عساف .... و عرس الخيول العربية الأصيلة

بقلم: عبد الحليم أبوحجاج


توالت علينا إطلالة محمد عساف ، وفي كل مرة يدخل فيها بيوتنا ، يسكن قلوبنا ، وينشر علينا ورود الحب والوفاء ، ورياحين الشوق والحنين عابرة الحدود ، المارة فـوق أرض فلسطين ، المُعَبَّقة بروائح أزهار البرتقال ، والمفعمة بأنفاس الياسمين . يُطلُّ علينا ببسمات وجهه الوضَّاح الصبوح ، فيلطِّف أجواءنا الساخنة بنسمات صوته العذب الطروب . هذا هو عساف الذي خرج من سياج الحصار عبْر النفق المعتم إلى عالم السحر، يبلسم جراحات الأفـئدة ويداوي النفوس من أدرانها ، ويحملنا على الرحيل القصري من بوتقة الأحـزان ، ويأخذنا معه على بساط الريح ، تاركين وراءنا أوجاعنا وآلامنا .
عساف : " أيُّ سرٍ فيك ؟ إني لستُ أدري ! ... كل ما فيك من الأسرار يُغري " . فأنت الذي استطعت أن تجمع آراء الفرقاء ، وتؤلف بين قلوب الخصماء ، وتشفي نفوس قوم ضرب العطب أطنابها ، فأزال من الصدور أحقادها وضغائنها ، وأنسانا همومنا ومعاناتنا , بعد إذ غرقنا وغرقت بلادنا في أوحال الانقسام وحوارات الطرشان في مجالس المصالحة المزعومة التي يتصارع في حلبتها الكلمنجيون ، النافخون في الجمر لتأجيج النار التي تأكل كل شيء فينا وحوالينا . هذا هو عساف " العندليب الأسمر " ذو الصوت الشجي الطروب ، الذي لو أنه أسمع حجراً لمَسَّتْهُ سراء . وهو الذي انتشلنا من اغترابنا المكاني ومن غربتنا النفسبة ، واستدعانا إلى استيطان الوطن فينا . يزيل عنا بالغناء والموسيقا أكدار الأيام السود التي مازلنا نعيشها ونحن في أصقاع الأرض مبعثرون ، فلملم شعثنا ، وجمعنا على لحن الوفاء وصوت الخلود . واستطاع أن يرمم الأمل فينا ، ويرمم البيت الذي تكالبت عليه معاول الحزبية المقيتة واجتمعت عليه قوى الشر فهدَّمته . وأعاد هو وزملاؤه الفراسين العرب ؛ بناء صرح الوحدة العربية ، فأحيوا في نفوس الأمة - من المحيط إلى الخليج - أملاً طواه الزمان وركنه النسيان .
غداً الجمعة وبعد غد السبت ،هما فقط ما تبقى من أيام العرس العربي لزفة الخيول العربية الأصيلة ، فهنيئاً للفائز بلقب محبوب العرب . وإن كنت أتمنى الفوز لمحمد عساف لأن الشعوب لاتنسجم إلا مع فنونها ، ونحن الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين لاننسجم إلا مع الدلعونا والميجانا ، ولا يطربنا إلا عساف وآخرون بالأغاني التراثية (يا غزَيِّل ، ويا ظرف الطول ، وعلى دلعونا ) ، على نغمات الأرغول وآهات الشِّبابة . واستطاع عساف وزملاؤه الفرسان المشاركون في الأرب آيدول أن يرسلوا إلى حكومات الأنظمة العربية رسالة باللهجة المحلية حتى تكون مفهومة ، مفادها : لقد مللناكم أيها الحكام ومللنا حكمكم فينا ، وعُفنا نهجكم السياسي وصراعاتكم الحزبية ، وعُفنا المناظرات والفتاوى الدِّينية خدمة لأغراض فئوية حزبية . فدعونا نعش بشيء من الحرية ، دعونا نتنفس الهواء المفلتر من أيديولوجياتكم وعقائدكم الدنيوية التي جلبت علينا المصائب والخرائب .
انظروا أيها الحكام إلى عواصم بلادكم ، إلى سائر مدنكم وقراكم وأريافكم ، لقد فرضت عليكم mbc بالفن والطرب حظر التجوال مساء كل يوم جمعة ومساء كل يوم سبت ، من دون عسكر يجوبون الشوارع بأسلحتهم ، وبدون عربات مصفحة ودبابات تُطوِّق البيوت ، وبدون خوف أو رعب ، وإنما هي الراحة من معاناة المتحاربين ، وإجازة من النكد السياسي ، ونفوراً من جرعات الغم الكلامي الذي يتقاذفه المنقسمون على أنفسهم . وإنما هو حظر تجوال بالخاطر وبطيب نفس ، فترى الأسر العربية في داخل سياجات الوطن العربي – وفي خارج حدوده – تجتمع بكامل أفرادها ترى وتسمع وتبتهج وتنتشي بالحب والحنين وهي تصغي لصدح الكروانات وعندلة العنادل وتغريد البلابل ، بدلا من رؤية الدم المسفوح بأيدي الأعداء وبأيدي الأشقاء ، وبدلا من رؤية قتلانا وسماع أنات جرحانا وحسرات الأمهات على أسرانا في سجون الاحتلال الإسرائيلي وفي معتقلات الحكام العرب . إن الرسالة التي أرسلها أحد الأسرى من داخل المعتقل الإسرائيلي– فك الله قيده وقيد إخوانه جميعاً – للسيد راغب علامة ، لهي وسام شرف لبرنامج ( أرب آيدول ) ، وعنوان محبة كل الناس وتقديرهم للقائمين عليه والمنفذين له .
نعود إلى عساف ، هذا الشاب الواعد الذي استطاع أن يعتلي ملايين المنابر في العالم بدخوله البيوت عَبْر تلفازاتها في مشارق الأرض ومغاربها وهو يغني لفلسطين وباسم فلسطين ، وخاطب العالم الذي يُنكر علينا الحياة الإنسانية والحرية ، وإني أخاله يخاطب اليهود وغير اليهود ممن خدعتهم الدعاية الصهيونية فانخدعوا ، يقول لهم : نحن شعب عربي فلسطيني ، شعب متحضر ، متعلم ، مثقف ، ينشد السلام ويدعو إليه ، ويتطلع إلى إقامة دولته الفلسطينية المستقلة بالسيادة الكاملة مثل سائر البشر ، فلماذا تنكرون علينا حقنا في العودة إلى فلسطيننا المغتصبة ، لماذا تنكرون علينا كفاحنا ونضالنا من أجل تحقيق آمانينا وتطلعاتنا ، ألا تعلمون أيها اليهود المعتدلون أنني عندما أغني الأغاني الفلسطينية كما ورثتها عن أبي وأمي ، أكون إرهابياً ومعادياً للساميَّة في نظر الإسرائيليين الصهيونيين ، لأنهم يريدون طمس الحقائق التاريخية ، مع أننا أيضاً ساميُّون . وكأني أخال كثيرا من الأسر في العالم حين يرون ويسمعون عساف يتساءلون : هل الفلسطينيون حقاً آدميون ينشدون السلام والمحبة ، ويعشقون الفن والموسيقا ، ويعزفون على البيانو والأورج والجيتار ؟ . ألم تصورهم لنا الصهيونية أنهم حيوانات برية متوحشة ، وأنهم جماعات إرهابية متشردة لايحسنون شيئاً سوى القتل وسفك الدماء . هذا هو الدور الحقيقي لسفير فلسطن الذي نجح فيه باقتدار السفير الفني محمد عساف في الأرب آيدول ، وقد أخفق كثير كثير كثير من سفراء فلسطين وقناصلهم في داخل الوطن العربي وفي بلاد الله الواسعة .
ومع هذا خرجت علينا فتوى لأحد المشايخ في غزة : " التصويت لعساف حرام شرعاً " وهو من باب خالف تُعرف . فلماذا مشايخ غزة فقط هم الذين يحملون دفاتر المخالفات المرورية مادامت المركبة تسير على الطريق ويُحَيِّي المصطفون على الجانبين راكبها ، أفلا يوجد من بين المشاهدين والمستمعين مشايخ أعلم منه في العلوم الشرعية . أليست دُور الإفتاء تعج بالمفتين في العالم العربي ، فأين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ، وفضيلة الشيخ العالم مفتي مصر ؟ فهل أفتيا بتحريم التصويت لابن مصر(أحمد جمال) . هل أفتى مشايخ ومفتو لبنان وسوريا والعراق والسعودية والمغرب وفلسطين بما أفتى به ذلك الشيخ الغُزي . أم أن هذا الشيخ الذي أفتى من غـزة هـو أعـلم من كل عـلماء الدين الإسلامي – السنة والشيعة في العالـم العربي ؟. فإنه إن قال ذلك فقد جهِل . والحقيقة المُرَّة التي يجـب عـلى مشايخ غـزة وأخص المفتين منهـم أن لايحق لأحد منهم بالإفتاء في أي أمر يخص الشريعة الإسلامية إلا بالرجوع إلى مفتي القدس والديار الفلسطينية وهو واحد فقط فقط فقط هو( فضيلة الشيخ محمد حسين الآن ، وكان من قبله فـضيلة الشيـخ عكرمة صبري ) ولفلسطين بكامل جغـرافيتها دار واحـدة
للإفتاء موجودة بمدينة القدس الشريف ، فلا نخرج عن ذلك ببعزقة الفتاوى هنا وهناك نتيجة الانقسام السياسي والمناكفات الحزبية المقيتة ، إذ ليس المفتي أيها السادة متحدث رسمي باسم الدِّين السياسي ، فَيَكْثر المفتون ويتعددون ويتواجدون في كل مدينة كما هو الحال في الأحزاب السياسية حيث يَكْثر المتحدثون الرسميون في الأحزاب السياسية . كلا ! بل بجب ان تكون لدار الإفتاء ضوابط صارمة ومقدسة يلتزم بها الجميع ويحترمها ، حتى تكون للفتوى قيمة دينية ودنيوية .
وإني أسأل الشيخ الذي أفتى بتحريم التصويت لعساف : أين كنت في السنوات الماضية ألم تسمع وترَ برنامج الأرب آيدول والسوبر ستار وغيرهما من البرامج الأقل اهتماما والأدنى هبوطاً ونجاحاً ؟. فلماذا لم تعترض عليها بالتحريم رغم مشاركة عمار حسن وهو أحد الفلسطينيين فيها الذي قاب قـوسين أو أدنى له من الفوز بالسوبر ستار ، فحاز على المرتبة الثانية ، كما حصل الشاب الفلسطيني مراد السويطي على المرتبة الثالثة في نفس البرنامج في سنة تالية ؟ . ثم لماذا لم يكن تحريمك أيها المفتي للبرنامج منذ بدايته في هذا العام ، أم أن دعم الرئيس عباس ، ورسالته للفلسطينيين في داخل الوطن وخارجه بالتصويت لعساف حرَّك الأحقاد ، وهيَّجت المناكفات الحزبية التي كانت السبب – بلا شك – في إثارة وتنشيط عقل المشرِّع الغُزي ضد عساف ، ذلك لأن الرئيس عباس آزره ، فغنى للكوفية ، ولم يغنِ للطاقية . نحن نحترم رأي السيد فوزي برهوم القيادي في حماس ، الذي كان اعتراضه على الترجمة الحرفية لاسم (أراب آيدول ) التي تفسرها القواميس بمعبود العرب ، مع أن في كل اللغات الحية أبواب لغوية في فقه اللغة يندرج تحتها الحديث عن المترادف والمشترك والدخيل . لهذا فيمكن الأخذ بترجمتها التي يتـداولها القائمـون عـلى البرنامج وبخاصة أعضاء لجنة التحكيم ، ولا ضير . ولقد ظهر في السبعينات فيلم باسمه العربي ( معبودة الجماهير ) للسيدة شادية وعبد الحليم حافظ ، ولم يعترض الأزهر ولادار الإفتاء المصرية . والحقيقة أن السيد برهوم لم يتعرض لعساف بسوء ولم يعترض على مشاركته في هذا البرنامج ، لأن السيد برهوم رجل معتدل في آرائه التي تمس جانياً من حياة الإنسان الفلسطيني ، وهو يعلم أيضاً أن المغنون في عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، وفي عهود صحابته – رضي الله تعالى عنهم – كانوا يطوفون القبائل ويأتـون مكة ويغنون ، وكانت طبيعة الغناء من شعر الشعراء ، وكان بعض الشعر المُغـنَّىَ غزلاً ، لم يحرمه منهم أحد ما لم يكن يدعو إلى الفُحـش أو إلى اقـتراف الرذائل وارتكاب الكبائر . بعكس ذلك المفتي الذي لا يريد لهذا الشعب إلا لوناً واحداً من الغناء هو ما يشبه الأذكار في حلقات الدروشة . لقد تغيَّرت أحوالنا وعاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية والثقافية والفنية ، وأصاب هذا التغيُّر طقوس أعيادنا وأعراسنا وفي سائر مناسباتنا ، فهجرنا الدبكة الشعبية على أنغام الأرغول والشبابة ، وهجرنا ليالي النساء في أعراسهن ، ونسينا بمحض إرادتنا السامر ذي الليالي السبع ، فتحوَّلت كلها إلى الأدنى ، فساءت حياتنا حين تركنا تراثنا الحضاري والفكري والتراث الفلكلوري الفني لنهب الناهبين . فـنرى ممثلات هـوليود يرتدين الثوب الفلسطيني الفلاحي ويحسبنه ثوباً إسرائيلياً . ولم نره الآن في قطاع غزة إلا على أمهاتنا وعجائزنا اللواتي يخرجن من بيوتهن في المناسبات . أما عن القمباز فحدِّث ولا حرج ، ذلك أنـه لا يُـرى في قـطاع غـزة عـلى الإطلاق ، فـقـد استبـدل به الرجال الجـلباب الـفضفـاض

المستـورد من بـلاد الجـزيرة العـربية ذات البيئة شديـدة الحـرارة . والشيء الذي يواسينا أن لنا جزءاً من شعبنا في الضفة الغـربية في فلسطين التاريخية المغتصبة (عرب الداخل الفلسطيني 48) ينوبون عـنا في كل شيء ، وإن نفوسنا لتبتهج حين تكتحل عيوننا بمرأى أعراسهم وأفراحهم وأسمارهم وذكرياتهم عن الأرض وتَـذَكُّـرهم لأغاني مواسم الحرث وبذر البذور والحصاد والبيادر ومواسم قطف البرتقال والزيتون . فنحن وأولادنا الذين لم يروا فلسطين التاريخية ولم يعيشوا في مدنهم وقراهم ، هم في أمس الحاجة إلى هذا الغذاء التاريخي بعد أن رحل عنهم الأجداد الذين كانوا يقصون القصص الوطنية والحواديث التراثية لحفدتهم ، فبرحيل الأوائل يبقى الأمل في أحفادهم أن ينصروا القضية وينتصروا لها . تُرى ، أليس فوز عساف فوزاً لفلسطين وانتصاراً للفلسطينيين ، فدعـوه في مجاله كما الـفـدائي والكاتب والشاعـر والرسام والموسيقي ، فكلٌّ في حومة الوغى يقاتل ، وإنَّ ما يفعله عساف لهوَ ضرب من النضال الوطني لإثبات وترسيخ الهوية الفلسطينية حين يخرج للعالم وهو يغني باسم فلسطين ويغني لفلسطين ، الذي يعدل آلاف المظاهرات ، إنْ لم تخرج لمواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاً لوجه .
وبعد ، فلا تستكثروا على هذا الشعب فرحته وابتسامته التي يسرقها من فم الزمن المتغول ، فدعوه ليستطيب ساعة ، لأنه حين يفيق تتلاشى الفرحة وتذوب البسمة ، وتحل محلهما الأحزان والكآبة وأوجاع القهر التي لاتُعد ولا تُحصى ، وهـو غـارق في بحـر ظلم ذوي القربى والظلمات . فإني أذكركم بما قاله الزير سالم بعد مقتل أخيه كليب حين أقبل على النساء ، فنهاهن َّ عن البكاء قائلا : " استبقين للبكاء عيوناً تبكي إلى آخر الأبد " . ونحن – رجالا ونساء– نستبقي للبُكَاءات القادمة عيوناً تبكي وقلوباً تنفطر إلى آخر الدهر . فكفى أيها المفتون ولا تزيدوا من معاناتنا ، ومهما أفتيتم فإنكم لن تقنعونا أنكم وعائلاتكم لاتجلسون مثلنا أمام تلفاز mbc تتفرجون على الأرب آيدول كسائر الأسر الفلسطبنبة .
وإني لست أدري لماذا مشايخ غزة من دون سائرعلماء المسلمين يدَّعُـون أنهم وحدهم يحملون مفاتيح الجنة والنار ، وأختام صكوك الغفران التي يمنحونها لمن يشاءون ، فيُحِلُّون ويُحَرِّمون ، لايشاركهم في ذلك شيخ سني أوعالم شيعي . لقد طفح الكيل بنا ، وطافت استغاثاتنا صائحين تارة ، وصارخين تارات طيلة إل 65 سنة الماضية من عُمر النكبة : واعروبتاه ، فلم يستجب أحد . واإسلاماه ، فلا حياة لمن تنادي . فدعونا نجرب وندعـو عـلى الإنقسام ومن تسبب فيه ، ومن نفَّذه ومن استطاب له العيش في ظلاله ، ومن ترك غزة هارباً منها ، وندعو على الذين ضيَّعونا وأذلونا ، ونستجير بغيرهم ونقول لهم جميعاً : وافنَّاه ... واطرباه ... واعسافاه . فهيا يا أهل غزة ، وهيا يا أهل فلسطين كل فلسطين في كل مكان هيا معي نصوت لمحمد عساف على الرقم 3 ، أو كما ترون أيهم تُفَضِّلون ، ولا تجعلكم الفتاوى الباهتة التي لاطعم لها ولا لون ولا رائحة – تجعلكم تُحجمون عن التصويت لعساف . فمَن يُحيي التراث الفلسطيني في غزة وهو رميم ؟ . فسواء صوتنا لعساف أو لم نصوِّت فالبرنامج ماضٍ إلى نهايته . فعندما نمتنع عن التصويت لعساف ، فإننا نهدي الفوز لمشترك آخر قد يكون عساف أفضل منه فنياً وأجمل منه أداء وأعذب منه غناء ، فهو كذلك في نظرنا وفي نظر إخواننا العرب ، وهذا ما نُعَوِّل عليه ، لأننا ندرك حجمنا السكاني قياساً بمصر الكبيرة العدد ، العظيمة المكانة ، العزيزة على قلوبنا . ***

للكاتب الصحفي/عبدالحليم أبوحجَّاج

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت