غزة - وكالة قدس نت للأنباء
"السجن وضحلي الصورة" .. عبارة رددها النزيل في سجن غزة (م . ع) لكنها جاءت بعد فوات الأوان، فقد ضُبِطَ قبل عامين متلبساً وبحوزته كميات من الحبوب المخدرة ..
حكاية النزيل صاحب السبعة والعشرين ربيعاً – كما سردها تقرير نشره الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية بحكومة غزة- بدأت مع خوضه في مجال التجارة بجلبه المواد الغذائية عبر الأنفاق الممتدة أسفل الشريط الحدودي بين مصر وجنوب قطاع غزة، بعد تعرفه على أحد التجار في أحد أسواق غزة يجلب أصنافاً عدة من المواد الغذائية ..
واصل التجارة بأصناف "الشاي والبسكويت والبقوليات والشيبس..." فقط ، فقد كانت سعادته غامرة في تنامي مشروعه الاقتصادي الصغير ..
"لكن الطمع غلب القناعة" فقد مرت الأيام والأشهر متسارعة وزادت مكاسب التاجر الحالم بمستقبل واعد حتى جاء ذلك اليوم الذي لم يتوقع عواقبه وطريقه حالكة الظلام ... "لعب الشيطان في عقله" وأوعز إليه بعض أصدقاء السوء جلب بعض المهربات ضمن تجارته ولسان حالهم يحدث أذنيه (شو رأيك تهربلك كم حبة ترامال في البضاعة التي بتنقلها عبر الأنفاق) ؟ كما ذكر الموقع
فكر "النزيل" ملياً في الموضوع .. حتى خلص لفكرة لم يكن يعلم مأساويتها "كم حبة أترامال مش راح تنكشف بين بضاعتي الكثيرة" .. حتى وقع في المحظور ..
منذ ذلك الحين بدأ الأمر بـ"كم حبة (ترامال مدمر) وبعدها تكاثرت الحبات ليصبح مهرباً لعدة أشرطة من نفس نوع الحبوب المخدرة الخطيرة ... ليواصل مسيرة الطمع بالمال وهو يعلم "إنو ما بملي عين ابن آدم غير التراب".
واصلت حبوب "الترامال المدمر" تكاثرها داخل علب المواد الغذائية التي كان يهربها .. مرة تلو المرة وبضاعة تعقبها بضاعة .. ففكر هذه المرة أن يطوِّر تجارته "الممنوعة" .. فمَلَّ تجارة الترامال باعتبارها "غير مثمره" بالنسبة لــ"كمية قليلة من الكوكايين" تزيد "الطاق طاقين" من الربح "الحرام".
تعاقبت الأيام والأسابيع .. والتاجر الشاب يمضي جُلَّ وقته في تجارته فقد أنسته "مواده الغذائية القادمة عبر الأنفاق" أهله وبيته .. زوجه وأبنائه فـ"جلب المال كان بالنسبة إليه أفضل من الجلوس في البيت لتضييع الوقت" ... حتى جاء الوقت "إلي مش محسوب حسابه" .. كما يقول
خرج هذا التاجر صبيحة يوم ربيعي وَوَجَّه بوصَلته جنوباً نحو منطقة الأنفاق بمدينة رفح ليستلم شحنة جديدة من المواد الغذائية ... تم كل شئ على ما يرام فقد استلم بضاعته وأودعها سيارته وسار بها متجهاً شمالاً نحو أسواق غزة يقلِّب "رزمات الشواقل" بين أصابع يديه والأحلام الوديعة تملأ عينيه طوال مشواره حتى توقفت السيارة فجأة لتفتيش اعتيادي من قبل أفراد شرطة مكافحة المخدرات .. لم يملأ الخوف قلب "التاجر المغرور بذكائه الحاد" بعد, لكنه شعر به بعد ذلك فرجال المكافحة هذه المرة "كانوا بالمرصاد" وكأنه وتجارته هدفان لمراقبة "صقور المكافحة" منذ وقت بعد تحريات. حسب موقع الداخلية
ووقع المنتظر ... قلب عناصر الشرطة "كراتين الشيبس" علَّهم يجدون "تلك المواد المبعثرة" في أنحاء السيارة .. حتى تنبه أحدهم وفكر قليلاً وعقله يحدثه "ليش ما يكون مخبي المواد المخدرة في أكياس الشيبس فكان ما فكر فيه في مكانه .. أكياس الشيبس المغلَّفة "مملوءة" بكميات من الحبوب المخدرة وأشرطة الترامال". ليقع "تاجر المخدرات ذاك" في "فخ المكافحة" ويلبث في السجن بضع سنين ...