سنوضح هنا كيف أن الشعب الأمريكي يعاني من حالة قوية من التخلف الفكري وقلة الديمقراطية بالرغم مما عنده من تطور تقني، ثم سنتطرق إلى كيفية استخدام هذا الأمر من ضمن إستراتيجيا لإلحاق هزيمة كبرى بالولايات المتحدة وإنهاء زعامتها العالمية.
- أولاً، الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة.
الشعب الأمريكي، وعلى عكس ما تُظهِره الأعمالُ التلفزيونية والسينمائية الأمريكية، هو من أكثر شعوب العالم تديناً. يوجد عشرات الملايين منه، يُعرَفون بالصهاينة المسيحيين (أي المسيحيين الذين يدعمون الصهيونية انطلاقاً من دوافع دينية)، عندهم الاعتقاد بأن قيام إسرائيل، أي تجميع اليهود في هذه المنطقة، هو تحقيق لإرادة الله وتمهيد للمجيء الثاني للمسيح حيث سيحكُم العالمَ كمَلك أرضي من أورشليم لمدة ألف عام قبل أن تتحقق القيامة.
الخطوط العامة في هذا المعتقَد هي أنه بعد إقامة الدولة الإسرائيلية وعودة اليهود إليها من الشتات، ستتم إعادة بناء هيكل سليمان على الأغلب على أنقاض المسجد الأقصى، ثم ستتعرض إسرائيل لهجوم من قبل جيوش ضخمة معادية لها من مسلمين وغيرهم بقيادة ديكتاتور هو من أسوأ الذين عرفهم التاريخ، وستكون ضيقة كبيرة على اليهود. ثم سيتحول 144 ألف يهودي إلى المسيحية. وتكون قمة تلك الحروب في معركة كبرى على الأرجح نووية (هَرمَجَدُّون) يُقتَل فيها عشرات الملايين من اليهود وغيرهم، لكن المسيحيين القديسين المخلَّصين سيحميهم المسيحُ ويرفعهم إلى السماء ليشاهدوا هذه المذبحة بأعينهم. ثم سيعودون معه إلى الأرض ليحكمها كمَلك أرضي من أورشليم لمدة ألف عام من السلام والعدل والمحبة. ثم بعد ذلك ستجتمع الجيوش المعادية للمسيح مرة ثانية لمحاصرة أورشليم، وهذه المرة أيضاً سيُهزَمون. ولتكون بعد ذلك القيامة.
ومن ضمن الصهاينة المسيحيين هناك فئة (أقل في العدد) تذهب إلى أنه بعد قيام إسرائيل سيكون هناك ألف عام من السلام والعدل والمحبة بين البشر بفعل تغيير كبير في الأخلاق. ثم يكون هناك فترة من الشرور الكبيرة في العالم، ثم يأتي المسيح بمجد، أي تكون القيامة. هذه الفئة تُعرَف "بتيار ما بعد الألفية"؛ أما الذين يعتقدون بمجيء المسيح في بداية الألف العام السعيدة، كما هو وارد أعلاه، فيُعرَفون "بتيار ما قبل الألفية".
وبناءً على هذا المعتقَد بشقَيه، ما قبل وما بعد الألفية، يصبح الالتزام بقيام إسرائيل، أي الالتزام بالمساهمة في نشوء هذه الدولة وبتأمين الدعم المادي والعسكري والسياسي والإعلامي لاستمرارها، التزاماً دينياً وأخلاقياً... ومن ضمن ما يؤمِن به هؤلاء هو أن الله قد بارك الولايات المتحدة وجعلها أغنى دولة في العالم لأنها تساعد إسرائيل؛ انطلاقاً من النص التوراتي "أبارك مباركيك ولاعِنكَ ألعنه، وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض" (تكوين 12: 3). إضافة إلى أن المنتمين إلى "تيار ما قبل الألفية" (أو قسماً منهم) يعتقدون أن المساهمة في تحقيق تلك الحروب وصولاً إلى هَرمَجَدُّون عبر إبقاء التوترات الأمنية والسياسية مشتعلة في الشرق الأوسط وعبر الإبقاء على التسلح غير التقليدي من نووي وغيره هو بدوره التزاماً دينياً.
الصهاينة المسيحيون هم فريق من البروتستانت ومن مذاهب أخرى انشقت عن البروتستانتية خلال القرن العشرين والقرون الماضية، ويوجدون في الولايات المتحدة وبريطانيا وفي معظم مناطق الانتشار للبروتستانت ولهذه المذاهب في العالم. وهم في الداخل الأمريكي على درجة كبيرة من القوة الإعلامية والسياسية، الأمر الذي يوضِّح (إلى جانب أعدادهم الكبيرة) سبب هيمنتهم على السياسة الأمريكية الخارجية. أي الأمر الذي يوضِّح السببَ الأساسي للدعم الأمريكي الكبير لإسرائيل، وأحد الأسباب الأساسية لبقاء التوترات الأمنية والحروب مشتعلة في الشرق الأوسط.
معتقَدُ الصهاينة المسيحيين، أي الصهيونية المسيحية، مبنيٌّ أساساً على ما جاء في التوراة وسفر الرؤيا في الإنجيل. أما الفريق الآخر من البروتستانت، كما الكاثوليك والأرثوذكس، أي معظم المسيحيين في العالم، فليس عندهم إطلاقاً هذا المعتقَد؛ ويقدِّمون تفاسير للنصوص الواردة في هذين الكتابين (والمتعلقة خاصة بالوعد الإلهي لليهود بفلسطين وعودتهم إليها وإعادة بناء الهيكل وأل 144 ألف يهودي ووجودهم على جبل صهيون والحروب في هذه المنطقة وهَرمَجَدُّون ومحاصرة الجيوش لأورشليم والألف عام...) مختلفة عن تلك التي يقدِّمها هؤلاء الصهاينة المسيحيون؛ أي يقدمون في الغالب تفاسير رمزية لهذه النصوص.
من الكتب المهمة عن الصهيونية المسيحية في العربية، انظر: غريس هالسل "النبوءة والسياسة، الانجيليون العسكريون في الطريق إلى الحرب النووية"، ترجمة محمد السماك، دار النفائس. ومحمد السماك "الصهيونية المسيحية"، دار النفائس. ورضا هلال "المسيح اليهودي ونهاية العالم، المسيحية السياسية والأصولية في أمريكا"، مكتبة الشروق.
مع التنبه إلى أنه ضمن الشعب اليهودي يوجد ثلاث فئات أساسية:
1 - الصهاينة اليهود، الذين يدعمون قيام الدولة الإسرائيلية وفق معتقداتهم الدينية؛ وهي تذهب إلى أن قيام هذه الدولة هو تحقيق لإرادة الله وللوعد الإلهي لهم بها وفق ما جاء في التوراة، وأنها تمهيد لإعادة بناء هيكل سليمان، ولمجيء المسيح الخاص بهم (كونهم لا يؤمنون بالمسيح الذي هو عند المسيحيين ولا بالإنجيل).
2 - الصهاينة القوميون، الذين يدعمون قيام هذه الدولة لاعتبارات غير دينية.
3 - المعارضون للصهيونية، الذين يعارضون وجود هذه الدولة ويعتبرونها كياناً مغتصباً.
- ثانياً، ما تعنيه الديمقراطية في المجال الديني هو حرية الفرد في أن يعبد الإله الذي يشاؤه، أو أن لا يعبد أي إله، وأن يحترم حرية الآخرين في عبادة ما يشاؤون وفي ممارسة طقوسهم ونشاطاتهم الدينية أو أن لا يكونوا متدينين؛ والأهم أن لا يستخدم دينَه للاعتداء على حياة الآخرين وباقي حقوقهم، كمثل أن يدَّعي بأن الإله الذي يعبده قد طلب منه أو سمح له بأن يقتل فئة ما من الناس أو يستعبدهم أو يستولي على أرضهم أو يهجرهم منها أو غيره...
وإذا ما قام بهذا الأمر الأخير، فيصح وصفه بأن عنده تخلف فكري وقلة ديمقراطية، كما يصح وصفه بممارسة الإرهاب، أي استخدام النص الديني بهدف إرهاب الآخرين والاعتداء على حياتهم وباقي حقوقهم، أي إعطاء تفاسير للنصوص الدينية بالشكل الذي يبرّر هذه الأعمال.
بالعودة إلى الشعب الأمريكي، ومن دون التحدث عن موضوع الممارسات العنصرية بحق السكان الأصليين وذوي الأصول الأفريقية، فإن عشرات الملايين منه ومن ضمن هؤلاء على سبيل المثال الرئيس الراحل رونالد ريغان، عندهم اعتقاد بأن الله قد طلب منهم جعل أرض فلسطين وطناً لليهود الذين في كل أنحاء العالم وتقديم كل مساعدة ممكنة في هذا المجال... وأنهم إذا ما قاموا بهذا الأمر فسينالون ثواب ربهم في هذه الدنيا والآخرة وفي حال رفضهم فسينالون عقابه؛ أي ما يعني الاعتداءَ على حقوق الفلسطينيين والعرب في إقامة دولة فلسطينية في هذه الأرض وفي علاقات طبيعية وتعاون وتنمية مع جوارها العربي وجوازَ تهجير الفلسطينيين منها بما يمكّن من استيعاب اليهود فيها... هذا ومن دون التحدث عمن يَعتبرون حدود إسرائيل أنها من النيل إلى الفرات وعمن لديهم الاعتقاد بأن عليهم تسعير الحروب في هذه المنطقة بهدف التعجيل في مجيء المسيح. لهذا يصح وصف هؤلاء الأمريكيين بقلة الديمقراطية والتخلف الفكري والإرهاب. وبالنظر إلى أعدادهم الكبيرة وقوتهم الإعلامية والسياسية داخل المجتمع الأمريكي، لهذا، يصح وصف الولايات المتحدة، كدولة وشعب وحضارة، بقلة الديمقراطية والتخلف الفكري ورعاية الإرهاب.
السبب الذي يدفعنا إلى تعميم هذا الحكم على الدولة والشعب والحضارة الأمريكية، هو أنه لو كان لدى باقي الأمريكيين، أي غير الصهاينة المسيحيين، المستوى الجيد من الوعي الديمقراطي، أي من الإلتزام بحقوق الإنسان، لكانوا قد عملوا على محاربة الصهيونية المسيحية من خلال برامج التوعية والتشريعات المناسبة وما شابه لكيلا تستشري بهذا الشكل. لكن بما أن هذه المحاربة لا تزال في حدودها الدنيا وبما أن الصهيونية المسيحية لا تزال تكبر عاماً بعد عام... فيصبح هذا التعميم هو الصحيح.
والوصف نفسه يصح على الصهاينة المسيحيين الموجودين في بريطانيا وفي أي مكان آخر من العالم، وعلى الصهاينة اليهود الموجودين في إسرائيل والولايات المتحدة وفي أي مكان آخر من العالم.
وأيضاً يصح وصف الدولة الإسرائيلية، كدولة وشعب وحضارة، بقلة الديمقراطية والتخلف الفكري ورعاية الإرهاب، كونها تحتضن أعداداً كبيرة من الصهاينة اليهود. هذا ومن دون التحدث عما فيها من تمييز عنصري بحق غير اليهود الذي يزيد بدوره مما لديها من هذه الصفات.
من جهة أخرى، لما كان يوجد عشرات الملايين من المسلمين يُعرَفون بالأصوليين المتطرفين (وأيضاً التكفيريين) الذين لديهم المعتقَد بأن الله طلب منهم أو سمح لهم الاعتداء على حياة المدنيين الغربيين وباقي حقوقهم في سياق الدفاع عن حقوق العرب والمسلمين، وأيضاً الاعتداء على حياة المدنيين في العالمين العربي والإسلامي وباقي حقوقهم في سياق إقامة أنظمة حكم إسلامية أو الخلافة الإسلامية أو تطبيق الشريعة... فهولاء يُضَعون في نفس الخانة مع الصهاينة المسيحيين والصهاينة اليهود، من حيث وصفهم بقلة الديمقراطية والتخلف الفكري والإرهاب؛ كونهم جميعاً يستخدمون النص الديني بهدف الاعتداء على حياة الآخرين وباقي حقوقهم.. أي يقومون بجرائمهم ثم يقولون إن الله طلب منا أو سمح لنا بذلك...
وإذا كان يجوز وصف دين الإسلام بالإرهاب كونه يوجد أعداد كبيرة من المسلمين يستخدمون النص الديني بهدف إرهاب الآخرين والاعتداء على حياتهم وباقي حقوقهم، كذلك يجوز وصف الدين المسيحي بالإرهاب كونه يوجد أعداد كبيرة من المسيحيين يستخدمون النص الديني بهدف إرهاب الآخرين والاعتداء على حياتهم وباقي حقوقهم، وفي السياق نفسه يجوز وصف الدين اليهودي بالإرهاب.
- ثالثاً، الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة وبريطانيا كانت إحدى العاملين الأساسيين في وجود الدولة الإسرائيلية وفي تأمين الدعم لها واستمرارها والتغطية على جرائمها؛ العامل الأساسي الثاني هو الأطماع الغربية في المنطقة. ومن دون هذه الصهيونية لما كان قد وُجِد هذا الكيان المغتصب. من هنا يتبين لنا حجم المآسي المترتبة على الصهيونية المسيحية في العالمين العربي والإسلامي.
السؤال المهم هنا هو بما أنه يصح وصف الولايات المتحدة بقلة الديمقراطية والتخلف الفكري والإرهاب، فكيف يمكن استخدام هذا الوضع من ضمن خطة لإنهاء زعامتها العالمية وإلحاق هزيمة كبرى بها ؟
يتحقق هذا من خلال مطالبات في مختلف الدول لإقرار تشريعات تَعتبر الصهيونية المسيحية أحد أشكال الإرهاب الذي يستخدم النصَ الديني بهدف إرهاب الآخرين والتعدي على حياتهم وباقي حقوقهم، وتضعها في نفس الخانة مع الصهيونية اليهودية والأصولية الإسلامية المتطرفة؛ وتَعتبر الدولَ التي يوجد بين رعاياها أفرادٌ يؤمنون بالصهيونية المسيحية أو اليهودية ويطبقون إيمانَهم من خلال تقديم الدعم للمشروع الصهيوني، كمثل الولايات المتحدة وبريطانيا، على أنها دول راعية للإرهاب، أي تنصّ على فرض عقوبات عليها.
لكن ليس بالإمكان البدء بهكذا تحرك في العالم العربي في الوقت الذي تتخبط فيه المنطقة بحروب تحت شعارات الديمقراطية والربيع العربي؛ فلا بد أولاً من ترتيب البيت العربي الداخلي. أي قبل البدء بمحاربة الولايات المتحدة من خلال أسلوب إعطائها الدروس في الديمقراطية، لا بد لنا أولاً في العالم العربي من أن نثبت أننا نعرف أن نقرر ما هو ديمقراطي أو غير ديمقراطي في مشاكلنا الداخلية.
يتحقق هذا الأمر من خلال البدء بالعمل بالخطة التي كنتُ قد وضعتها وأعلنتها للمواجهة مع الولايات المتحدة؛ وفيما يلي عرض موجز لها.
تقوم هذه الخطة على تحرك شعبي في العالم العربي وخارجه، فيكون المطلوب من أي شخص أو أي تنظيم، أولاً، القيام بنشاط إعلامي لنشر الورقة التي سنوردها أدناه وأن يدافع عن محتواها بكافة الوسائل الإعلامية المتوفرة لديه، وثانياً، مطالبة نظام الحكم في بلده، بالوسائل الديمقراطية، لإقرار المطالب الواردة في المرحلة الأولى فيها.
هذه الورقة هي التالية:
المقدمة: مَن كان راغباً في انتصار النظام السوري في الحرب العالمية التي تجري على أرضه، وأن يتم في نفس الوقت إلحاق هزيمة كبرى بالولايات المتحدة وإنهاء زعامتها العالمية، فليقم بنشر هذه الورقة والدفاع عن محتواها ومطالبة حكومة بلاده بإقرار المطالب الواردة في المرحلة الأولى فيها:
مساهمة أي فرد في إنهاء الزعامة العالمية للولايات المتحدة
1 - إن كل شخص مقتنِع بأن الزعامة العالمية للولايات المتحدة لن تجلب إلى العالم إلا الحروب والمآسي وجمود الأوضاع الاقتصادية والفقر، وبأن إنهاء هذه الزعامة وإلحاق هزيمة كبرى بها سيحسّن إلى حد بعيد من أوضاع العالم بأسره، فلا يمكنه الاعتماد بهذا على أنظمة الحكم الحالية أو المؤسسات الدولية، بل إن الطريقة الوحيدة الممكنة هي في تحركات شعبية في مختلف البلدان تطالب أنظمة الحكم وتضغط عليها بالوسائل الديمقراطية، والتي منها التظاهرات والإضرابات، لاتخاذ قرارات مناهضة للولايات المتحدة، من خلال عدة مراحل.
2 - المرحلة الأولى تتعلق بلبنان وسوريا وليبيا والولايات المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية، فيكون هناك مطالبات لمختلف أنظمة الحكم لتوافق على ما يلي:
أ - حول لبنان، عدم التعاون مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي أُنشئت لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، ورَفض كل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة؛ من منطلق أن الولايات المتحدة هي المستفيد الأول من هذه الجريمة وأن إدارة الرئيس جورج بوش هي المتهَم الأول بها، وأنه ليس هناك أية مصداقية لهذه المحكمة، وأنها أداة لخدمة المصالح الأمريكية في المنطقة خاصة في لبنان وسوريا. كذلك، تقديم كل دعم ممكن إلى لبنان في مواجهة أية ضغوطات تتعلق بهذه المسألة.
ب - حول سوريا، رَفض أية ضغوطات تمارَس على نظام الرئيس بشار الأسد تتعلق بمسألة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، كذلك رَفض أية ضغوطات عليه تكون تحت حجة حماية التحركات الشعبية المعارِضة في الداخل السوري من قمع أجهزة النظام، ورفض أية مساعدات عسكرية أو اقتصادية تقدَّم إلى الجناح العسكري للمعارَضة؛ من منطلق أن هذه الضغوطات هي من ضمن مسلسل مستمر على سوريا منذ احتلال العراق في العام 2003 تهدف إلى جعلها في المحور الأمريكي، وأن المسؤولية الأساسية للتوترات الأمنية في سوريا تعود إلى المعارَضة وحلفائها الخارجيين من أمريكيين ومَن معهم، وأن هؤلاء هم المتهَمون قبل غيرهم بما جرى من جرائم بحق المدنيين السوريين. كذلك، تقديم كل دعم ممكن إلى هذا النظام في مواجهة هذه الضغوطات، وفي مواجهة أعمال العنف الجارية في الداخل.
ج - حول ليبيا، اعتبار أن التدخل العسكري الغربي الذي تم فيها تحت حجة الحظر الجوي وحماية المدنيين هو اعتداء عليها، يهدف إلى الهيمنة عليها وسرقة خيراتها وجعل التحركات الشعبية المعارِضة التي تحصل في العالم العربي تحت مظلة الولايات المتحدة وزيادة نفوذها فيه؛ ومطالبة الدول التي اشتركت في هذا التدخل العسكري والتي قدَّمت الدعم المادي والسياسي له بدفع التعويضات لليبيين. وأيضاً إيجاد ضمانات سياسية وأمنية للقاعدة الشعبية الموالية للقذافي، وعدم إجراء أية محاكمة لأي مسؤول في نظام القذافي في الداخل إلا في ظل هذه الضمانات، وعدم تقديم أي منهم إلى المحكمة الجنائية الدولية.
د - حول الولايات المتحدة، تخفيض التمثيل الدبلوماسي فيها، ووقف أي تعاون عسكري معها، أي وقف أي تدريب للعسكريين فيها وشراء الأسلحة منها والمناورات المشترَكة معها والانسحاب من أية أحلاف عسكرية معها وإزالة أية قواعد عسكرية لها في البلد المعني.
هـ - حول المحكمة الجنائية الدولية، رَفض أي تعاون مع هذه المحكمة في أية قضية داخل العالم العربي أو خارجه والانسحاب من عضويتها، من منطلق عدم مصداقيتها وأنها أصبحت إحدى مؤسسات العدالة الدولية الموضوعة في خدمة السياسة الأمريكية.
3 - بعد أن تكون المطالبات حول المرحلة الأولى قد أدَّت إلى النتائج المرجوة، سيكون هناك مطالبات أخرى قد تتضمن المقاطعة السياسية أو الاقتصادية للولايات المتحدة، أو أية معارك سياسية أو اقتصادية أخرى حسب المستجدات، وصولاً إلى المطالبات لإلزامها بالاعتراف بكل جرائمها بحق الشعوب الأخرى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
4 - في المراحل المتقدمة من هذه المواجهة سيكون من الضروري المطالبة بالانسحاب من الأمم المتحدة وتأسيس منظمة دولية أخرى تُعنى بالسلام العالمي والتعاون بين الشعوب. من منطلق فشل هذه المنظمة في المحافظة على السلام العالمي بسبب حق العضوية الدائمة والنقض في مجلس الأمن المعطى للخمس الدول وخاصة بسبب هيمنة الولايات المتحدة في كثير من الأحيان على هذا المجلس.
5 - مع بداية نهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة، وانطلاقاً من كون إسرائيل هي من الناحية الإستراتيجية بمثابة الجزء منها، سيكون بالإمكان المطالبة بفرض حل عادل فيما يتعلق بالدولتين الإسرائيلية والفلسطينية يقوم على أساس أن إسرائيل كيان مغتصَب وغير شرعي. من ضمن هذا الحل، سيكون هناك ضرورة لإشراك كل من بريطانيا والولايات المتحدة بالمسؤولية المعنوية والمادية للوجود غير الشرعي لإسرائيل وللجرائم التي ارتكبتها بحق شعوب المنطقة.
كذلك سيكون هناك ضرورة لرعاية ودعم قيام اتحاد بين الدول العربية يقوم أساساً على البرلمان العربي المشترَك، بالنظر إلى أهمية هذه الخطوة في إنهاء حقبة المشروع الصهيوني في المنطقة، وفي العملية التنموية في العالم العربي.
6 - بعد تحقيق هذه المراحل والوصول إلى إنهاء الزعامة العالمية للولايات المتحدة وإلحاق هزيمة كبرى بها، فإن معظم أنحاء العالم ستنعم بالاستقرار الأمني وبالتسريع في النمو الاقتصادي والتطور في مختلف المجالات.
7 - من الضروري القيام بنشاط إعلامي، فردي أو جماعي، في جميع البلدان لنشر هذه الورقة وشرحها والدفاع عنها في كل الوسائل الإعلامية المتاحة.
8 - في حال لم يكن بالإمكان في أي بلد القيام بتحرك جماعي لمطالبة نظام الحكم والضغط عليه لإقرار ما هو وارد في هذه الورقة، بالنظر إلى سلطة قمعية يمارسها هذا النظام أو إلى قلة المقتنِعين بما هو وارد فيها، فسيكون من المفيد أن يقوم كل شخص مقتنِع بها بتحرك فردي، على الأقل، لنشرها بكل الوسائل المتاحة له، لأن هذا من شأنه أن يمهِّد تدريجياً لنمو قاعدة شعبية في ذلك البلد تكون مقتنِعة بها ومستعدة للتحرك الجماعي لإقرارها.
للتوسع في هذه الورقة:
http://www.amersemaan.com/2013/01/blog-post_3762.html
انتهت هذه الورقة، وكما هو واضح، أوردنا رابطاً في أدناها يوصل إلى المقالة التي تشرح بتوسع ما ورد فيها.
بالتالي، بعد أن تكون المرحلة الأولى من هذه الخطة قد تم العمل بها، أي بعد أن يكون هناك عدد ملحوظ من أنظمة الحكم قد أقرّت المطالبَ الواردة في هذه المرحلة الأولى، يكون في المرحلة الثانية مطالباتٌ لإقرار الصهيونية المسيحية كأحد أشكال الإرهاب إلى جانب الصهيونية اليهودية والأصولية الإسلامية المتطرفة، ولاعتبار الولايات المتحدة، وغيرها من الدول التي يوجد فيها ناشطون صهاينة مسيحيون ويهود كبريطانيا وإسرائيل، كدول راعية للإرهاب. هذه الخطوة ستشكل هزيمة حضارية كبيرة للولايات المتحدة ولجميع المعجبين بها ويتخذونها كمثل أعلى لهم في أي مكان في العالم، مما سيسرع كثيراً في هزيمتها وانهيارها...
إضافة، حول ترتيبات الدولة الإسرائيلية للوصول إلى السلام العادل معها في المراحل اللاحقة من هذه الخطة، وإلى جانب اعتبارها كياناً مغتصباً أي إلزامها بتقديم الاعتذار للفلسطينيين والعرب لكونها كياناً مغتصباً ودفع التعويضات لهم وتجريدها من أسلحة الدمار الشامل وتقليص مساحتها لتصبح أقل من مساحة الدولة الفلسطينية بما يمكّن من استيعاب المهجرين الفلسطينيين في هذه الأخيرة وغيره... يكون من ضمن هذه الترتيبات إلزام الدولة الإسرائيلية بوضع تشريع يَعتبر الصهيونية اليهودية كأحد أشكال الإرهاب إلى جانب الصهيونية المسيحية والأصولية الإسلامية المتطرفة...
- رابعاً، العمل بهذه الخطة هو الطريق الوحيد المؤدي إلى ما يلي:
1 - إنهاء الزعامة العالمية للولايات المتحدة وإلحاق هزيمة كبرى بها، وإلحاق الهزائم بحلفائها الأساسيين أي إسرائيل والمستعمرين الأوروبيين وغيرهم.
2 - استعادة الحقوق في الدول العربية وغيرها من دول الجنوب التي عانت من جرائم الأمريكيين والأوروبيين، والاستقرار الأمني في هذه الدول.
3 - فتح الباب أمام هذه الدول لتحقق في المستقبل المنظور التسريع في النمو الاقتصادي والتطور والديمقراطية.
4 - إيجاد عالم جديد تُحترَم فيه إلى حد بعيد حقوق الإنسان في المجال الديني، وخالٍ من الإرهاب الديني والأصوليات المتطرفة في اليهودية والمسيحية والإسلام؛ كون الأصوليات الإسلامية المتطرفة لم تنمو وتنتشر في الثمانينات إلا كرد فعل على جرائم الغربيين في العالمين العربي والإسلامي...
للتوسع في هذه المواضيع راجع كتابي "حول الأزمة اللبنانية ونهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة"، الفصول العاشر والحادي عشر والثاني عشر.
ومع التنبيه إلى أن هذه الخطة هي موضوعة بناءً على ما قمتُ به من دراسات معمَّقة وغير مسبوقة في علوم السياسة والإستراتيجيا والتنمية والسوسيولوجيا، والتي من ضمنها خمس نظريات جديدة في السوسيولوجيا (الأنتروبولوجيا المجتمعية) كنتُ قد توصلتُ إلى صياغتها؛ وكل ذلك قد أوردته في كتابي المشار إليه هنا.
حول هذا الموضوع انظر "التقييم العلمي للكتاب بوصفه دراسة غير مسبوقة في الأنتروبولوجيا المجتمعية":
http://www.amersemaan.com/2013/01/blog-post_8119.html
بالتالي المطلوب من أي شخص، في أي بلد في العالم، مقتنِع بما هو وارد أعلاه، نشر هذه المقالة بكاملها عبر أية وسائل إعلامية متوفرة لديه، والعمل بما أمكنه على ترجمتها إلى جميع اللغات الحية؛ للوصول إلى وعي كافٍ على المستوى العالمي لمسألة ما يوجد في الولايات المتحدة من قلة ديمقراطية وتخلف فكري ورعاية إرهاب، ولكي يتم العمل بهذه الخطة بأسرع وقت.
أنظر أيضاً "النظام السوري والخيار الوحيد أمامه للنصر":
http://www.amersemaan.com/2013/05/blog-post.html
هذه المقالة هي على الرابط:
http://www.amersemaan.com/2013/06/blog-post.html
عامر سمعان، باحث وكاتب
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت