صور..نادي مقدسي مهدد بالاخلاء في 20 حزيران وسط إهمال رسمي

القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
منذ أواسط الخمسينيات قدم نادي شباب بيت حنينا في القدس المحتلة، كافة الخدمات الرياضية والثقافية والتعليمية لفئة الاطفال والفتية والشبان والطلاب، رغم الهجمة الشاملة التي تشنها بلدية الاحتلال الاسرائيلي على النوادي والمؤسسات الفلسطينية بهدف تفريغها وإنهاء دورها التثقيفي بين المواطنين المقدسيين.

تأسس النادي الرياضي عام 1954 في عهد الحكم الاردني على مساحة 100 دونم يستخدم منها 35 دونم كقاعة للاجتماعات وساحة للملعب الرياضي، وصالة لكرة السلة والكارتية والتايكوندو، بالإضافة لمدرسة كرة القدس للمواهب، ويعتبر هذا النادي المتنفس الوحيد لطلاب القدس في عطلتهم الصيفية ، كمؤسسة اهلية مرجعيتها الوحيدة وتمويلها من سكان بيت حنينا .

ويقول رئيس نادي بيت حنينا الرياضي حازم غرابلة في حديث خاص مع مراسلة "وكالة قدس نت للأنباء :" ان النادي مهدد منذ عدة سنوات بالاخلاء والمصادرة بهدف انشاء مشاريع استيطانية تهويدية لتخدم مصالح بلدية الاحتلال عبر فرض الغرامات الباهظة والتعجيزية بحقه، إلا انه (النادي) مازال يصارع المحاكم الاحتلالية للحفاظ عليه كمؤسسة رياضية هي الوحيدة في المنطقة".

تعجز المؤسسة عن توفيره..
وتلقى غرابلة مؤخرا عبر البريد قرارا من سلطات الاحتلال بإخلاء النادي حتى 20 من حزيران الجاري، في حال عدم سداد الديون وقيمتها 3 الاف دولار، وهو ملبغ تعجز المؤسسة عن توفيره، موضحا بان الاحتلال يعتمد في ذلك، على دعوى رفعتها جمعية إسرائيلية سمت نفسها "جمعية المعارف" منحلة الاسم نفسه للجمعية الفلسطينية التي تملك الأرض التي يقام عليها النادي منذ عام 1954 .

وبحسب غرابلة، تشمل الدعوى أيضا، قرارا بإخلاء كلية الاقتصاد والتجارة التابعة لجامعة القدس والمقامة على نفس الأرض منذ الخمسينات أيضا، موضحا بأن خلفيات القرار تتضح عبر الهجمة الشاملة التي تشنها بلدية الاحتلال في القدس على النوادي والمؤسسات الفلسطينية بهدف تفريغها وإنهاء دورها التثقيفي بين المواطنين المقدسيين.

خلال عام واحد..
وفي إطار هذه الهجمة تلقى رئيس النادي المقدسي عرضا ماليا ضخما من بلدية الاحتلال مقابل انتساب النادي للاتحاد الإسرائيلي منذ عام 2000 وكان رد غرابلة:" بان نادي بيت حنينا الرياضي هي مؤسسة أهلية مرجعيتها الوحيدة وتمويلها الوحيد من سكان بيت حنينا ولا يوجد لنا مرجعية لأي حكومة أو جهة أخرى ولا نريد ذلك".

وبهذا الرفض، بدأت سلطات الاحتلال بسلسلة عقوبات على شكل مضايقات في تنفيذ الأنشطة ومداهمات دائمة، وتهديدات كان آخرها ما قاله أحد ضباط المخابرات لغرابلة: "أعدكم بأن لا يكون هنا شيء اسمه نادي بيت حنينا خلال عام واحد!!!!!.

وامام هذه التهديديات يشعر غرابلة بصمت من كافة الجهات والمؤسسات الفلسطينية، حيث يخوض المعركة مع الاحتلال الاسرائيلي لوحده دون أي اهتمام، مؤكدا بانه "لن يرحم الجانب الرسمي الفلسطيني ولن يرحمهم التاريخ في حال تم اخلاء هذا النادي "لا قدر الله".

ويقول" في حال تم اخلاء هذا النادي المتنفس الوحيد للمنطقة، سيربي الجيل المقدسي الجديد بالشارع ليلهو ويلعب بين الارصفة وامام مساحة قليلة قبالة منازلهم "، مؤكدا:" بان المقر ليست مسؤولية ادارة نادي بيت حنينا لوحدهم وانما مسؤولية كافة القيادات والمرجعيات في القدس بالاضافة لمسؤولية الرئاسة الفلسطينية ".

القدس تواجه تسونامي استيطاني..
ويطالب رئيس نادي بيت حنينا الرياضي الرئيس الفلسطيني محمود عباس بان يقوم بواجباته اتجاه مدينة القدس عامة واتجاه المؤسسات المقدسيية المهددة بالاخلاء والمصادرة لصالح المشاريع الاستيطانية التهويدية، فيما يؤكد الناشط المقدسي راسم عبيدات:" بان سلطات الاحتلال تحاول السيطرة على ارض بيت حنينا لربطها بالمستوطنات القريبة بين شعفاط وبيت حنينا".

ويقول الناشط المقدسي في حديث لمراسلنا :" إن الحركة الوطنية والدينية في القدس والأحزاب الفصائلية والسلطة الوطنية الفلسطينية مطالبة بان تهتم وان تلتفت لوضع النادي الوحيد في المنطقة الصامد منذ اواساط الخمسينات ". ويضيف بانه "من غير المعقول لمن يتغني باسم القدس بان يتم اغلاق مؤسساتها في الوقت الذي نريد فيه خدمة المجتمع المقدسي والحافظ على بقاءه وصموده."

وأكد الناشط عبيدات:" بان القدس تواجه مشروع تسونامي استيطاني يستهدف كل الأحياء والازقة في هذه المدينة، كما شهدت المدينة في الاونة الاخيرة " مجزرة الحجر" حيث تم هدم أكثر من 17 منزل مقدسي بفترة قياسية و450 منزل مهدد بالهدم نتيجة الغرامات الباهظة المفروضة على أصحابها، مؤكدا بان نادي شباب بيت حنينا الرياضي المؤسسة الوحيدة في المنطقة التي تخدم كافة فئات المجتمع .

الهجمة لا تكاد ان تتوقف..
ويرى الشيخ عبد الله عقلم رجل الاصلاح في القدس، بان "الهجمة الاسرائيلية تطال الحجر والبشر في القدس لا تكاد ان تتوقف منذ يومها الاول من احتلالها لهذه المدينة الاسلامية التاريخية".

ويوضح عقلم في حديث لمراسلتنا :"بان العائلات المقدسية تتعرض لفرض الضرائب الارنونا والشوارع والمجاري والتلفاز وهذا الشئ يؤدي لارهاق المواطن في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة في المدينة اضافة لذلك الاعتداء على مساجدنا المقدسة وتحديدا المسجد الاقصى المبارك والمؤسسات المقدسية والعمل على مصادرة الاراضي عنوة باسم القانون وذلك بذريعة افراغها من المقدسيين".

ويضيف رجل الاصلاح المقدسي:" قبل فترة وجيزة تم شق طرق على بعد امتار من نادي بيت حنينا الرياضي تحت اسم " شارع بنيامين" لخدمة تحت مبرارات وذرائع واهية والهدف من ذلك اسرلة المدينة وتهويدها".

تجدر الاشارة بان ستة نوادي مقدسية ثقافية ورياضية باتت مهددة بالإخلاء في فترة قصيرة، بسبب عدم انصياعها لمحاولة ضمها للاتحادات الإسرائيلية ونفي الصفة الفلسطينية عنها، وقد تمكنت سلطات الاحتلال قبل عامين من إخلاء وإغلاق أهم نوادي القدس وهو نادي الخريجين العرب بحي الشيخ جراح بعد أن أقيمت دعوى ضده "وبسبب الإهمال الرسمي الفلسطيني وعدم توفير الدعم له تم إنهاء تاريخ حافل بالعطاء"

وبالإضافة إلى التهديد بالإخلاء، تتعرض بعض نوادي القدس لمحاولات استيلاء بالقوة من قبل مستوطنين، مثلما حدث في مركز السرايا بالبلدة القديمة حين قام يهود متطرفون بإحداث فتحة في جداره في محاولة لاحتلاله بالقوة، وهو أيضا ما يتعرض له نادي سلوان المحاذي لأحد الأحياء الاستيطانية جنوبي المدينة،كما تعاني أندية القدس من ضعف الدعم المسموح به لأنشطتها وفرقها.