إن حقيقة ما يشهده عالمنا العربي من انقسام وتشرذم هو نتيجة التدخل الأمريكي الغربي في الشؤون الداخلية العربية ، أمريكا والغرب بتدخلهما في الشؤون السورية وبدعمها لما يسمى في القاموس الأمريكي الغربي ثورة الشعب السوري قد بانت حقيقته ، إن أمريكا وهي تدعم الكيان الإسرائيلي بالمال والسلاح وتدعم الاحتلال الإسرائيلي في تهويد الأرض العربية الفلسطينية وتهويد القدس إنما تسعى من تدخلها في ما يسمى بثورات الربيع العربي من تحقيق الأمن والحماية للكيان الإسرائيلي ، لقد وضحت حقيقة ما تسعى أمريكا والغرب من تحقيقه في هذا الصراع الذي تشهده سوريا وحقيقة الفوضى التي تسعى أمريكا وعملائها لإحداثها في اليمن وفوضى السلاح في ليبيا وتونس وما تواجه مصر من مصير قاتم في ظل الفوضى التي أصبحت تتحكم في الحياة المصرية ضمن محاولات التحكم في الحياة المصرية والتعدي على أمنها القومي بدفع إثيوبيا ومساعدتها لبناء سد النهضة ضمن الضغوطات التي تمارس على القيادة المصرية للقبول بتزويد إسرائيل بالمياه من نهر النيل ، أمريكا التي استشعرت الخطر المحدق بمصالحها ألاستراتجيه وهي ترى بان هناك خطرا يحدق في امن ربيبتها وحليفتها إسرائيل نتيجة فشل مشروعها للشرق الأوسط الجديد ، أخذت بإعادة حساباتها بعد خسارتها وحلفائها في معركة القصير وهي تتخوف من إعصار حلب وادلب ودير الزور والرقة والرمثا ، سارع الرئيس الأمريكي اوباما لعقد اجتماعات مكثفه مع مستشاريه ضمن محاولات الخروج من الخسارة المحدقة التي ستلحق بأمريكا والغرب وحلفائها من المستعربين في الشرق الأوسط في حال نجاح الجيش العربي السوري من الانتصار على المؤامرة الامريكيه الصهيونية التي تستهدف إسقاط سوريا ، أخذت الاداره الامريكيه تروج لفكرة ثبوت استخدام الجيش السوري للسلاح الكيماوي وهي ضمن ذرائع كاذبة ومفبركة اعتدنا عليها من الإدارات الامريكيه حين ترغب بالتدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول وان هذه الفبركة والادعاءات الكاذبة كانت وراء غزو واحتلال العراق ، إن أمريكا تدرك أن سوريا ليست العراق وهي لن تجرؤ بالتدخل المباشر في سوريا لتغزو سوريا وان من ضمن خططها الهادفة للدفع في استمرارية الصراع أن تدفع بوكلائها للاستمرار في أعمال القتل والتدمير في سوريا عبر تزويدهم بالسلاح وإمدادهم بالمال والعتاد بهدف تدمير سوريا وإسقاط ألدوله السورية ضمن مخطط ما تروج له قنوات الفتنه بالثورة في سوريا وبإشعال الحرب والفتنه المذهبية الطائفية ، إن حقيقة التدخل الأمريكي والفرنسي والبريطاني بالدعم الذي تقدمه تركيا وبعض دول الخليج يدفعنا للتساؤل عن أسباب إحجام هذه الدول عن دعم الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي حيث لم نلمس دعما حقيقيا قدم للفلسطينيين طوال فترة الصراع المستديم مع الكيان الإسرائيلي ، إن قرار الرئيس الأمريكي الصادر في الرابع عشر من حزيران الحالي والقاضي في تقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية يدفع في تصعيد الإرهاب الممارس ضد الشعب السوري بكافة أشكاله ويهدف لاستنزاف وتدمير قدرات الجيش العربي السوري بما يؤمن الحماية لأمن الكيان الإسرائيلي وهي حرب بالوكالة تهدف إلى الحفاظ على المصالح الامريكيه والغربية وعن الكيان الإسرائيلي تحت ذريعة مسمى الحرية والديموقراطيه للشعب السوري بالمقاس الأمريكي الصهيوني ، إن أمريكا تستشعر خسرانها كقوة أحاديه الجانب وهي تعلم علم اليقين تغير موازين القوى الدولية والاقليميه ، ومع ذلك تدفع باستمرارية الصراع في سوريا ضمن محاولات التهرب مما تم التوافق عليه بين روسيا وأمريكا لعقد اتفاق جنيف 2 لأنها تشعر أن ليس لديها من الأوراق ما تساوم عليه بخسرانها لمعركة القصير ، تعتقد أمريكا والغرب أن بإمكانهم من خلال وكلاؤهم تحقيق نصر ما يمكنهم من تحصيل شروط أفضل في مفاوضتهم للروس ، ومع ذلك تدرك أمريكا أن ليس بمستطاعها تحقيق منطقة فرض حظر جوي ضمن محاولات إيجاد ممر امن لان روسيا لن تسمح بذلك وستقوم بتزويد سوريا باسلحه قد تكون أكثر فتكا وهذا يفسح المجال أمام إمكانية دخول المنطقة لحمى السباق في التسليح مما قد يدفع بالمنطقة لحرب إقليميه تقود لحرب دوليه ، إن الاداره الامريكيه وهي تروج لفكرة أن الرئيس اوباما قد أعاد حساباته بعد ثبوت استخدام الجيش العربي السوري للسلاح الكيماوي حيث قال أعضاء في الكونغرس الأمريكي أن البيت الأبيض أكد استخدام السلاح الكيماوي من قبل الجيش العربي السوري وان هذا السلاح أدى إلى مقتل مائة وخمسون شخصا علما أن غاز السارين الذي استعمل في خان العسل كل الدلائل تؤكد انه استعمل من قبل المعارضة السورية ، إن الترويج الأمريكي لادعاءاتها يقابلها موقف روسي رافض لهذه الادعاءات غير المدعومة وان هذه الادعاءات ضمن سياسة التخبط والمعايير المزدوجة التي عليها الاداره الامريكيه التي تحاول أن تجد مبررات لدفعها لاستمرارية الصراع تحت حجج وذرائع تهدف لتحقيق مصالح امريكيه صهيونيه على حساب امن السوريين وتحت حجج وذرائع تؤدي لاستمرارية التأييد لقتل السوريين ، إن أمريكا بتصعيد لهجتها العدوانية وحمى تصريحاتها حول التسليح والمناطق الامنه التي تترافق مع مناورات الأسد المتأهب في الأردن وإعلانها عن إبقاء بطاريات الباتريوت على الحدود السورية الاردنيه والإبقاء على الطائرات المشاركة في المناورات المشتركة هو ضمن التصعيد الذي قد يكون ضمن عمليات ألمناوره التي تسبق قمة الرئيس الأمريكي اوباما مع الرئيس الروسي بوتين في دبلن والمقرر لها نهاية الشهر الحالي ، وان هذه القمة ستحدد مصير الصراع الذي تشهده سوريا ومصير التوافق الأمريكي الروسي بشان جنيف 2 مع أن هناك ضغوط بريطانيه وفرنسيه وعربيه لتشجيع أمريكا على اتخاذ مواقف تصعيديه تؤدي لإفشال عقد مؤتمر جنيف 2 ، إن أمريكا تدرك جيدا أن الوقت لا يعمل في صالحها ، وان زمام اخذ المبادرة لم يعد بمقدور أمريكا وحلفائها ،لان هناك تحالفات دوليه وإقليميه تحول دون تمرير أمريكا لمخططها الهادف لإسقاط سوريا ، اثبت الجيش العربي السوري مقدرته على التصدي للمؤامرة التي تستهدف سوريا ، وأثبت التحالف السوري الروسي مع القوى الاقليميه قوته وقدرته على المواجهة ، حشد أمريكا لأسطولها في البحر الأبيض المتوسط لمواجهة الأسطول الروسي قد يعجل في إشعال نيران الحرب وهذا ما لا تريد روسيا حدوثه لكن أصبح كل شئ ممكن في ظل التغيرات ضمن لعبة الصراع للأمم التي تهدف لتقاسم النفوذ الذي تشهده المنطقة ، إن صمود سوريا يقود المنطقة للتغيير في موازين القوى ولن تغير روسيا من مواقفها تجاه تحالفها مع سوريا الأمر الذي يؤكد أن القرار الأمريكي بتسليح المعارضة لم يؤدي لنتائج تأمل الولايات المتحدة الامريكيه وحلفائها من حدوثه ، على العكس من ذلك أن المنطقة جميعها وهي تشهد حالة الغليان وتكن كرها للسياسة الامريكيه وعداء لإسرائيل أن تؤدي هذه الحالة لصراع قد تشهده المنطقة يصعب السيطرة عليه ويؤدي بالمنطقة برمتها لحافة الانهيار والهاوية وهذا بنتيجة القرارات الرعناء الصادرة عن المواقف الامريكيه ألدافعه لاستمرارية الصراع ليس على سوريا وإنما الصراع الذي سيشمل المنطقة برمتها تحريرا في 14/6/ 2013
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت