زوجته، وهو يقول لها: صباح الخير يا زوجتي، يا معالي الوزير، لقد صار لكل واحد منا راتب شهري على درجة وزير، بالإضافة إلى بدل مهمات سفر، وزيادة سنوية مضمونة على الأجور، وبدل طبيعة عمل، وعلاوة غلاء معيشة!.
لا تستغربوا ذلك، ولا تستهجنوا الفكرة، ففي التاريخ العربي الإسلامي، وافق القائد العربي الرمز الزعيم "أبو عبد الله الزغل"، وافق على تسليم مملكة "مالقة" الأندلسية للفرنجة مقابل رواتب شهرية مضمونة له ولمرافقيه وأتباعه مدى العمر، بالإضافة إلى تسلم رواتب لخمسة ألاف رجل أمن يعمل تحت إمرته، مع ضمان حرية تنقله بين مدن الأندلس المحتلة.
لقد استمر ملك الفرنجة في دفع المال للزعيم العربي الرمز الذي سلم مفاتيح مملكته حتى سنة 1492، عشية سقوط مدينة غرناطة، آخر قلاع المسلمين في الأندلس، وقتها، لم يستخدم ملك الفرنجة إلا المكانس لطرد القائد العربي الرمز "أبي عبد الله الزغل" وقادة أجهزته الأمنية.
ومن لا يصدق روايتي: ليسأل كتب التاريخ: لماذا ألقى ملك المغرب القبض على القائد العربي الرئيس الرمز المدعو "أبو عبد الله الزغل"؟ ولماذا قلع عينيه، وتركه يتسول اللقمة؟
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت