الخالدون لا يموتون!!!

بقلم: رامي الغف

الخالدون لا يموتون!!!
في الذكرى السنوية الخامسة لرحيل القائد الوطني مؤسس جيش التحرير الوطني الفلسطيني، أحمد جلال الغف " أبو رامي "

هذا يوم حزين هذا يوم أليــــــــــــم

ففي مثل هذا اليوم ترجلت ايها الفارس المغوار، ترجلت لتلتحق بركب إخوانك وأعزائك من الشهداء الأبرار الذين سبقوك على طريق ذات الشوكة، الطريق الذي اختطه شهداء فلسطين، فالتحقت بموكب النور والعزة والكرامة.
ايها المجاهد الصابر ابو رامي، يا من عرفناك شجاعاً باسلاً وانت تقاتل المحتل الصهيوني، فشهدت لك كل أزقة وحواري غزة، ايها الرجل الذي عرفناه لا تلويه مصيبة ولا مكروه ولا حاجة ولا فاقة، لم تغادر الابتسامة شفتيك في أحلك الظروف وفي أصعب المواقف، فقد كنت شامخاً كشموخ الجبال ورقيقاً كقطرات الندى ومجاهداً صلباً كجبال عيبال.
سقطت شهيداً لتروي ارض غزة وشعبها بجراحك الزكية لتورق البراعم وتورف شجرة العطاء ولتترسخ جذورها أكثر فأكثر في تراب غزة هاشم التي أحببتها وأحبتك، هذه التربة التي عشقتها وأنت صبي ودافعت عنها بكل ما تملك بعد ان أحتلها بني صهيون وها انت تضع لمساتك الأخيرة عليها نوراً يستضيء به المجاهدون وظلاً يتفيأه المحرومون.
فارقتنا جسداً يا أبو رامي وروحك ها هنا تحل ضيفاً كريماً بيننا نستلهم منها الذكريات وأنت تفتح قلبك الكبير وتحدثنا عن(مسقط رأسك يافا) وعن حواريها وشوارعها ومينائها وساعتها وأهلها، كيف يمكن لنا ان نؤبنك ونحن لم نصدق بعد انك ارتفعت الى عليين حاملاً كتاب الله العزيز في يمناك وخارطة فلسطين الكبيرة في يسراك.
فارقناك وفي القلب أسى وفي العين قذى وها هي الدموع لا تسعها المحاجر تنساب دافئة كدفء قلبك الكبير. فان الطريق الذي سلكته لهو مسلك الرجال الأشداء الأوفياء الإبطال ولا نقول في مثل يومك هذا إلا ما قاله الشاعر-:
الناس للموت كخيل الطراد فالسابق السابق منها الجواد
والموت نقاد على كفه جواهر يختار منها الجياد
دفنت في الترب ولو أنصفوا ما كنت إلا في صميم الفؤاد
رحلت عن دنيانا، وها هي الأرض تنعيك والأفق تنعيك وكل فلسطيني ينعيك، رحلت لتسطر أسمك بحروف من ضياء ليضاف الى سجل الخالدين من أبناء فلسطين.
رحلت يا قائد الفقراء, رحلت من احترمه الجميع. رحلت يا من كنت بحجم الوطن.
رحلت يا من سنفتقده ومن كان يحتل المكانة المثلى في عقول وضمائر أهل غزة.
فهل نبكيك يا رجل المبادئ والقيم والأخلاق, هل نبكيك أم نبكي أنفسنا, هل نرثيك فنرثي أنفسنا بفقدك؟
رحلت عنا يا من تركت بصماتك على صفحات تاريخ فلسطين.
رحلت يا رجلا قل مثيله بين الرجال.
رحلت وقد زرعت عميقا في ضمائرنا.
رحلت يا من مثلت لنا قيم الرجولة الحقيقية.
رحلت يا من وهبت مسيرة عمرك كلها للمبادئ والتمسك بالأهداف والثوابت الوطنية ولم توهن من عزيمتك الجراح, وكنت دوما صاحب تلك الابتسامة الواثقة.
رحلت وتركتنا في حزن هذا والله يوم وليل حزين.
رحلت يا من كنت أبا للفقراء.
رحلت فيا للحزن ويا لهذه الليلة الحزينة الطويلة.
رحلت و كل الشعب يبكيك.
هذا يوم حزين هذا يوم أليــــــــــــم ..
نعدك أن نفيك حقك من الوفاء أيها الراحل الكبير.
لك المجد أيها القائد الحكيم القوي الرقيق الحنون.
رحلت يا من علمتنا قيم الولاء للوطن, علمتنا أن نكون احرار نعمل سوية بكل ما أوتينا من قوة لتحقيق أهدافنا، فقد كنت دوما البوصلة الوطنية، رحلت يا من مثلت لنا الثقة بحتمية الانتصار.
رحلت لتلتحق بركب شهداء فلسطين.
سيبكيك كل الشرفاء وكل الفقراء, سنبكيك ونبقيك في عمق الذاكرة.
سلام عليك يوم ولدت أيها الأب وسلام عليك يوم تبعث في الذاكرة, سلامنا عليك الى نهاية التاريخ أيها المتجذر كجذور نخيل غزة وزيتون الضفة وبرتقال يافا في ضمائرنا.

لك المجد والخلود يركع.
أبناءك
الإعلامي والمفوض السياسي رامي الغف
الشاعر والقاص محمد الغف
الأستاذ مهند الغف

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت