البيت اﻷبيض يصنف الديمقراطية التركية في الدرجة الثانية وأردوغان يقول من تونس بأنه تم إلقاء القبض على سبعة إرهابيين أجانب خﻻل اﻹحتجاجات اﻷخيرة .
يبدو بأن عقد اللولي قد انفرط ما بين أنقرة وواشنطن فطار أردوغان إلى تونس عله يستعيض عنه بعقد الياسمين .
أظن بأننا أمام اختبارات قاسية وفرز حقيقي لﻷوراق خاصة وأن مؤتمر جنيف 2 الخاص باﻷزمة السورية قد اقترب وإن كان قد أعلن البيت اﻷبيض عن تأجيله بعد معركة القصير اﻷخيرة في مدينة حمص السورية .
إذن ما زال صراع القطبين اﻷمريكي والروسي يضرب أطنابه في المنطقة اﻷمر الذي يترتب عليه ظهور محورين في العالم لهاتين القوتين وأعتقد بأن حوض المتوسط هو صلب التنافس فيما بين الفريقين .
على أي حال فإن التاريخ سيعيد نفسه من خﻻل سايكس بيكو جديدة تبدلت بها أبطالها من فرنسا وبريطانيا إلى روسيا وأمريكا وتستمر فصول المسرحية حتى إسدال الستار على خيبة جديدة .
بقى أن نسأل البيت اﻷبيض سؤال الفصل لو أننا قمنا بنقل تمثال الحرية من بﻻدكم إلى ساحة تقسيم التركية فهل ستحصل أنقرة على المركز اﻷول في الديمقراطية ؟ أم أنه ما زالت تل أبيب تتربع على الصدارة في دوري الربيع العربي وبالتالي ﻻ بد من غرق اﻷمة المجاورة في حوض المتوسط لتأمين حدود احتﻻلها وراء الليطاني والقنيطرة وسيناء ونهر اﻷردن وهذا يحتاج إلى رأس الحربة التركية والتي عليها أن تمسك بقاعدة عيديد القطرية لتصويب البوصلة وضبط إيقاع أمواج البحر المتوسط وفقا لما ترتأيه مياه الخليج العربي والذي سيظل الفزاعة اﻷمضى ﻹيران بهدف ترويضها وعزوفها عن تشكيل محور مغاير للمحورين اﻷمريكي والروسي .
اﻵن ستشتد سياسة عضد اﻷصابع بين مختلف القوى الدولية واﻹقليمية وخﻻل هذه الحقبة سيقفز من السفينة القوى الصغيرة لتصبح تبحث عن طوق نجاة يجعلها تصطف في أحد المحورين المذكورين أعﻻه حينها ستحط الحرب الباردة أوزارها بعدما يدفع شعبنا العربي ثمةا باهضا من دمائه قربانا لهذا السباق الدولي وستتمدد دولة اﻹحتﻻل اﻹسرائلي على حساب تصفية المشروع العربي وفي مقدمته القضية الفلسطينية .
فهل سننقذ ذواتنا من ويل ما أعمله القتل فينا إذ أن جميع أطرافنا خاسرة في هذه المعركة والتي بات أسيادها يحركوننا كأحجار الشطرنج ؟
أم أننا سنكون الوقود لهذا السباق الدائر على مستوى العالم ؟
إرحمونا وأغمدوا سيوفكم في جرابها وﻻ تغرسوها في صدر العروبة يا أدعياء السؤددا .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت