المطلوب شراكة وطنية لمكافحة الترمادول.

بقلم: مصطفى إبراهيم


حملة مكافحة التخابر نجحت بالتفاف الناس حولها ومساندتها وإيمانهم بضرورة القضاء على الظاهرة او الحد من تورط اخرين و لمواجهة ظاهرة المخدرات خاصة الترمادول، تكون بالتفاف الناس حولها والتعاون من اجل انجاحها للحد من تفشي الظاهرة واتساعها، ويجب ان لا تكون الحملة لمدة ثلاثة اسابيع، وبالمعالجة الشرطية بمداهمة الكافتريات والمقاهي على شاطئ البحر، وغيرها من الاماكن، وتفتيش الناس كبارا وصغارا، وإهانتهم والاعتداء على خصوصياتهم بتفتيشهم من دون أي سند قانوني، فلا تخسروا الناس بالإجراءات القمعية وغير القانونية.
فوزارة الداخلية في حكومة غزة عندما اطلقت حملة وطنية لمكافحة الترمادول و ستستمر ثلاثة أسابيع، قالت انها ستعتمد على توعية وتثقيف وقائية، تستهدف شرائح المجتمع الفلسطيني للتحذير من آفة وخطر ظاهرة الترمادول.
ظاهرة تعاطي المخدرات والإدمان على الترمادول خطيرة وتؤثر على المجتمع والصحة، و لها عواقب وخيمة تهدد الانسان الفلسطيني، و مدى التأثير السلبي الذي يتركه تعاطي المخدرات على جوانب حياة الانسان المختلفة سواء على النواحي النفسية والعقلية أو الاجتماعية و الصحية والاقتصادية أو الأمنية.
تعاطي المخدرات في قطاع غزة مخيف خاصة الترمادول، و بعض المصادر تقول ان نسبة المتعاطين تتراوح بين 25%، الى 40%، وهذا مؤشر خطير جدا، في ظل غياب المعلومات الحقيقة الصادرة عن الحكومة و عن حجم المتعاطين والنسبة الحقيقية للمخدرات وأنواعها، سواء الحبوب المخدرة او الحشيش والهيروين، خلال السنوات الماضية ولم تعد قاصرة على الحشيش بل امتد إلى العقاقير الخاضعة للرقابة مثل (الترمادول والزناكس وغيرها) وهي مواد خطيرة لا تصرف إلى بوصفات طبية.
لا يمكن التقليل من ظاهرة إدمان الترمادول وتعاطيه باعتباره وباء يستوجب وضع سياسات وقائية وعلاجية للسيطرة عليه، والتعامل معه على انه شكل ظاهرة ينتج عنها العديد من المشكلات، صحياً ونفسياً واقتصادياً أو أمنياَ.
وعليه يجب ان تكون هناك استراتيجية وطنية لمكافحة المخدرات لمواجهة ظاهرة المخدرات خاصة الترمادول، وليس حملة لمدة ثلاثة اسابيع، والبدء بالخطة يجب ان لا تغفل الاوضاع الاقتصادية الصعبة والفقر والبطالة وغياب الثقة بالحكومة وقدرتها على العلاج من دون الشراكة مع المجتمع ومؤسساته و فئاته المختلفة، كما لا تقتصر على المعالجة الامنية والشرطية البحتة، فتطوير وسائل مكافحة المخدرات هي الاساس، ووضع الخطط والبرامج العلاجية، وبرامج التأهيل وإعادة الاندماج، ووضع الخطط والبرامج الوقائية، وهذا يتطلب موازنات وإنشاء مراكز صحية ومختصين وخبراء.
لا شك أن الشرطة تلعب دورا مهما في مكافحة المخدرات، و الترمادول خطرا يدخل غالبية البيوت في قطاع غزة، وان هناك وعي وإدراك كبير لظاهرة الترمادول وخطورتها، وأصبحت الاسرة الفلسطينية تشارك الجهات الشرطية في مكافحة هذا الخطر، و بالرغم من هذه الخطوات إلاّ أنها قاصرة، خاصة فيما يتعلق بالعلاج و بمصادر تهريبها وانتشارها، ومنها الأنفاق فمراقبتها بشكل جيد و حقيقي مدخل مهم لتجفيف منابع دخولها.
كما ان الحاجة ما زالت ماسة وتحتاج إلى جهود كبيرة و مستمرة في رقابة حقيقية وجادة للأنفاق، وكبح جماح الفساد والضرب بيد من حديد على من يقوم بالتهريب والمتواطئين والتساهل مع من يخربون المجتمع، فنحن بحاجة الى جهود حقيقية في تحصين المجتمع من المخدرات، والابتعاد عن المعالجة الشرطية البحتة فهي ليست حلا وحيدا للقضاء على الظاهرة.

مصطفى ابراهيم
19/6/2013

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت