القضية الفلسطينية أمام مفصل تاريخي تتطلب من القيادة الفلسطينية إعادة النظر في المسيرة السلمية العبثية نتيجة الموقف الإسرائيلي للحكومات الاسرائيليه المتعاقبة التي جميعها رفضت التعاطي مع عملية السلام ، ووضعت في سلم أولوياتها تهويد القدس والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية والتوسع الاستيطاني دون النظر بعين الاهتمام لاحترام الاتفاقات ألموقعه مع الفلسطينيين ، لقد تهربت إسرائيل من كافة الالتزامات المتعلقة بعملية السلام وهي تتهرب من استحقاق العملية السلمية التي تمهد لإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، ان سوء النوايا لدى الاداره الامريكيه والحكومة الاسرائيليه تمثل في موقفهما من خطوة السلطة الوطنية الفلسطينية بعد ان تقدمت بطلب للهيئة ألعامه للجمعية ألعامه للأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية بصفة مراقب بحدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس ، فرضت الولايات المتحدة الامريكيه حصارا ماليا على السلطة الوطنية وحجبت المعونات المالية واتخذت حكومة نتنياهو الموقف ذاته ما يؤكد ان إسرائيل غير راغبة بإحداث أي تقدم في مسيرة السلام ولا تقر أو تعترف بالدولة الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران ، ان التغير في موازين القوى الدولية والاقليميه ضمن عملية إعادة اقتسام مناطق النفوذ وإنهاء التحكم القطبي الواحد الأمريكي في حكم العالم ، ان الوضع العربي المتشرذم وفقدان النظام العربي لاستراتجيه تقود لتحقيق المصالح العربية في ظل هذا التغير الدولي والإقليمي ، النظام العربي فقد من وجوده وهيبته وعجز عن فرض المبادرة العربية للسلام على إسرائيل ، الحكومات الاسرائيليه رفضت التعاطي مع المبادرة العربية للسلام رغم التنازلات الاخيره ، هذه المواقف جميعها تتطلب إعادة الحسابات والمواقف من قبل القيادة الفلسطينية لإعادة اكتساب القضية الفلسطينية أهميتها وأولويتها لتتصدر جدول الاهتمام الدولي والإقليمي ، يتطلب من القيادة الفلسطينية إعادة النظر في تحالفاتها وتمحورها مما يعطي القضية الفلسطينية أهميتها وأولويتها باعتبارها احد أهم مفاتيح الأمن والاستقرار في المنطقة ، الاداره الامريكيه التي تسعى للحفاظ على مصالحها في المنطقة تسعى لتكريس تواجدها وذلك من خلال الحفاظ على قوة إسرائيل باعتبارها احد أهم المرتكزات الامنيه في المنطقة وهي تضع مصالح إسرائيل وامن إسرائيل اولويه على حساب المصالح العربية والقضية الفلسطينية ، أمريكا غير معنية بتجاوز متطلبات إسرائيل التي هي على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية والأرض الفلسطينية ، لم تمارس أمريكا أية ضغوط على حكومة نتنياهو للتوقف عن الاستيطان ووقف أعمالها العدوانية والتهويديه ضد القدس وتقسيم الأقصى ولم يلمس الفلسطينيون موقفا أمريكيا ملتزما تجاه المطالب المحقة للشعب الفلسطيني ، حكومة نتنياهو تسير بالاستيطان بوتيرة متسارعه وهي تسعى لعملية التغيير الديموغرافي والجغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلة ، أمام هذه الحقائق والوقائع تستوقفنا المكوكية الامريكيه بزيارات جون كيري وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة هذه المكوكيات لم تحمل جديد ، ان خطة جون كيري المتمثلة في خارطة طريق تفتقد للمصداقية ، لم يعرض كيري خطه مفصله وبرنامج لعملية السلام ولم يحدد سقف زمني لتنفيذ أي خطه ، هناك متاهة في عملية السلام وهناك عبثية المفاوضات طيلة عشرين عاما ، عامل الزمن في صالح المشروع الصهيوني لتهويد الأراضي الفلسطينية المحتلة وهو في غير صالح المسيرة السلمية ، ان أمريكا لم تقدم إغراءات سياسيه للفلسطينيين مما يفقد أمريكا لمصداقية تحركها ، خطة كيري للسلام تتوافق مع المشروع الاقتصادي لإسرائيل في رؤيا إسرائيل لعملية السلام ، إسرائيل ترفض الإقرار بالحقوق الوطنية الفلسطينية وهي تصر على موقفها بان الأراضي الفلسطينية المحتلة أراضي متنازع عليها وليست أراضي محتله ، ان المشروع الأمريكي للخطة الامريكيه ألقائمه على تعزيز الاقتصاد الفلسطيني بنسبة 50% خلال ثلاث سنوات حيث أعلن كيري في ختام المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا دافوس الأردن عن تدشينه خطة اقتصاديه تعنى بتنمية الاقتصاد الفلسطيني بأربعة مليارات دولار لإحياء الاقتصاد الفلسطيني ، لم يتطرق كيري إلى مصادر التمويل لهذه الاستثمارات وكيفية ضخها في السوق الفلسطيني ولم يوضح عن ماهية ألخطه فيما إذا كانت تشمل القدس وغزه وماهية هذه ألخطه المطروحة إذا كانت ضمن خطة السلام الهادفة لإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، ان طرح كيري يأتي ضمن محاولات التسويق لعملية سلام تبقى وهميه وعبثيه ما لم ترفق بخطة سياسيه واضحة المعالم تقود للضغط على إسرائيل للانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في الرابع من حزيران 67 ، ان خطة كيري ألاقتصاديه تتوافق والرؤيا الاسرائيليه وهي تتعارض في مفهومها مع المصالح الوطنية الفلسطينية والرؤية الوطنية التي يصبوا إليها الشعب الفلسطيني ، أمريكا تسوق لمشروع إسرائيلي ضمن خطة امريكيه وهذا يتطلب اليقظة والحذر من مغبة الوقوع في شرك ما تنصبه إسرائيل ضمن محاولات إسرائيل لتخرج من مأزقها السياسي والاقتصادي ، وذلك من خلال الإغراءات التي تقدم للفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات ، القيادة الفلسطينية أمام وضع يتطلب منها إعادة ترتيب أوراقها وإعادة تحالفاتها في ظل التغيرات الاقليميه والدولية وذلك بما يخدم أهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني للتحرر من الاحتلال وإقامة ألدوله الفلسطينية خاصة وان هناك صفقه دوليه لإعادة اقتسام مناطق النفوذ وتحقيق المصالح بين الدول الكبرى ولا بد ان تكون القضية الفلسطينية ضمن الاهتمامات الدولية والاقليميه لما تشكله من مفتاح للأمن والسلام الإقليمي والدولي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت