القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
اتهم سفير جنوب إفريقيا السابق في تل أبيب الدولة العبرية بإتباع سياسة مستنسخة عن نظام الأبرتهايد، كما رفض تكريم إسرائيل له، معتبرًا ذلك إهانة لكرامته واستقامته، على حد تعبيره.
وبحسب التقارير الصحافية فإن السفير السابق إسماعيل كوفاديا، الذي أنهى مهام عمله في كانون الثاني (يناير) المنصرم، وبعث برسالة موجهة إلى متضامنين مع الشعب الفلسطيني قال فيها إن إسرائيل تميز ضد الفلسطينيين بشكل يذكره بسياسة الفصل العنصري بين البيض والسود، التي كانت سائدة في بلاده حتى أواسط التسعينيات، على حد وصفه.
علاوة على ذلك، جاء في رسالته التي وجهها هذا الأسبوع، أنه وبعد أن اكتشف أنه تم غرس 18 شجرة على اسمه من قبل ما يسمى بـ(الكيرن كييميت)، أْيْ دائرة أراضي إسرائيل، الذراع الحكومية المسؤولة عن نهب أراضي العرب من طرفي ما يُسمى بالخط الأخضر في (غابة السفراء) قرب مدينة بئر السبع، في جنوب الدولة العبرية، أكد على أن ذلك حصل بدون علمه وبدون مصادقته، بالإضافة إلى ذلك، قال السفير كوفاديا إنه يرفض مثل هذا التكريم بسبب معارضته لسياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين، لافتًا في السياق ذاته إلى أن سياسة إسرائيل تذكره بما واجهه هو نفسه في جنوب أفريقيا في فترة الأبرتهايد.
وصرح كوفاديا في مقابلة مع صحيفة إفريقية أنه مع عودته إلى بلاده فتح مغلفًا كان قد تسلمه، وكان يأمل أن يكون رسالة تقدير لنشاطه، إلا أنه فوجئ بشهادة تشير إلى غرس الأشجار باسمه. واعتبر السفير السابق ذلك على أنه إهانة لكرامته واستقامته في أقل تقدير، مشيراً إلى أن الأرض التي أقيمت عليها الغابة تعود للفلسطينيين أساساً.
وأكد على أنه يرفض تكريم وزارة الخارجية له، وقال هذه أرض مسلوبة ومصادرة، وبسبب هذا العمل غير الإنساني ضد أناس عاديين فأنا أعيد هذه الشهادة إلى المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية مرفقة بطلب اقتلاع 18 شجرة غرست تكريما لي، على حد تعبيره.
وقال موقع (NANA)الإسرائيلي على الشبكة العنكبوتية، وهو الذي أورد الخبر، أن هذه ليست المرة الأولى التي تقع خلافات بين الدولة العبرية وجنوب أفريقيا، ونقل الموقع عن مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولها، إنه في السنة الماضية قررت حكومة جنوب أفريقيا وضع علامة مميزة على المنتجات التي يتم تصنيعها في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي أثار حفيظة صناع القرار في تل أبيب، كما قام نائب وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك، داني أيالون بتسمية جنوب أفريقيا بأنها دولة أبرتهايد، وأنها تقوم بانتهاج هذه السياسة ضد الدولة العبرية، على حد تعبيره.
ونقل الموقع عن الناطق الرسمي بلسان الخارجية الإسرائيلية تعقيبه على الخبر بالقول إن سفير جنوب أفريقيا، عندما كان يخدم في إسرائيل، لم يُطلق تصريحات حادة وقاسية ضد سياسة الدولة العبرية، لافتًا إلى أن السؤال حول تغيير مواقفه يجب أن يُوجه إليه، على حد تعبيره.
وكانت الإذاعة العبرية العامة كشفت في شهر حزيران (يونيو) من العام الماضي النقاب عن أن وزارة الخارجية الإسرائيلية ستقوم باستدعاء سفير جنوب أفريقيا لدى إسرائيل للاحتجاج على قرار جوهانسبرغ وضع علامة مميزه على منتجات المستوطنات.
يشار إلى أن وزير الصناعة والتجارة في جنوب أفريقيا روب ديفيس أصدر بيانا حذر فيه الشركات الجنوب افريقية من استيراد السلع التي يتم إنتاجها داخل المستوطنات المقامة بالأراضي الفلسطينية المحتلة على أنها سلع إسرائيلية. وأكد ديفيس أن جوهانسبرغ ستسمح فقط باستيراد السلع المكتوب عليها عبارة (صنع في إسرائيل) للسلع التي يتم إنتاجها داخل حدود دولة إسرائيل التي حددتها الأمم المتحدة عام 1948. ونقل عن وزير التجارة قوله إن المستهلكين في جنوب أفريقيا يجب ألا يتم تضليلهم بالاعتقاد أن المنتجات التي تنتج في الأراضي المحتلة هي منتجات إسرائيلية المنشأ.
ووفقًا لديفيس سيتحمل التجار مسؤولية وضع الملصق الصحيح. وقال إن أي تضليل سيكون انتهاكًا لميثاق حماية المستهلك.وتباع المنتجات المصنعة في المستوطنات الإسرائيلية في كثير من الأحيان في الخارج على أنها منتجات صنعت في إسرائيل، برغم أن الفلسطينيين يقولون إن الضفة الغربية محتلة بشكل غير قانوني ويجب أن تكون جزءا من دولتهم في المستقبل. وعلقت الخارجية الإسرائيلية على هذا القرار باعتباره قرارا عنصريا ومؤسفا جدًا.