رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
احتفلت جمعية الروزنا لتطوير التراث المعماري في بلدة بيرزيت شمالي مدينة رام الله، مساء الأربعاء، بإطلاق فعاليات أسبوع التراث السادس في بيرزيت 2012، تحت رعاية وزارة السياحة والآثار وبالتعاون مع وزارة الثقافة.
وانطلقت الفعاليات بالعرس الفلسطيني التقليدي والمشاركة في زفة أربع أزواج ممن عقدوا قرانهم حديثاً، في السوق الرئيسي حتى المسرح الرئيسي بإشراف مركز بيرزيت للمسنين وبالتعاون مع مؤسسة صمود للتراث الشعبي الفلسطيني.
وشارك في حفل الافتتاح وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة ووزير الثقافة أنور أبو عيشة ومحافظ محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام ورئيس بلدية بيرزيت حسيب كيلة وممثل الاتحاد الأوروبي لدى السلطة الوطنية الفلسطينية جون غاتي-روتر ورئيس جمعية الروزنا رائد سعادة والعديد من ممثلي الدول الأجنبية والعربية المشاركة والضيوف من محافطين ورؤساء بلديات وممثلين عن المؤسسات الشريكة والراعية.
ونقلت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام تحيات رئيس دولة محمود عباس، مشيدة بدور هذا الأسبوع في الحفاظ على التراث الفلسطيني، مؤكدة على أنه يشكل إحياءاً لصمود شعبنا الفلسطيني وسعيه المتواصل لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وطالبت غنام المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل حريته، مشيدة بفعالية أسبوع التراث الذي يحمل رسالة حضارية للعالم أجمع ويؤكد تمسك شعبنا بموروثه الثقافي والتراثي العريق.
بدورها، عبرت وزيرة السياحة والآثار رلى معايعة عن سعادتها بالمشاركة في افتتاح أسبوع التراث، مؤكدة على أهمية العمل على الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي في فلسطين وترويجه عالمياً بالتناغم مع احتياجات المجتمع المحلي الأمر الذي من شأنه أن يعمل على رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للوطن.
ولفتت إلى أن أسبوع التراث في بيرزيت بات يلعب دوراً مهماً في تعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية والتراثية بين المواطنين الفلسطينيين، إلى جانب إبراز الهوية الوطنية الفلسطينية الأصيلة.
وكشفت معايعة عن استعدادات الوزارة حالياً لتنظيم مؤتمر السياحة الأول في فلسطين خلال الأيام القادمة، مشيرة إلى دعم ورعاية وزارة السياحة لكافة الفعاليات الفنية والثقافية والمهرجانات التي تسهم في تنشيط السياحية الداخلية والخارجية.
وأشارت أن وزارة السياحة والآثار تشيد بالمهرجانات والأنشطة والمبادرات الهامة في خلق سياحة بديلة مستدامة ترتبط بالجوانب الثقافية والحضارية للإنسان وتعتبر جسر للتواصل بين الثقافات والمعارف الإنسانية للأمم والشعوب، موجهة شكرها للقائمين على المهرجان جمعية الروزنا وبلدية بيرزيت وكافة الشركاء والداعمين.
من جانبه، رحب رئيس بلدية بيرزيت حسيب كيلة بالضيوف، مؤكداً أن أسبوع التراث في بلدة بيرزيت أصبح تقليداً سنوياً تقوم عليه جمعية الروزنا ويهدف إلى الحفاظ على الإرث الحضاري ودعم التنمية الريفية، شاكراً جميع المؤسسات الرسمية والدولية والشركات التي ساهمت وقدمت الدعم لإنجاح هذا الأسبوع.
وقال كيلة: "نشكر جمعية الروزنا وجميع القائمين على أسبوع التراث والمؤسسات الراعية، لأنهم جميعاً يساهمون في تنشيط السياحة داخل البلدة القديمة في بيرزيت ويعملون على المحافظة على ارثنا الحضاري والتاريخي في هذه البلدة".
من جهته، أشاد ممثل الاتحاد الأوروبي بأسبوع التراث والقائمين عليه، لافتاً إلى أنه يخلق بيئة من التبادل الثقافي بين الدول ويعمل على تنمية الريف الفلسطيني، إلى جانب تشجيعه لمشاركة الشباب والنساء في الانخراط والتطوع في الفعاليات.
من جانبها، قالت مديرة المهرجان ربى ناصر أن أسبوع التراث في بلدة بيرزيت في دورته السادسة، يتميز هذا العام بتنظيم مسابقة "زهرة الريف" في عامها الأول بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية وبدعم من منتدى شارك الشبابي/مجلس محلي شبابي بيرزيت، حيث تتضمن المسابقة مرافقة العائلات في الريف لثوب بلدتها التراثي التقليدي تلبسه إحدى فتيات الأسر من عمر 12 – 15 سنة لتزفه النسوة بأغاني شعبية وليكون التحكيم على أساس مدى معرفة الصبية للثوب التقليدي الذي تلبسه ومدى معرفتها بالأغاني والأمثال والحزازير الشعبية.
وأشارت إلى أن الجمعية قامت باستحداث شخصية "عمتي توتة" الكرتونية والتي تمثل إحدى سيدات بيرزيت واللواتي يرتدين الثوب لإبراز دور المرأة في حفظ التراث ونقله من جيل لآخر، ولتكون الشخصية المركزية لبث رسائل أسبوع التراث المختلفة من خلالها.
وأوضحت أن جمعية الروزنا ارتأت أن يكون محور أسبوع التراث هذا العام هو العمل التطوعي، حيث شارك في الإعداد للأسبوع مجموعة من الشباب المتطوعين من الجامعات والمجالس الشبابية والأندية والذين يمتلكون شخصيات قيادية وحضور متميز، إلى جانب ترسيخ مفهوم التعاون والشراكة بين عدد من المؤسسات مثل بلدية بيرزيت ووزارة السياحة والآثار ووزارة الثقافة وبلدية الناصرة وعدد من الجمعيات والنوادي الشبابية والنسوية ومؤسسات المجتمع المحلي من شمال الجليل حتى جنوب فلسطين خاصة في الريف الفلسطيني.
وقامت المحافظ غنام والوزيرة معايعة ومدير جمعية الروزنا رائد سعادة بتكريم المؤسسات الشريكة والراعية للأسبوع.
وتخلل اليوم الأول عروض دبكة شعبية وفلكلور فلسطيني لفرقة صمود للتراث الشعبي الفلسطيني وفرقة بنات بيتلو للدبكة الشعبية، الى جانب عرض "مشاهد ملونة" لمدرسة سيرك فلسطين وعرض "بيت بوكسنغ".
وشهد نادي السينما عروضاً لأفلام فلسطينية قصيرة بالتعاون مع مؤسسة شاشات ودائرة الإعلام في جامعة بيرزيت، إلى جانب عرض فيلم "نعمل كندا فخورة" بالتعاون مع الممثلية الكندية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية.
ويتواصل أسبوع التراث السادس في بيرزيت حتى الثلاثين من شهر حزيران الجاري ويتضمن فعاليات اقتصادية وثقافية واجتماعية، تقام في البلدة القديمة. ويشمل المعرض "حوش الحرفيين" والذي يعرض حرف الخزف والزجاج والرسم بالرمل والنسيج، و"حوش المطرزات" لأعمال التطريز والإكسسوارات وغيرها، كما يوفر مساحة للدول الحريصة على التبادل الثقافي مع المجتمع المحلي الفلسطيني من خلال "الحوش الدولي".
وينظم الأسبوع بدعم رئيسي من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب بنك فلسطين وشركة الوطنية موبايل والشركة الفلسطينية للمحركات وشركة المشروبات الوطنية وشركة "بي سي اي" للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة فلسطين لتمويل الرهن العقاري وجمعية بيرزيت في المهجر وبرعاية تكنولوجية من شركة كول نت وبرعاية اعلامية من تلفزيون فلسطين وشبكة أجيال الإذاعية وموقع بانيت وصحيفة بانوراما.
وتسعى الجمعية من خلال إحياء أسبوع التراث للسنة السادسة على التوالي، إلى الحفاظ على الرصيد الحضاري والإسهام في دفع عجلة التنمية الريفية وتوفير مصادر مدرّة للدخل وفرص منعشة للعمل لأهالي المنطقة، إلى جانب التركيز على دور المرأة الفلسطينية في بناء المجتمع وتنميته.