الفلسطينيون في لندن ومانشستر يحيون ذكرى النكبة على طريقتهم

لندن - وكالة قدس نت للأنباء
أحيا المنتدى الفلسطيني في لندن ذكرى النكبة 65 من خلال مهرجانه السنوي التاسع تحت شعار "الحرية للأسرى والمسرى" ، وكان فرع المنتدى في مانشستر قد أحيا الذكرى في يوم سابق، وشارك فيه أبناء الجالية الفلسطينية في ثاني أكبر المدن البريطانية.

واستضافت قاعات نادي بارك رويال شمال لندن التجمع الجماهيري يوم الاثنين الذي صادف عطلة رسمية في بريطانيا والذي حضره المئات من أعضاء المنتدى والعائلات الفلسطينية والعربية والإسلامية المقيمة في لندن.

عريف المهرجان: لباس تراثي ومواويل
عريف الحفل الذي أطل على الجمهور بلباس فلسطيني تراثي وأخذ يقدم بين يدي الضيوف المواويل الفلسطينية التقليدية أضفى على الحفل طعما فلسطينيا تراثيا وحلق بجموع الحاضرين إلى قراهم ومدنهم وأرض آبائهم أجداهم ونبش في ذاكرتهم ليستخرج منها كل المكنونات الجميلة عن القرية الفلسطينية وعن أهلها الطيبين.

وقد افتتح المهرجان بقراءة القران الكريم قرأها المقريء الشاب عبادة صوالحة من أبناء الجيل الثاني للجالية، ثم تلاه كلمة رئيس المنتدى الدكتور حافظ الكرمي الذي رحب بالحضور الكريم وأكد على أسباب اختيار شعار الملتقى لهذا العام، وقال إن "قضية الأسرى تمس آلاف العائلات الفلسطينية التي تعيش على أمل حرية أبنائهم"، مؤكدا أن تلك الحرية لرموز الكرامة والعزة لن تكون باستجداء العدو بل عبر الطرق العملية التي أدت إلى إطلاق ما يزيد عن ألف من هؤلاء الأبطال في العام الماضي، في إشارة إلى صفقة وفاء الأحرار بين حركة حماس ودولة الاحتلال.

وأما عن المسرى وعن المدينة المقدسة فقد أكد الكرمي أن "جرائم الاحتلال العنصرية هناك تتم بشكل متصاعد وممنهج، وأن عمليات التهويد مستمرة، مؤكدا أنه رغم كل ذلك فإن القدس ستبقى عربية إسلامية، وأن فلسطين باتت أقرب اليوم للتحرير من أي وقت ، وخاصة بعد أن تكتمل الحرية في دول الربيع العربي، وبعد حصول الشعب السوري على حريته من النظام الذي طغى وتجبر وقتل مائة ألف من شعبه"، حسبما قال.

الأسير المحرر دودين تحدث في لندن... ولكن عن بعد
بعد ذلك تحدث الأسير المحرر موسى دودين، إلى الحاضرين عبر كلمة مسجلة، أكد فيها على ضرورة أن يعرف العالم عن معاناة الأسرى وذويهم، وعلى ضرورة تثقيف العالم حول تفاصيل المعاناة الإنسانية للآلاف من الأبطال خلف القضبان. وقال دودين إن" الأجيال الفلسطينية التي نشأت في الشتات ربما لا تعرف شيئا من هذه المعاناة، الأمر الذي يلقي المسؤولية على المؤسسات الفلسطينية وعلى الأهالي لكي يعرف أبناءهم ما معنى الأسر، ولماذا تقوم دولة الاحتلال بالاعتقال، وما هي ظروف الاعتقال وطبيعة المعاناة، وما أساليب الأسرى في تحقيق حقوقهم الإنسانية في السجون والتي منها الإضراب عن الطعام وغيرها من سبل الاحتجاج والنضال داخل المعتقلات".

كما طالب دودين بخطوات عملية لجعل قضية الأسرى مثار اهتمام المؤسسات الحقوقية والتضامنية في الغرب، وكذلك تفعيل مساعي تجريم دولة الاحتلال وقادتها أمام المحاكم الدولية بسبب انتهاكها لحقوق الأسرى.

نخبة من فناني التراث... وأغنية حصرية للأسرى والمسرى
ثم بدأت بدأ الحفل الفني بأغنية جماعية للفنانين عبدالفتاح عوينات وخيري حاتم وعبدالكريم مبارك، حيث غنوا للأسرى والمسرى أغنية تم تأليفها وإنتاجها خصيصا وحصريا ليوم فلسطين اللندني. وتركز لازمتها التي أخذ يكررها الجمهور على الحرية للأسىرى والعودة للمسرى. وبعد ذلك قام كل من الفنانين بتقديم روائع أعمالهم الفنية وأغانيهم التراثية الفلسطينية، فألهبوا المشاعر، ورقص معهم الجمهور ملوحين بأعلام فلسطين. كما قام عدد من الشباب بالدبكة الفلسطينية التي تعبر عن عمق الانتماء للأرض الفلسطينية . كما كان للأطفال مشاركة فنية مع المنشدين حيث خرج عشرات منهم إلى المسرح ، حيث كانت البنات تتزين باللباس الفلسطيني المطرز، والصبية يعتمرون الكوفية الفلسطينية التي ترمز إلى الوطن والتراث.

تكريم ودروع للمتميزين بخدمة القضية
ثم قام مسؤول العلاقات العامة والإعلام في المنتدى الفلسطيني، زاهر بيراوي، بتقديم فقرة التكريم وتسليم دروع التميز لعام 2013 ، حيث تم تسليم الدرع الأول للمتميزين الأفراد في خدمة القضية الفلسطينية إلى البارونة البريطانية وعضو البرلمان السابق جيني تونغ صاحبة المواقف الجريئة والداعمة للقضية الفلسطينية، والتي كان دعمها لفلسطين سببا لهجوم اللوبي الصهيوني عليها والذي أدى في عام 2010 إلى فصلها من حزب الديمقراطيين الأحرار. وأما درع التميز للمؤسسات فكان هذا العام من نصيب مؤسسة الأقصى البريطانية التي يرأسها أخصائي العيون من أصل هندي السيد إسماعيل باتيل، وقد تسلم الدرع نيابة عن المؤسسة الدكتور داوود عبدالله.

وقد ضم المهرجان في قاعات جانبية أنشطة للأطفال وسوق للمطرزات الفلسطينية والمأكولات الفلسطينية الشعبية والزعتر والصابون الفلسطيني، حيث كانت رائحة فلسطين تعبق في المكان

لم يغب العمل الخيري ولا جمع التبرعات عن هذا النشاط، حيث كان المهرجان برعاية المؤسسة الخيرية البريطانية الرائدة "هيئة الإغاثة الإنسانية" التي جمعت التبرعات لصالح مشاريع خيرية في بيت المقدس.