رشيد شاهين
بمناسبة مرور 46 عاما على احتلال الأقصى من قبل دولة العدوان في فلسطين، لم يتردد الشيخ الفاضل إبراهيم أبو عرفة، في رفض كل دعوات التحريض والتحشيد الطائفي التي تجري من قبل بعض العلماء والشيوخ المسلمين لتعميق الهوة بين أبناء الأمم المسلمة.
خلال الخطبة التي ألقاها الشيخ أبو عرفة في المسجد الأقصى لم يقم الشيخ الجليل برفض ما جاء به "الشيخ" القرضاوي فقط، لا بل ووصف فتواه فيما يتعلق بالقتال في سوريا بأنها "محض أكاذيب وبهتان"، وقال متسائلا "لو كانوا صادقين مصيبين لكانت فلسطين المحتلة أوْلى بمثل دعواتهم".
ليس من المعتقد بأن الشيخ أبو عرفة وهو أحد أئمة الأقصى المبارك، أتى بما أتى به عن جهالة، أو انه يهرف بما لا يعرف، فهو كما الكثيرين من علماء الأمة، بما في ذلك شيوخ الأزهر الذين لا يخشون في الحق لومة لائم، لم يتردد في إدانة ما جاء به رئيس اتحاد علماء المسلمين، معتبرا ذلك من أشد أنواع التحريض على الاقتتال بين المسلمين وبث الفتنة التي هي أشد من القتل.
الشيخ أبو عرفة وكل الذين وقفوا ضد التحريض على القتل وسفك الدماء، هم لسان حال الغالبية من أبناء الشعوب الإسلامية، فهم يعتقدون بأن هذا هو الدور الحقيقي لرجل الدين، الدور الذي يدعو إلى الإصلاح والتحاور بالحسنى وإيقاف هذا الشلال من الدم الذي ما زال مستمرا منذ ما يزيد على العامين.
من غير الممكن أن يتصور المرء ان رجل الدين يمكن ان يجاهر بكل هذه الدعوات والفتاوى ضد أبناء الدين الواحد، حيث من غير المقبول عندما تشتد المحن ان يغيب صوت العقل والمنطق وخاصة ممن يفترض به درء الفتن والدعوة إلى الحوار والمصالحة بدلا من الإيغال في الدم والدمار.
القرضاوي، الذي قال انه كان على خطأ وان علماء السعودية كانوا على حق، وان الشيعة وحزب الله قد خدعوه، يحاول التناغم مع من يوحي بهذه الفتاوى، مع سياسة السعودية التي تختلف مع دولة إقامة القرضاوي، وهو بهذا إنما يحاول التقريب بين وجهات النظر السياسية من خلال تقريب وجهات النظر الدينية من خلال "مشايخ وعلماء" الدين في السعودية، حيث لهم باع طويل في التأثير على حكام تلك البلاد.
وكما قال أبو عرفة، الجهاد لا يكون بين أهل الدين الواحد "كيف صارت بوابة الجنة من دمشق ونحن جيرانها في فلسطين وغزة وبيت المقدس وتحتلنا (إسرائيل) ولم يدع أحد إلى الجهاد فيها قولا أو فعلا" وأضاف: "لو كانوا صادقين مصيبين لكانت فلسطين المحتلة أولي بمثل دعواتهم هذه فبيت المقدس كان علما من ستين سنة أين هم منه ولماذا لم يجندوا ويجيشوا من أجله مثلما فعلوا في سوريا"
وتابع إمام الأقصى “ان الجماعات التي جاءت إلي سوريا باسم الدين هي أبعد ما تكون عنه لأن كل من جاء يبتغي دم المسلم ويرفع راية الإسلام بدم أخيه أو في عرضه وماله كائنا من كان وتحت أي مسمى كان فهو خائن كذاب”.
وأكد ان هذه أمة واحدة لها دين وكتاب ونبي واحد ومن فرقها أو حمل عليها السلاح فليس منها، مستشهدا بقول الرسول (ص) “لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض”.ودعا الشيخ أبو عرفة أن “يحل الأمان والسلام في سوريا وأن تنكسر شوكة أعدائها منكفئين خائبين خاسرين”، مضيفا: إننا لن نمل ولن نكف عن كلمة الحق وعن دعم أهلنا وإخواننا بكلمة حق.
الأمة العربية وكذلك الأمم الإسلامية، هذا عدا عن سوريا وشعبها الذي أثخنته الجراح وأتعبه الدمار والقتال، بحاجة إلى شيوخ مثل شيخ المسجد الأقصى، يدعون إلى التعقل والكف عن التحريض، هذا هو النوع من شيوخ الإسلام الذي تحتاجهم الأمة في مثل هذه الظروف.
13-6-2013
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت