القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
أجمع باحثون ومحللون إسرائيليون من تيارات مختلفة على ما أسموه "حق اليهود" في الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك، ودعوا الى تقسيمه زمانيا ومكانيا، جاء ذلك في مؤتمر بحثي نظمته جمعية " عير عميم" الإستيطانية بالتعاون مع مركز حماية الديمقراطية في إسرائيل "قيشيف" حول تزايد فاعلية الجماعات اليهودية فيما يطلقون عليه " جبل الهيكل" وهي (التسمية اليهودية للمسجد الأقصى) والانعكاسات المترتبة على ذلك.
وشارك في المؤتمر الذي عقد في مدينة القدس المحتلة الراف يهودا كليك رئيس صندوق "ارث الهيكل" وسط حضور غفير من الباحثين والمحللين السياسيين والصحافيين الإسرائيليين .
وتمحور المؤتمر حول الوضع القائم في " جبل الهيكل" والتداعيات السياسة التي من الممكن أن تنتج عن تسارع الأحداث فيه خصوصا بعد تصاعد دعوات الجماعات اليهودية وبعض السياسيين الإسرائيليين بترتيب صلوات يهودية في الأقصى .
وأجمع المشاركون في المؤتمر على "حق اليهود" بالصلاة في الأقصى ، فيما اقترح الراف يهودا كليك ان يتم إقامة لجنة خاصة تبحث سبل تقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى بين المسلمين واليهود على غرار ما هو قائم اليوم في المسجد الإبراهيمي في الخليل .
وأضاف كليك في مداخلته أن "الوضع في " جبل الهيكل" خطير للغاية ويحتاج إلى ما أسماها نهضة يهودية من أجل إثبات الوجود الإسرائيلي فيه "، مشيرا في الوقت نفسه إلى تزايد أعداد المجموعات المقتحمة للأقصى معتبرا ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح حسب زعمه .
وقال كليك إن :" الأذرع الأمنية تدفع بالجماعات اليهودية للصلاة في الأقصى وتكثيف التواجد اليومي فيه ، وتابع مخاطبا الحضور " أريد أن أفاجئكم بأمر مهم ، وهو أن اذرع الأمن تدفعنا دائما وتطلب منا البقاء في الأقصى وتعزيز التواجد اليهودي فيه وتطلب منا عدم إهمال جبل الهيكل" .
وزعم كليك انه يأتي للمسجد الأقصى من منطلق الوازع الديني ولا يمثل أي جسم أو حركة سياسية :" أنا أزور "جبل الهيكل" كونه أقدس مكان لليهود في العالم ، أتي إليه لكي أصلي وادعوا لعائلتي وأبنائي ولا مانع لدي من وجود المسلمين أو المسيحيين فيه فهذا مكان للجميع ".
ومن ناحيته قال الصحفي السابق داني روفنشتاين إن قضية المسجد الأقصى سياسية بالدرجة الأولى وليست دينية كما يظن البعض. وأشار إلى إن هذا صراع طويل الأمد لا يمكن الخوض فيه بمؤتمرات أو ندوات سياسية . وقال " إن قضية الأقصى على رأس اهتمامات كل المسلمين في العالم وقد ظهر ذلك من خلال كتبهم ومقالاتهم التي تتحدث عن تطور الأمور فيه ".
وعلى هامش اللقاء تم إتاحة المجال للجمهور للمداخلات والأسئلة ، وكان واضحا من خلال هذه التداخلات إن إجماعا من مختلف شرائح المجتمع الإسرائيلي حول "حق اليهود" بالصلاة في الأقصى ، فيما بدا من غالبية المداخلات إدراك خطورة المساس بالمسجد الأقصى المبارك ومحاولة إجراء تغيير جذري فيه ، حيث قال أحدهم في مداخلته " إن المسجد الأقصى من شأنه ان يكون سببا رئيسيا لإشعال حرب عالمية ثالثة ط.
ومن جانبها رأت مؤسسة "الأقصى للوقف والتراث" أن ما تم تداوله والتصريح به على ألسنة المتحدثين في المؤتمر يؤكد أن الأقصى في دائرة الخطر الشديد" ، كما يؤكد أيضا أن "الاحتلال الإسرائيلي يتذرّع بذرائع دينية من أجل تحقيق أهداف سياسية واضحة في المسجد الأقصى المبارك وهذا ما يحتاج الوقوف عنده بالإضافة إلى ضرورة وجود صحوة إسلامية عربية تضع حدا لكل المؤامرات التي تحاك ضد أولى القبلتين" .
وجدير بالذكر أن وفدا من مؤسسة الأقصى حضر المؤتمر ، وقام بتوثيق وقائعه بالصوت والصورة .