" من لا يشكر الناس لا يشكر الله " هذا ما علمنا إياه نبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تماما كما قال لنا " أنزلوا الناس منازلهم " . لذلك شعرت أنه من الواجب علي كمسلم أتبع سنة حبيبي محمد وفلسطيني يناضل من اجل حرية بلده أن أكتب تدوينتي هذه , وأضعها بين أيديكم ليزداد شرفكم بالجنود المجهولين الذين يواصلون الليل بالنهار عملا دؤوبا دون كلل ولا ملل ليدافعوا عن حريتنا وكرامتنا ووجودنا , وقد عنونت لها بعنوان " مجاهدو كتائب القسام ,, هكذا وجدتهم "
وأنا هنا لا أدعي أني قد ارتقيت الى درجة تؤهلني للانتماء الى صفوف هؤلاء الجنود مع شرفي العظيم بذلك كي أحكم على أدائهم , بل أنني أسجل رأيي وأسطر مشاعري تجاههم كفلسطيني عاش المواقف النضالية الشجاعة والمهمة التي صنعها هؤلاء الأبطال بعطائهم وإرادتهم ودمائهم وبفضل الله أولا – كما يرددون دائما - .
بداية دعونا نتعرف ونتذكر من هم جنود كتائب القسام ؟
ببساطة هم رجال وشباب ملئ الايمان بالله قلوبهم , وغمر حب الوطن صدورهم , فحملوا البنادق وسكنوا الخنادق واشتروا بكل إصرار خشونة العيش من أجل كرامتهم وكرامة أمتهم , هم في النهار عاملون وطلاب , فمنهم الطالب ومنهم الطبيب ومنهم المهندس ومنهم الشيخ والداعية والعالم والباحث والصحفي , ومنهم العامل والمهني , منهم الأب ومنهم الأعزب وابن الشهيد وأخو الأسير . عاملون كل في مكانه يرفعون اقتصاد البلد وإعلامه , ويحفظون أمنه وأمانه , كل ذلك جنبا الى جنب مع باقي أبناء شعبهم يدا بيد يبنون الوطن ويحفظون وجوده , فإذا سرت في النهار في شوارع غزة لن تميز بينهم وبين غيرهم من شباب المجتمع الفلسطيني ورجاله .
أما في الليل ! بينما يخلد الجميع الى فراشه , في أحضان أسرته ليرتاح من عناء تعبه أثناء العمل في النهار , يأبى هؤلاء الرجال الركون الى الراحة والدعة بينما يعربد الاحتلال الغاشم على أرض فلسطين الحبيبة , فرغم التعب والسعي في الحياة طوال اليوم كما أمرهم الله تعالى , الا أنهم يواصلون العمل في الليل وهذه المرة عملا ليس من اجل الرزق , بل من أجل الله أولا ثم حماية لوطنهم وعملا على تحريره , يتركون نساءهم وأبناءهم وأموالهم وفراشهم وبيوتهم ويمتشقون سلاحهم ويرتدون بزتهم العسكرية واضعين اللثام على وجوههم زيادة في الإخلاص لربهم وحذرا من أعين الإحتلال التي تتربص بهم . وينتشرون في كل مكان على هذه الأرض المباركة التي عشقوا ثراها ورووه بدمائهم الزكية وعرقهم المعطر, يرابطون على ثغورهم كالأم التي تشعر بالخطر على أبنائها فتسهر على حمايتهم وهم يرقدون في نوم هانئ , يقضون ساعات الليل بين رباط وإعداد لمواجهات مع الإحتلال يقولون انها لن تنتهي حتى يزول هذا العدو عن أرضنا , ثم آخر الليل يعودون ليس ليرتاحوا من التعب الذي سيطر على أجسامهم !! لكن إلى حياتهم الإجتماعية مع باقي أبناء شعبهم في نهار جديد , وهكذا تسير حياتهم دون أن يكلوا أو ان تلين عزائمهم .
وبعد أن تعرفنا عن قليل من شخصية هؤلاء المجاهدين , تعالوا بنا نتعرف على بعض صفاتهم التي أهلتهم لقيادة العمل المقاوم على أرض فلسطين ولحفظ جذوة الجهاد مشتعلة ضد أعتى قوة في الشرق الأوسط وخامس أكبر قوة عالميا والمدعومة من أقوى دول العالم .
إذا أردت أن أصف ابناء كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس سأتحدث بلغة الفلسطيني الذي يعشق وطنه ويقدر كل جهد بذله أبناء هذا الوطن لتحريره وحفظه لأقول :
" جنود كتائب القسام هكذا وجدتهم " ,
وجدت رجالا أتقياء انقياء زهاد عباد يحبون الله ويخلصون العمل من أجل رضوانه , فهم لا يبتغون أجرا دنيويا مقابل جهادهم وإعدادهم وتدريبهم الذي يصل حد الموت أحيانا , ولا مناصب تعطيهم سلطة زائفة فشرف المقاومة عندهم أكبر من أي سلطة . لكنهم يرجون رضى الله عنهم ونيل رضوانه , فهذا شيخهم وشيخ كل فلسطين الشهيد أحمد ياسين يعلن الهدف من جهاده وجهاد أبنائه بكل قوة ويقول : " أملي ان يرضى الله عني " .
وجدت أشخاصا متعلمون وفقهاء يحملون أعلى الشهادات , يحبون العلم ويؤمنون بأهميته في جعل الإنسان قادرا على العيش على هذه الأرض , وكلما زاد علمهم زاد تواضعم وخفض جناحهم لأبناء شعبهم والإستعداد لحمايته والسهر على راحته ,,
وجدت رجالا في زمن عز فيه الرجال وكثر فيه أشباه الرجال , يسمون أنفسهم أنهم أحفاد أبو عبيدة وخالد بن الوليد , إرادتهم قوية وعزائمهم لا تلين , صنعوا من أبسط الإمكانات صواريخ ضربت "تل أبيب" , وعبوات كسرت هيبة الميركافا أمام العالم , أسود عندما يقولون فإنهم يفعلون , وإذا فعلوا تحولت بيوت الصهاينة ومستوطناتهم الى بكاء وعويل وندم على إحتلال أرض فلسطين , الله غايتهم والرسول قدوتهم والقرآن دستورهم والجهاد سبيلهم والموت في سبيل الله أسمى أمانيهم ,,
وجدت آباء رحماء وأبناء بارين وأخوة تميزوا بالوفاء , فما أن يستشهد أحدهم ويظهر أنه كان جنديا في كتائب القسام حتى تتضح مناقب سيرته العطرة وأخلاقه العالية وسلوكه الجميل وسمته الطيب , فتكاد تسمع من كل أم شهيد منهم عبارة : "كان أحسن أخوته " - ولعلي في مقال آخر أبين اذكر لكم بعض السير الحسنة والمشرفة لثلة من هؤلاء الشهداء الذين تميزوا بإخلاصهم ووفائهم - .
وجدت قادة قساميين نافسوا جنودهم على نيل الشهادة , صنعوا جيشا قويا وحققوا انتصارات عظيمة , وأدخلوا الفرحة لبيت كل فلسطيني في كثير من المواقف التي سطرها التاريخ كصفقة وفاء الأحرار وعملية الوهم المتبدد وحرب الأنفاق التي كانت سببا في خروج اليهود هاربين مهزومين من قطاع غزة وقصف "تل أبيب" وتفجير الباصات والمطاعم والملاهي الصهيونية وحدث كما شئت عن كثير من هذه المواقف الرائعة , ولعلنا نذكر هنا بعضا من هؤلاء القادة الذين يفتخر الشعب الفلسطيني بهم أمثال الشهداء العظام : يحيى عياش ومحمود الهنود وصلاح شحادة وعدنان الغول وأحمد الجعبري ونضال حسان ومحيي الدين الشريف وعبد الله القواسمي والشهيد نصر جرار قائد معركة جنين ....
وأخيرا في مقالتي وليس في صفاتهم فإني وجدت أناسا تملئ الإنسانية قلوبهم , ويغمر الرقي والحضارة شخصيتهم , وتطغى الأخلاق الحسنة على سلوكهم , فهم لا يوجهون سلاحهم إلا الى صدور عدوهم , ألسنتهم ذاكرة وعبادتهم خالصة وعقولهم بالحكمة زاخرة , فضلوا العمل مع الله على أي عمل آخر , وآثروا مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية ,,,
كل هذا يجعلني أقول لجنود ومجاهدي كتائب القسام : أنا أحبكم وأفخر بكم وأدعوا لكم وأسأل الله أن ينصركم ويثبت أقدامكم ويصوب رأيكم وأن يسدد على طريق الحق خطاكم أيها الرجال . يا من رفعتم رؤوسنا وحفظتم كرامتنا وجعلتم العدو يهابنا ويعمل ألف حساب لنا بعد فضل الله تعالى , فبارك الله فيكم .
بقلم : محمد جهاد القطراوي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت