استياء إسرائيلي من تعيين باور سفيرة أميركية في الأمم المتحدة

الناصرة – وكالة قدس نت للأنباء
عكست عناوين كبرى الصحف العبرية في شأن قرار الرئيس باراك أوباما تعيين سامنتا باور سفيرة لبلاده في الأمم المتحدة، امتعاضاً إسرائيلياً وسط توقعات بأن يهبّ الجمهوريون الأميركيون لإفشال هذا التعيين. وحكمت وسائل الإعلام على السفيرة المعيّنة اعتماداً على تصريحات لها قبل سنوات اعتبرتها مناهضة للدولة العبرية لأنها دعت في إحداها إلى توقف الولايات المتحدة عن هدر بلايين الدولارات على إسرائيل، كما دعت في أخرى إلى "اجتياح إسرائيل" لإرغامها على التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، وهو تصريح اختارته "يديعوت أحرونوت" عنواناً بارزاً لتضيف في عنوانها الفرعي: "إشارة من أوباما: سامنتا باور التي نجحت في إغضاب إسرائيل في جملة تصريحات عن القضية الفلسطينية هي التعيين الجديد لأوباما في الأمم المتحدة".

وأبرزت الصحيفة أربعة من التصريحات جاء في الأولى عام 2002 إبان الانتفاضة الثانية أن "الولايات المتحدة يجب ألا تهدر بلايين الدولارات لدعم الجيش الإسرائيلي، بل عليها توظيف هذه البلايين لإقامة الدولة الفلسطينية... على الولايات المتحدة التدخل لمنع إبادة شعب". ونقلت عنها قولها عام 2004 إنه يجب على الولايات المتحدة أن تمارس ضغطاً أكبر على إسرائيل للتوصل إلى حل مع الفلسطينيين". وفي عام 2005، صرحت بأن حل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي ضروري لحل المشاكل الأخرى في الشرق الأوسط". وفي عام 2006، قالت إنه ربما تضطر الولايات المتحدة إلى اجتياح إسرائيل لتجريدها من سلاحها لتتيح إقامة دولة فلسطينية".

لكن الصحيفة ذاتها أشارت إلى أن باور "حاربت في المقابل بكل جرأة مظاهر العداء للسامية في أرجاء العالم"، ونصحت الرئيس بعدم إرسال وفد أميركي إلى مؤتمر دربن بعد أن تبين لها أن المؤتمر يعتزم تضمين بيانه الختامي تنديداً بسياسات إسرائيل.

من جانبه، كتب مراسل صحيفة "هآرتس" في واشنطن حيمي شاليف أن اختيار أوباما لباور كما اختياره للسفيرة الحالية سوزان رايس مستشارة للأمن القومي "هي رسالة استخفاف موجهة إلى الحزب الجمهوري الذي عارض تعيين رايس وزيرة للخارجية". وأضاف أن تعيين رايس وباور يعزز التزام إدارة أوباما بالمبادئ والقيم اليسارية "التي يمتعض منها معظم الجمهوريين والإسرائيليين أيضاً، خصوصاً لجهة حرصهما على حقوق الإنسان". وتابع أن موقف المنظمات اليهودية الأميركية من التعيين، كما السؤال الإسرائيلي هل هو جيد لإسرائيل أم لا، يبدو مركباًط. وأضاف انه في مقابل الترحيب المتوقع من زعماء المنظمات اليهودية اليمنيين بغالبيتهم بتعيين رايس "على خلفية استماتتها ومثابرتها في الدفاع عن إسرائيلط في الأمم المتحدة، فإن موقفهم من باور مغاير على خلفية تصريحاتها في الماضي "التي تم تفسيرها على أنها معادية لإسرائيلط.

وزاد أن باور حاولت في السنوات الأخيرة تلطيف تصريحاتها وتحسين صورتها في عيون المنظمات اليهودية "لكن ليس أكيداً أن لا تبادر المنظمات اليهودية الأميركية إلى شن حملة ضدها وأخرى عنيفة ضد أوباما تحت شعار الدفاع عن إسرائيل. وختم الكاتب يقول إنه بغض النظر عن موقف المنظمات اليهودية، فإن تعيين رايس وباور في منصبيهما الجديدين يعزز المجموعة المحيطة بالرئيس التي ترى في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي مركزياً لمكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وللجم التطرف في العالمين العربي والإسلامي، وهذا موقف متعارض تماماً مع قادة الائتلاف الحكومي في إسرائيل وغالبية الجمهور الإسرائيلي الذي صوت لهم في الانتخابات الأخيرة.