القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
كانت تجلس على "جنبية" – وهو الاسم التقليدي لما يفترشه الفلسطيني أرضا-، وتتناول فطورها المتواضع من اللبنة العربية المزكاة بالزيت المقدسي الطاهر، وحبات من "الرصيع" والخبز، حيتنا عند دخولنا البيت الواقع في حارة السعدية في البلدة القديمة، وبالتحديد في عقبة الشيخ ريحان – حوش الكركة- ، وإظهار هذه التسميات مهم جدا-، البيت وهو عبارة عن غرفة صغيرة بجانبها مطبخ، او ما يشبه المطبخ .
هذه المرأة تسكن مدينة الخليل، وهي أم لأسير فلسطيني، خرجت من بيتها في الصباح الباكر من مدينة الخليل، وبعد ساعات وصلت الى بيت بنت اختها "ام مصعب" ، التي تسكن البيت الذي ذكرنا، وأم مصعب أرملة لها ابن وحيد في الصف الثامن، تسكن هذا البيت مع ابنها ووالدها العجوز.
استقبلت " ام مصعب" خالتها من الخليل بحفاوة، وقدمت لها الفطور، لكن أتعرفون ما هو سبب هذه الزيارة من الخليل الى القدس؟!
لقد جاءت الخالة مهنئة ابنة اختها بـ"العفش" الجديد،-الذي قدمته "مؤسسة القدس للتنمية" عبر مشروعها الرائد " تأثيث البيوت المقدسية" ،والذي تموله جميعة ميراثنا التركية-، فجلبت معها هدية متواضعة وهي شراشف غطاء للكنبة /السرير الجديد، او كما يسميه المقدسيون "سجلون".
وكم كانت فرحة الجميع وهم يستشعرون الفرحة والطمأنينة ، على وجه "ام مصعب"، وهي ترقب تأثيث بيتها وتستلم ( غسالة، غاز/فرن، مروحة/مدفئة، خزانة، و2 سجلون) ، لكنها طلبت طلبا واحدا فقط ، حبذا لو وفرتم لمصعب حاسوب او تلفاز؟!
لا تعجبوا.. فكثيرا من أطفال القدس.. أمهات القدس .. وأسر القدس ، من تفترش الأرض، ويأكلها حر الصيف .. ويأذيها برد الشتاء.
لا تتعجبوا .. فكثيرا من بيوت القدس وعائلتها بلا خزائن لملابسهم ولا "براد" لحليب أطفالهم ، ولا مقعد يُجلسون عليه ضيفهم.
لا تتعجبوا : والله الستار. أعلم بحال أهل القدس .
مشروع تأثيث منازل أسر مقدسية: تعريف وأهداف :
يقول خالد زبارقة – مدير "مؤسسة القدس للتنمية"-:" لا يخفى على أحد حجم المعاناة التي يتعرض لها أهل القدس ، فمن المعروف أن أهم الوسائل التي يمارسها الإحتلال على أهل القدس لإجبارهم على الخروج من أراضيهم وترك منازلهم هو "العامل الاقتصادي" ، من خلال فرض الضرائب العالية ، مع حرمانهم من الكثير من الخدمات ، ومن المعروف أيضا أن نسبة البطالة في القدس عالية ونسبة الفقر تعدت 50% .
أمام هذه الحالة الصعبة لسكان القدس أصبحت كثير من العائلات غير قادرة على تلبية متطلبات الحياة فكثير من بيوت القدس متهالكة وبحاجة لصيانة وترميم وكثير أيضا من العائلات في القدس لا تسطيع توفير مستلزمات هذه المنازل من أدوات كهربائية وأثاث وأن معظم منازل القدس تحتوي على أثاث متهالك لا يصلح للإستخدام، ولذلك جاء هذا المشروع لسد هذه الحاجة قدر الإمكان ".
أما عن أهمية المشروع ومبرراته فيقول:" المكانة العظيمة التي تتمتع بها القدس عند كل مسلم، الحملة المستمرة لتفريغ أهلها منها، ما للسكنى فيها من فضل واجر، وضرب للمخططات الاحتلال الهادفة لإخلائها من أهلها، الحالة الصعبة التي وصل إليها قطاع السكن في القدس عموما والبلدة القديمة خصوصا".
وعن أهداف المشروع فيحدث المحامي زبارقة:" إشعار المقدسي أنه ليس معزولا عن محيطه العربي والإسلامي مما يعزز من ثباته وتحمله للصعاب، تثبيت المقدسي في منزله ودعمه في مواجهة الاستيطان ومحاولات الاستيلاء على المنازل وخاصة في البلدة القديمة، جعل بيئة السكن قابلة للعيش وتوفير ما يلزم من حياة كريمة مما يسهم في تعزيز صمود قاطني البيوت القديمة وتخفيف المعاناة عنهم،تنشيط السوق التجاري في القدس وتحريكه من خلال شراء كافة الاثاث والمواد الكهربائية منه".
يذكر ان طاقم"مؤسسة القدس للتنمية" وشركة متعهدة قاموا قبل اسابيع بتوزيع أدوات منزلية وأثاث منزلي ضمن تنفيذ "مشروع تأثيث منازل مقدسية" لخمسين بيتاً في القدس المحتلة أغلبها في البلدة القديمة ، بتمويل جمعية ميراثنا التركية وبتكلفة 50 ألف يورو( 250 الف شيقل )، ختمت بجولة تفقدية للمشروع من طاقم أدارة "مؤسسة القدس للتنمية " يتقدمه رئيسها السيد أحمد جبارين.
تقرير: محمود ابو عطا-"مؤسسة القدس للتنمية"
تصوير: جهاد زغير --"مؤسسة القدس للتنمية"
لمشاهدة الفيديو "اضغط هنا".. تأثيث البيوت المقدسية 2013