رسالة إلى وزير المالية في العهد الجديد ...

بقلم: هنادي صادق

عقدت الحكومة الفلسطينية الخامسة عشر برئاسة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد لله أولى جلساتها حيث تصدر الوضع الاقتصادي والواقع المعيشي الصعب للمواطنين جدول أعمالها ، ولقد أظهرت الحكومة وفريقها الإقتصادي في أولى جلساتها حرفية عالية في الأداء الحكومي أو خباثة منقطعة النظير ، حيث قدمت جرد حساب لما أستلمته ولقد غمزت من قناة الديون للوضع الذي أستلمته من الحكومة السابقة ، وما يترتب على كشف هذا الوضع من إشارات في إتجاهات متعددة إحداها يشير إلى ضرورة تخفيف حدة المطالب النقابية التي بدأت تلوح في الأفق والتي واجهت الحكومة حتى قبل أن تعقد إجتماعها الأول .
إن محاولة إظهار الشفافية من قبل الحكومة الجديدة للوضع الذي تسلمته يفرض عليها التعامل بكامل الشفافية في جميع الأمور وإظهار الحقائق للجمهور للإطلاع عليها ، كما أن تبيانها للواقع المالي وواقع الديون لا يعفيها من المسؤولية في حالة إدارة هذه الملفات بطريقة خاطئة لأن من قبل العمل في ظل هذا الوضع عليه تحمل كامل وزر المسؤولية وطبعاً هنا المسؤوليات متفاوتة .
إن شفافية الحكومة التي ظهرت في كشف الموقف المالي للحكومة يفرض على وزارة المالية ووزيرها الإقتصادي شكري بشارة وبإسم الشفافية أن يجعلها تشاركية ، وأن يسارع إلى تغيير أسلوب إدارة موازنة الدولة المعمتد منذ نشأة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى أسلوب جديد يحفظ المال العام من الهدر والاختلاس والسرقة .
أسلوب يعتمد طريقة موازنة البرامج والأداء ، والتي يتم من خلالها إعداد تلك الموازنة وفق تصورات البرامج والمشروعات التي من المتوقع والمطلوب تنفيذها خلال العام على المستويات المختلفة الأمر الذي سيحقق الرقابة على الأداء ويؤدي إلى تخفيض النفقات بإستبعاد الانشطة غير الضرورية .
إن المطلوب من وزير المالية الجديد أن لا يسمعنا أرقاماً صماء للإنفاق العام على مشاريع تنموية مفترضة لا نلمس لها أثراًُ على أرض الواقع ولا يشعر بها المواطن البسيط .
إننا يا وزير المالية .. نتطلع لكثير من التطوير، والتحديث المالي والإداري ، وإعادة هيكلة كاملة ، تنفض من وزارتك المهمة الوكلاء والمدراء المعُطلين ، والذين هم بالأرزاق متلاعبين ، ولجيوبهم فاتحين ، وللفساد مُقبلين وعن التغيير معرضين ، وعلى الحق مستكبرين .
يا بشارة كن كالبشارة فبعد أن حملت الراية إجعل الفاسدين والمفسدين آية ، إنهم سيُنفرونك وعن الحق والناس سيُبعدونك ، ومن الباطل سيقربونك ، وبمبدأ الشلالية سيحوطونك ، فكن لهم بالمرصاد ولا تكن لهم سهل الاصطياد ، وابتعد عن بطانة السوء وحاشية تزيين الأعمال وتبرير الأفعال ، وصارح الناس وشاركهم بالواقع وإبتعد عن سياسة الغموض النووي في التعامل مع النقابات وأشركهم في القرارات يكونون سنداً لك ولحكومتك في مواجهة الأزمات القادمات ، إعتمد معهم المكاشفة وابتعد عن المغالبة ، لأنها الطريق الأقصر للقلوب وحائط السد القوي في مواجهة الخطوب .
يا وزير المالية لقد بلغت القلوب الحناجر فلقد زادت وزارتك الضرائب حتى صارت في خاصرة الناس كالخناجر وزادت البطالة مع أن الناس ترفض أن تعيش عالة ، وفي ظل غياب الوازع أصبح حرق النفس أمراً واقع ، فلقد زادت أعداد الخريجين و إنضموا لقائمة اليائسين ، فكن لهؤلاء كالطبيب المداوي ولا تكن لهم بالإعراض والإهمال كاوي ، وتحسس أحولهم ، وإرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .
يا وزير المالية لا تكن عقبة في وجه تنفيذ القرارات الإدارية فيما يتعلق بإنصاف غزة الآبية ، فلقد وعدتنا الحكومات السابقة باللحم فأكلتنا العظم ولقد أستبشرنا بقدومك الخير وصار عندنا حافز فلا تجعل أمامنا أي حاجز.
يا وزير المالية نحن لا نطالبك بحل القضية بل نحن فقط نريد لقمة هنية ، نريد أن نعيش بكرامة وطنية وقبل كل هذا نريد معاملة آدمية .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت