القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
كشفت مصادر عسكرية في إسرائيل، أن التدريبات التي بدأت في الأسبوع الجاري لسلاح الجو وأعلنت فجأة، قبل يومين، تحاكي سيناريو قصف عدد كبير من المواقع العسكرية في سوريا.
ومع أنها لم تفسر أسباب هذا الاستهداف، فإنها أشارت إلى تصريحات كان قد أدلى بها قائد عسكري إسرائيلي، ونشرتها صحيفة "يسرائيل اليوم"، المقربة من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أول من أمس، وجاء فيها أن الولايات المتحدة وإسرائيل "وضعتا إشارات حمراء على 18 موقعا في خريطة سوريا، وهذه المواقع هي عبارة عن مخازن للأسلحة الكيماوية والبيولوجية يسيطر عليها الجيش السوري ويوجد خطر لأن تقع بأيدي التنظيمات المعارضة في سوريا، وأنها ستقصف في حال سقوط نظام بشار الأسد أو اختفائه أو في حال نشوء خطر فعلي لنقل هذه الأسلحة إلى تنظيمات مسلحة مثل حزب الله وغيره. وأن هذه التدريبات تحاكي أيضا احتمال وصول شحنات أسلحة إلى لبنان".
وأضافت أن الولايات المتحدة لا تستعجل التدخل المباشر في سوريا ولكنها تواصل التنسيق على أعلى المستويات مع إسرائيل في متابعة شؤون الأسلحة غير التقليدية وتتفهم قرار إسرائيل قصف هذه المواقع في حال نشوء خطر لأن تقع بأيدي هذه القوى.
وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد بادر إلى الإعلان عن هذه التدريبات، التي بدأت يوم الأحد الماضي وتستمر حتى نهاية الأسبوع. وقد دوى أزيز الطائرات في سماء إسرائيل طيلة ساعات النهار والليل، خصوصا في المناطق الشمالية. ونفذت غارات وهمية وأخرى فعلية. واخترقت الطائرات سماء لبنان وطارت على خط الحدود مع سوريا.
وفي أعقاب نشر أنباء عن قصف طائرات إسرائيلية مخازن أسلحة سورية قرب مطار المزة، يوم الأحد الماضي، ذكرت مصادر إعلامية أن التدريبات استهدفت عمليا استعراض عضلات أمام النظام السوري حتى لا ينفذ تهديداته بالرد على أي قصف. وقد سئل الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي عن ذلك، فقال: "نحن لم نعتد على التعليق على مثل هذه الأنباء". وسئل عن علاقة التدريبات بهذه الأنباء فأجاب إن هذه التدريبات مقررة منذ زمن طويل ونفذت في الموعد المحدد بغض النظر عن أي نشر آخر.
وعرضت طائرة تجسس جديدة في هذه التدريبات، هي "هيرمس 900"، التي تعتبر أيضا مقاتلة. وهي طائرة من دون طيار، صغيرة الحجم وقادرة على الطيران لمسافة طويلة والتحليق لمدة أربعين ساعة متواصلة وبحمولة أربعمائة كيلوغرام. وقال الناطق العسكري إن آلات التصوير الحساسة في هذه الطائرة، تستطيع التقاط ومراقبة حتى الأجسام الصغيرة.
جدير بالذكر أن وزير الجيش الإسرائيلي، موشيه يعلون، الذي يشارك في معرض الطيران العالمي في باريس، وضع أمام سوريا ثلاثة خطوط حمراء، في حال تجاوزها ستتحرك إسرائيل ضدها. وهذه الخطوط هي: "أولا - السماح بنقل الأسلحة إلى تنظيمات إرهابية في سوريا نفسها أو في لبنان، ثانيا - تحريك أي نوع من الأسلحة الكيماوية من مكانها بأي شكل من الأشكال، وثالثا - خرق الهدوء القائم في هضبة الجولان". وقال يعلون إن من يتابع معرض الأسلحة في باريس يلاحظ بوضوح أن "إسرائيل دولة عظمى في القدرات العسكرية، أكبر بكثير من حجمها الطبيعي، ولذلك، على أعدائها أن يعرفوا أنها لم تكن ولن تكون هدفا سهلا لمآربهم العدوانية".