هل فشلت مهمة كيري أمام تعصب وتعنت نتنياهو

بقلم: علي ابوحبله


تأجيل جون كيري زيارته التي كانت مقررة للمنطقة بهدف إحياء مسار المفاوضات الاسرائيليه الفلسطينية كانت بسبب مستجدات الوضع في سوريا في أعقاب النصر الاستراتيجي الذي تحقق للجيش العربي السوري في القصير الأمر الذي عدته الولايات المتحدة فشلا لسياستها مع إمكانية خسرانها لموقعها ومصالحها ألاستراتجيه في المنطقة ضمن التغيرات في موازين القوى الدولية والاقليميه ، أمريكا لم تعد الوسيط الذي يوثق به من قبل الفلسطينيين ، ولم يعد بإمكان الولايات المتحدة من ممارسة ضغوطها على حكومة نتنياهو لأجل التوقف عن البناء في المستوطنات الاسرائيليه غير الشرعية ، كل الدلائل والمؤشرات تشير لفشل مهمة جون كيري الذي يحاول تسويق مبادرته ألاقتصاديه للسلام في الشرق الأوسط والتي تعد نتاج فكرة توني بلير المبعوث الدولي لتحريك عملية السلام ، عبر كيري عن مبادرته في مؤتمر دافوس في الأردن وأعرب عن إمكانية توفير أربعة مليارات دولار لتحسين الاقتصاد الفلسطيني ، بعض الأوساط الفلسطينية روجت لعملية التخطيط للعديد من المشاريع ألاقتصاديه حيث لم تشر هذه المصادر لارتباط هذه المشاريع بالمشروع الذي يروج له كيري ، القيادة الوطنية الفلسطينية متمسكة بالثوابت الوطنية الفلسطينية ومصره على ضرورة وضع سقف زمني لإنهاء التفاوض وضرورة تحديد حدود ألدوله الفلسطينية واعتراف إسرائيل بحدود ألدوله الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران 67 ، هناك من يروج لفكرة ألدوله الواحدة ثنائية القومية حيث أن البعض يرى بفشل مشروع الدولتين بحيث يصبح خيار ألدوله الاحاديه ثنائية القومية الخيار القائم ، هذا الترويج يصطدم بعقبات تتمثل في ألتفرقه العنصرية وما شهدته جنوب إفريقيا من تفرقه عنصريه بغيضة ولدت الكراهية إضافة إلى إن إسرائيل ترفض هذه الفكرة وهي تتخوف من الديموغرافيه الفلسطينية ، أمام التعنت الإسرائيلي والتغيرات التي تشهدها المنطقة حيث الإصرار الإسرائيلي على رفض فكرة الدولتين وفق المفهوم الفلسطيني ، حيث أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن عمليات البناء في الضفة الغربية مستمرة وستستمر أيضا في المستقبل وهذا تأكيد على أن حكومة إسرائيل ترفض بالمطلق التجاوب مع شروط ومتطلبات العملية السلمية ، وقد نقل راديو ( صوت إسرائيل ) عن نتنياهو قوله إن أعمال البناء الجارية داخل الكتل الاستيطانية لا تغير بشكل جوهري من فرص التوصل إلى تسويه سياسيه مع الفلسطينيين ، مشيرا إلى أن السؤال الحقيقي الذي يطرح نفسه هو ما إذا كانت هناك رغبه حقيقية لدى الطرف الآخر في الاعتراف بالدولة اليهودية ، وهو بهذا يضع شروط مسبقة للعودة لطاولة المفاوضات ويصر على ضرورة الاعتراف بيهودية ألدوله كشرط مسبق من قبل الفلسطينيين والنظام العربي وهذه المواقف تتعارض مع عملية السلام الذي يتطلع الفلسطينيون لتحقيقه بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس بحدود الرابع من حزيران ، إن ما يدعيه نتنياهو شروط تعجيزيه هي بديهيات مسلم بها لضرورة تحقيق السلام وإقامة ألدوله الفلسطينية إذ لا يمكن للسلام أن يتحقق دون إزالة المستوطنات والتوقف عن تهويد القدس والتسليم بالحدود للدولة الفلسطينية بحسب التعريف الصادر عن الهيئة ألعامه للأمم المتحدة والذي اقر الاعتراف بدولة فلسطين بحدود الرابع من حزيران ، إن نتنياهو قد عبر عن رفضه لخيار إقامة دوله مزدوجة القومية على حد قوله ، تصريحات نتنياهو في 10/6/2013 أعرب عن إمعانه وإصراره على تواصل البناء الاستيطاني في القدس دون أية علاقة بإدارة المفاوضات هي تصريحات جميعها تشكل عقبه أمام إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات ، نتنياهو يؤكد أمام أعضاء الكنيست على انه لا يوجد طلب أمريكي بوقف البناء في مدينة القدس رغم قوله وجود فترات شهدت توقف تكتيكي مثل ما حدث في رمات شلوموا لكن إصراره بأنه لا توجد علاقة بين البناء الاستيطاني والتسوية السياسية وبحسب قوله أن هذا البناء لا يغير الخارطة ولا يمنع من التوصل إلى تسويه هذه التصريحات والأقوال جاءت رد على سؤال وجهته عضو الكنيست من حزب الليكود تسيفي حطيبول التي طلبت منه توضيحات حول تأجيل زيارة الوزير الأمريكي كيري ، مبررا تأجيل الزيارة بانشغال الاداره الامريكيه بما يجري في سوريا ولبنان مؤكدا في الوقت نفسه أن إسرائيل شريكة للولايات المتحدة الامريكيه في جهودها الهادفة لمنع وتسرب الاسلحه الخطيرة لحزب الله حسب توضيحه ، أمام ما تفرضه حكومة نتنياهو من واقع استيطاني وتكريس للاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية الأمر الذي يتعارض ورؤية وتوجهات الفلسطينيين نحو السلام وأمام التعنت الإسرائيلي ورفضها لكل محاولات إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين ، ورفض حكومة نتنياهو لاحترام كل الاتفاقات ألموقعه مع الفلسطينيين وإصرارها على التمسك باتفاقية باريس ألاقتصاديه التي تقيد الفلسطينيين وتحول دون تحقيق تنميه اقتصاديه مستدامة وفي ظل الأوامر والمناشير العسكرية الهادفة لوضع اليد على أراضي الفلسطينيين في الغور والقدس والضفة الغربية وممارسة سياسة هدم البيوت والمنشات الفلسطينية في مناطق سي ، هذه المواقف جميعها تشكل عدوان ممنهج ضد الفلسطينيين حيث تقف جميع الإدارات الامريكيه عاجزة عن ممارسة ضغوطها على إسرائيل ما يتطلب من الفلسطينيين حصر خياراتهم ووضع حد لسياسة المماطلة والتسويف وهذا يتطلب إنهاء الانقسام وتوحيد الشعب الفلسطيني حول رؤيا استراتجيه موحده تقود الشعب الفلسطيني لخيارات تؤدي لتحرره من الاحتلال الإسرائيلي وتتطلب دعم صمود الشعب الفلسطيني لمواجهة كل محاولات إسرائيل لتضييق الخناق على الشعب الفلسطيني ومحاصرته ، إن إسرائيل ترفض خيار السلام وهي تضع في سلم أولوياتها الاستيطان والاستيلاء على الأراضي وان أمريكا عاجزة عن لعب دور الوسيط وبالتالي تصبح جميع الخيارات أمام الشعب الفلسطيني مفتوحة في حالت ما فشلت جهود وزير الخارجية الأمريكي في تحقيق السلام المستندة لرؤيا قيام ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس تحريرا في 12/6/2013

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت