قال مدير معهد الطب الشرعي الفلسطيني الدكتور صابر العالول إن ملخص التقرير النهائي لتشريح جثة الشهيد ميسرة أبو حمدية، أكد السبب الرئيسي لاستشهاده هو مرض السرطان الطلائي غير المتمايز (كارسينوما)، والمنتشر بالرئتين والرقبة والعقد الليمفاوية والكبد والدماغ والعظم والنخاع العظمي من الدرجة الرابعة النهائية.
وبين أن النتائج الطبية أظهرت أن الشهيد أبو حمدية أصيب بتضخم بالحنجرة وورم امتد إلى الأحبال الصوتية وتضخم في الغدد الليمفاوية، وانتشار مرض السرطان في جميع الأعضاء الداخلية والسرطان من الدرجة الرابعة، مشددا على انه لم يقدم له معالجة كيماوية أو حتى أبسط المسكنات.
وأكد متحدثون خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر مركز الإعلام الحكومي برام الله، اليوم الأحد، أن إدارة السجون تتحمل المسؤولية الكاملة عن وفاته بسبب الإهمال الطبي المتعمد بحقه وحق الأسرى، خاصة المرضى منهم، إضافة إلى عدم إعطائه أي نوع من الدواء حتى المسكنات، رغم خطورة وضعه الصحي.
وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع إن الشهيد ميسرة أحد ضحايا سياسة الإهمال الطبي، وسبق أن استشهد 204 أسرى منذ عام 1967 منهم 52 داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، لعدم تقديم العلاج اللازم لهم، رغم تفاقم المرض.
وأشار إلى أن الأطباء الذين قاموا بتشريح جثة أبو حمدية طالبوا بأن تكون هناك لجنة دائمة من خبراء الطب الشرعي محلية ودولية لزيارة الأسرى في السجون للوقوف على أحوالهم الصحية والخدمات الطبية المقدمة لهم، مشددا على أن السجون تحولت إلى وباء ومصدر للأمراض المختلفة، وأصبح الأسرى حقل تجارب حسب اعتراف إدارات السجون.
وحمل قراقع إدارة سجون الاحتلال وأطباء السجون المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير ابو حمدية، مطالبا باستخدام نتائج الفحوصات لمحاسبة ومحاكمة المسؤولين الإسرائيليين في المحاكم الدولية.
وأكد وزير العدل الفلسطيني علي مهنا، أن سياسة الإهمال الطبي هي سياسة إسرائيلية ممنهجة ضد الأسرى منذ فترة طويلة، ما أسفر عن استشهاد عدد منهم وآخرهم الأسير ميسرة أبو حمدية.
ولفت إلى أن القانون الدولي والمواثيق الدولية تؤكد أن الدولة الآسرة تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى وإسرائيل تخالف هذه القوانين والمواثيق، ويجب العمل على تكثيف الجهود بين الجميع لإطلاق سراح الأسرى.
وأوضح رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، أنه لم يكن هناك أي نوع من الشك أن أبو حمدية استشهد نتيجة الإهمال الطبي، لافتا إلى أن هناك قرارا فلسطينيا بعدم الاعتماد فقط على نتائج التشريح الذي تقوم به إسرائيل، وإنما العمل على تشريح أي شهيد فلسطيني يسقط داخل السجون في معهد التشريح الفلسطيني.
ودعا إلى ترجمة التقرير إلى عدة لغات وإيصاله إلى لجنة حقوق الإنسان والأمين العام للأمم المتحد بان كي مون وكافة المنظمات الدولية، لتوضيح حقيقة ما يحدث للأسرى داخل السجون الإسرائيلية، خاصة الأسرى المرضى الذين تتفاقم أمراضهم كل يوم نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمدة والتي تمارسها إدارة السجون وبالتآمر مع الأطباء.
من جانبها قالت شقيقة الأسير ميسرة، اعتدال أبو حمدية، إن شقيقها الشهيد أصيب عام 2007 بنزيف حاد في المعدة ونقل إلى ما يسمى "مستشفى الرملة" دون إجراء فحوص حقيقية للكشف عن حقيقة ما أصابه.
وبينت أن تقرير التشريح الفلسطيني الأردني كشف أمورا كثيرة حاولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إخفاءها وعدم الحديث عنها، ونتائج التقرير كذبت إدعاءات الاحتلال بأنه استشهد بسبب التدخين لأنه لا يدخن.
وكان الأسير أبو حمدية استشهد في قسم العناية المكثفة بمستشفى "سوروكا" في بئر السبع، في الثاني من نيسان من هذا العام بعد صراع مع مرض السرطان