مصر لا تموت ............. ومصر إرادة المستقبل

بقلم: علي ابوحبله


ما يجري في مصر اليوم تصحيح مسار لثورات الربيع العربي هذه الثورات ضلت طريقها عن مسار التصحيح السياسي والاقتصادي وافتقدت لاستراتجيه تقود عالمنا العربي للتحرر من التبعية الامريكيه الصهيونية وإنهاء اتفاقات مجحفة فرضت عليها جبرا ، المصريون جميعهم منتفضون لتصحيح مسار ثورة الخامس والعشرين من يناير التي اختطفت وجيرت لصالح المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يهدف لتثبيت وجود الكيان الإسرائيلي الغاصب للحق العربي والفلسطيني الذي ما زال يحتل الأرض الفلسطينية والعربية ، إن هدف المشروع الأمريكي الصهيوني من استحواذه على ثورات الربيع العربي خلق نظام عربي بوجه جديد وغلاف مستجد يكون بمقدوره الحفاظ على امن إسرائيل وقبولها عضوا في المنظومة العربية من خلال التطبيع معها وبناء علاقات اقتصاديه وتطوير الاتفاقات المعقودة معها ، لقد تكشفت حقائق المشروع الأمريكي الصهيوني بما تعرضت له ثلاث دول عربيه تعد ركيزة الأمن القومي العربي وتعد من أهم دعائم القوه العربية في المنطقة ، اسقط العراق في حرب عام 2002 بعد احتلاله من قبل القوات الامريكيه بدعم وغطاء من النظام العربي ، ضمن مخططهم أن تموت مصر لتنشغل بمشاغلها الداخلية عبر الفوضى التي تعم مصر اليوم بعد أن تم سرقة ثورتها ضمن محاولات فرض نظام من قبل أمريكا يكون بمقدوره تحقيق امن إسرائيل ، أما سوريا كانت عصية على المؤامرة التي استهدفتها بعد أن عجزوا على إسقاطها ومحاولات استجرار التدخل الأجنبي كما حصل في ليبيا ، هم يحاولون تدمير ألامه العربية بأدوات عربيه ضمن مخطط إشعال الحرب الاهليه بفتن داخليه ، إن مخطط الفتنه المذهبية الشيعية السنية وتأجيج الصراع المذهبي في عالمنا العربي من خلال فتاوى الجهاد وغيرها مما تستبيح حرمات دماء المسلمين وتحلل القتل المخالف لنصوص الشرائع السماوية فيها مخالفات صريحة للنصوص ألقرانيه هو بهدف استمرارية تنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف إشعال نيران الفتنه في عالمنا العربي الإسلامي ، الخطاب التحريضي في مصر الذي أدى لمقتل الشيخ حسن شحاذه ومعه رفاقه الاربعه ، وما ارتكبه الشيخ احمد الأسير بحق الجيش اللبناني ودعواه لمحاربة ألشيعه في لبنان جميعها كانت نتائج اجتماعات الدوحة وتركيا وباريس ولندن وهي نتاج ما أسفر عنه مؤتمر هرتزيرليا الثالث عشر في توصياته لإحداث الفتنه الشيعية السنية وترك العرب يقتتلون بعضهم بعضا بما يحقق امن إسرائيل ومبتغاها ، إن ما تتعرض له ليبيا من فوضى السلاح ومن فتنه تعصف بالمجتمع الليبي وما تتعرض له تونس ومخاطر ما يحدق بالأردن والعديد من دول المنطقة هو بفعل مشروع تصفوي للقضية الفلسطينية عبر فرض أنظمة حكم يكون بمقدورها تمرير أهداف وغايات المشروع الصهيوني الذي يهدف لإسقاط حق العودة وتوطين اللاجئين الفلسطينيين مع استمرار ديمومة الاحتلال الإسرائيلي لما تبقى من ارض فلسطين وتمكينهم من تهويد القدس وإقامة الهيكل الثالث ، إن فتاوى الجهاد في سوريا هو حرف للأنظار عن ما تقوم به إسرائيل من أعمال وممارسات بحق الشعب الفلسطيني المحتل وهو حرف للأنظار عن الاستيلاء على الأراضي والتوسع الاستيطاني في فلسطين ورفض لكل محاولات العودة للمفاوضات من قبل إسرائيل التي ترفض تحقيق السلام المستند للمرجعية الدولية وللقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ، مصر التي راهن العرب على ثورتها في الخامس والعشرين من يناير قد خطفت وجردت من مضمونها ، ثورة مصر هدفها إحداث تغيير جذري في السياسة المصرية الداخلية والخارجية وان ما جرى في مصر تغيير حاكم بحاكم دون أن يتبعه تغيير في السياسات والمواقف وبناء التحالفات ، لم يغير نجاح الإخوان المسلمين في مصر ما تمناه المصريون ولم يحسن من أوضاعهم ألاقتصاديه والمعيشية ولن يحرر مصر من قيود واتفاقات كامب ديفيد ولم تتحرر مصر من التبعية الامريكيه ، لقد ثبت للمصريين الذين ثاروا على حكم مبارك أن النظام المستجد لمصر يقود مصر لان تموت لكن بحقيقة الأمر أن مصر لا تموت لأنها إرادة المستقبل ، وان شباب وشابات مصر هم أحياء يرفضون الخضوع والاستذلال وان ثورتهم كانت لأجل كرامة مصر ولأجل حرية شعب مصر وان شبان وشابات مصر يرفضون سياسة الحكم في مصر التي تسير في مصر لهاوية السقوط والفوضى وتقود فعلا للاستسلام للمشاريع الامريكيه الصهيونية والخنوع والخضوع للاملاءات والشروط المذلة والمهينة للشعب المصري ، حين يخضع البنك الدولي مصر لشروط مهينه تستهدف المصريين في لقمة عيشهم بالقرض الذي تقدمت الحكومة المصرية للحصول عليه من البنك الدولي يعني أن مصر تسير على نهج وخط مبارك باستمرار إغراقها بديون ترتهن من خلالها بسياستها للاملاءات الامريكيه وحين يفرض الصغار من العرب شروطهم على مصر يعني أن مصر تجردت من هيبتها وقوتها ، حين يفتقد النظام في مصر للبرنامج السياسي والاقتصادي الذي من اجله كانت ثورة 25 يناير يجد المصريون أنفسهم قد وصلوا لطريق الضياع وحين تتخذ القرارات من أعلى سلطه في مصر وفق أجندات حزبيه تعني أن مصر قد تجردت من عروبتها وتخلت عن مصالحها وخضعت للهيمنة الحزبية في اتخاذ القرار وفق مشيئة مسيري النظام في مصر ، وحين يتعرض الأمن القومي المصري للخطر بفعل السياسة الطوبائيه فان المصريين لن يكون بمقدورهم الصمت والسكوت ، من اجل هذا المصريون اليوم يرفضون سياسات الإملاء والخضوع للمشيئة الامريكيه ويرفضون المشروع الأمريكي الصهيوني المرسوم للمنطقة وهم يخرجون بملايين الملايين في الثلاثين من هذا الشهر لأجل أن تبقى مصر شامخة بكبريائها محافظة على كرامتها وعزتها لان مصر لا تموت وستبقى مصر إرادة المستقبل في رسم الطريق لاستعادة الثقة بالنفس التي شعارها استقلالية القرار المصري وحرية الشعب المصري بتحرره من سياسة التبعية لأمريكا وإسرائيل ومن التحرر من اتفاقات كامب ديفيد التي كبلت أيدي مصر وأبعدتها عن محيطها القومي العربي سينتصر المصريون لإرادتهم ويعيدوا لثورة 25 يناير ثوريتها في الثورة على من اختطف مبادئها ومشروعها التحرري النهضوي ، وستنتصر ألامه العربية على ما يخطط لها ويفشلون المشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت