ادخلوها بسلام مطمئنين!!!

بقلم: رامي الغف


يكتسب الدور المصري في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإخراج المنطقة من دائرة العنف والعنف المضاد أهمية وطنية وقومية وسياسية مستمدة من الدور التاريخي القومي الذي قامت به جمهورية مصر العربية شعبا وقيادة لدعم وإسناد نضال وقضية وحقوق الشعب الفلسطيني ليس بالسياسة والدبلوماسية والخبرات فقط، وإنما بالمشاركة الفاعلة في المعركة على أرض الواقع وفي الميدان على خطوط التماس الأولى في المواجهة مع العدو الإسرائيلي وقوات جيش الإحتلال، فكانت مصر الشريك الحقيقي في حلف الدم القومي الذي خضب ثرى فلسطين، وظلت الشقيقة مصر قيادة وشعب وقوى سياسية صاحبة السجل القومي والتاريخي النظيف في العلاقة والمواقف المختلفة والمتعاقبة مع الشعب الفلسطيني وقيادته التاريخية، فلم تدخر وسعا أو جهدا لنصرته وقت المحن والشدائد والأزمات، ومثلت دوما الرئة التي يتنفس منها الشعب الفلسطيني ليس في قطاع غزة فقط وإنما في كافة أنحاء الوطن والشتات في وقت أغلقت فيه الحدود والمنافذ أمام أبناء الشعب الفلسطيني لإحكام سياسة الحصار وتضيق الخناق عليه من قوات الإحتلال الإسرائيلي.

وليس غريبا أن نرى الجهود المصرية التي تبذل في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية وقضيته المركزية وخاصة فيما يتعلق أولا بإتمام ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس وإنهاء الانقسام البغيض، إضافة لوقوفها جنبا إلى جنب مع الشعب الفلسطيني والذي يتعرض لكل أشكال وألوان ومحاولات الالتفاف عليه ولتصفيته وتقزيم حقوقه الوطنية المشروعة في وطنه وعلى أرضه في ظل دولته المستقلة كاملة السيادة، فلقد جاء الدور المصري وما تبذله القيادة المصرية من جهود مخلصة وصادقة وما تقوم به من خطوات واتصالات متواصلة مع القيادة الفلسطينية وكل القوى والفصائل الوطنية والإسلامية بهدف الدفاع عن الشعب الفلسطيني ومساندة قيادته والوصول بقضيته ونضالاته وصموده إلى مرحلة الحل العادل والمشرف وتمكين الشعب الفلسطيني من قطف ثمار معاناته بالاستقلال والدولة، ولا أحد يشك في مصداقية ونظافة ونزاهة الدور المصري على مر السنين، فالجميع في الشعب الفلسطيني وبكافة أطيافه وألوانه السياسية والمهنية والفعاليات الوطنية والقيادات السياسية يكن التقدير والاحترام والحب ويحفظ الوفاء والانتماء وعهد الدم للشعب المصري الشقيق ولقيادته وأحزابه وقواه وخاصة المجلس العسكري للقوات المسلحة المصرية صاحبة السجل المشرف في الحرب والسلم.

إن مصر هي توأم الروح والشقيقة المخلصة لفلسطين ومصر بالنسبة إلى فلسطين هي الرئة التي يتنفس منها الفلسطينيون بالداخل والخارج، وأمن مصر واستقرارها من أمن واستقرار فلسطين، لأننا نتكلم عن وطن واحد في جسد واحد، والمصريون حبهم لفلسطين بمقدار حبهم لمصر فهي علاقة روحية وتاريخية وجغرافية واحدة منذ ألاف السنين، وهناك علاقات نسب وقربى بين الشعبين الواحد، من هذا المنطلق خوف المصريون على بلدهم فلسطين وحبهم لها لا يضاهيه حب.

عند زيارتي للشقيقة مصر بالآونة الأخيرة رأيت "مصر" شامخة وصامدة، رأيت قلب مصر ينبض بالحيوية والنشاط والحياة، رأيتها شامخة كشموخ أشجار الزيتون ثابتة على الحق لا تخاف بالله لومه لائم، والمصريون الأحرار يمارسون حياتهم كالمعتاد، لا بل أكثر فهم ينتشرون في شوارع القاهرة والجيزة والإسكندرية، يحمون مؤسساتهما وأسواقهما ومطاعمهما ومقاهيهما وحواريهما وأزقتهما ومساجدهما وكنائسهما، لا شي يخيفهم أو ينزع الانتماء منهم، وثقتهم بوطنهم وبقياداتهم كبيرة، لا تهزهم أي مؤامرات ولا يعيرون شيء لأي إشاعات، وهم يؤمنون أنه لا حرية مع عمالة ورهن الوطن للأجنبي، رأيت في وجوه أبناء الكنانة كلمة واحده موحده ومدوية لكل المؤامرات التي تحاك ضدهم ولمصرهم، ولا رضوخ للمشاريع الأمريكية والصهيونية ونعم للتغيير والإصلاح كما يريدون هم، لا كما يريدون من يصطادون بالماء العكر فهم يثقون بقياداتهم الحكيمة وهم على قناعة أنهم "إذا قالوا فعلوا واذا فعلوا أصلحوا ونموا وطوروا وأنجزوا" وهم على يقين أنهم مقبلون على مرحلة جديدة من الإصلاحات وعلى مزيد من الحريات العامة والإصلاح والتطوير الاقتصادي ومحاربة الفساد، يقودهم رجال أوفياء بجانب المجلس العسكري للقوات المسلحة المصرية صاحبة السجل المشرف في الحرب والسلم.

رأيت الجيش المصري عينه ساهرة على الوطن، ويده تتأبط السلاح وأصبعه على الزناد لأي غاصب او فاسد او محتل أو إرهابي، فمن يريد إن يزعزع أمن واستقرار مصر، فهو ضد مصر وضد العروبة وضد الأمة العربية والإسلامية، فمصر شاء من شاء وأبى من أبى سوف تبقى شامخة شموخ البحر صامدة صمود الصخر وسوف تبقى بلد الأمن والأمان والاطمئنان، وسوف تبقى حاضنة الفلسطينيين رغم أنف الحاقدين الذين يضعون الأسافين بين المصريين والفلسطينيين من أصحاب الأجندات الخارجية ودفوف الحلقات ودراويش التكايا ومنظمي حفلات الفتاوى التكفيرية الذين أصبحوا وأمسوا لعنة تتردد على شفاه كل الموحدين بالله عز وجل، والذين برزوا صفحة سوداء في أحشاء التاريخ ووصمة عار ولطمه خزي في جبهة الإعراب والعربان، يندى لها جبين الإنسانية خجلا.

فيا مصر يا "فؤاد القلب ويا بقبق العين"، نحن معك لأننا مع أنفسنا، سلمتي يا مصر سلمتي يا قاهرة المعز سلمت رمالك وسهولك وشوارعك ونهرك ورجالك وبحرك وإهراماتك وكنائسك ومساجدك وأطفالك وجيشك وشبابك وقيادتك سلمت يا مصر من كل سوء وسلمت مدنك ومحافظاتك وقراك القاهرة، الإسكندرية، مرسي مطروح، الإسماعيلية ،المنصورة، الدقهلية، الجيزة، الصعيد، أسوان، الشرقية، شرم الشيخ، الغردقة، فعيوننا معك يا مصر وقلوبنا معك ودمائنا فداك وقطعت أيدي من يعبث بأمنك واستقرارك، فمصر حماها الله وحاميها ومنذ عقود من كل غاصب وحاقد ولئيم، فمصر بلد الأبجدية الأولى تستحق اليوم وغدا وجها أكثر إشراقا وشعبها العربي العظيم يستحق التحايا.

وليبقى وجه مصر مورداً ومتفتحاً وندياً وشامخاً وتندحر كل الأقاويل والدسائس والمكائد وتبقى الرموز والشهداء المصريين بقادتهم وجنودهم وشهداءهم بذكراهم وبطولاتهم وتضحياتهم العظيمة إلى يوم الميعاد، ويذكر بالمجد والتضحيه ويلعن الإجراميين الأوباش ومن والاهم. وتبقى مصر العروبة عربية بعراقتها وأصالتها بنهرها وماءها وهوائها وبترابها وببحرها وسدها وأهراماتها الذي تحتضن جثامين الشهداء والأنبياء والأولياء الذي شرفه الله بهم، وتموت على ارضه كل قوى الشر والشرذمه من القتله والسفله إلى يوم يبعثون،

ويبقى نخيل العريش وسيناء والصعيد شامخاً على الرغم من محاولات الأوباش أن تندس جذوعه وسعفاته الخضراء ورطبه ويضل مرفوع الرأس يردد مع كل آذان كلمة "لا اله إلا الله محمد رسول الله" فالسلام على مصرنا الحبيبة التي علمتنا وعلمت الجميع كيف نخوض لهيب الحياة المستعر لنكون أكثر صلابة وقوة في مواجهة الخطوب، كما علمتنا بأن الأتقياء الأوفياء من الناس هم الحديد الذي لا يفل، السلام على الشهداء البررة الذين يسقطون دفاعا عن مصر وفلسطين، من أشراف المصريين المناضلين من الذين نسوا وجلهم في ريعان الصبا، أن يتملوا وجوه العذارى من حولهم... وبدلا من حب كوثر... وسلام ... وعبير... ورباب.... امتلأت قلوهم بحب وبعشق وبهموم مصر وفلسطين المظلومين ووضعوا لصق صدورهم آمالهم وأحلامهم في أوطان آمنة... حرة....... مزدهرة.. فكيف يا ناس إذاً لا نحب مصر؟ وحبها مثل القضاء ومثل القدر!!

فلا تسألوني يا ناس لماذا مصر؟ لماذا الهوى كله لمصر؟ لماذا تفيض دموع المحبين ؟ لماذا الناي المصري يدخل في قلوبنا في أي حين ؟ وأنتم تعلمون!! أن مصر هي أرض مباركة!! وعينها لحراسة غزة والضفة والأقصى دائما ساهرة!! وهي تدافع عن شرف العروبة!! لماذا نحب يا ناس مصر ؟ لماذا ؟ يا ليتني يا ناس قد ملكت الخيارا!! ألم تكن مصر يا ناس الطيبة والحضارا!! وكانت على مر التاريخ منارة!! لهذا وذاك نحن نعشق مصر!! وأنا أعشق مصر العراقا!! رحم الله الرئيس الرمز أبو عمار الذي قال يوماً بوصف مصر: جمهورية مصر العربية مثل الحصان قد تهز ذيله لكنك لا تستطيع أن تهزه أبدا.

إعلامي وباحث سياسي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت