ماذا أعددنا من أجل إستقبال شهر رمضان؟

بقلم: هاني زهير مصبح


ماذا أعددنا من أجل استقبال شهر رمضان خير الشهور شهر الخير والإحسان شهر الطاعات والعبادات شهر التراحم والمودة والتسامح والمحبة هل أعددت نفسك جيدا أخي الكريم لتكون من المجتهدين ولكل مجتهد نصيب ونسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يكون نصيبي ونصيبك الفوز في هذا الشهر المبارك بمغفرة من الله ورحمة وعتق من النار ولكن يجب علينا أن نعمل جاهدين فالمسلم أخو المسلم يحب له الخير ويسامحه علي زلاته وأخطائه ففي هذا العام سوف نستقبل خير الشهور الشهر الذي أنزل فيه القرآن والشهر الذي فيه ليلة خير من ألف شهر ومازال الأخوة الأشقاء الفلسطينيين يفرقهم الانقسام وتشتتهم الخلافات علي أشياء لو جمعت هي وما بهذا الكون فإنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة.
الشعب الفلسطيني شعب مسلم ويوحد الله ويصلي ويجاهد وفية من الخير الكثير الكثير ولكن لا نعلم لماذا مازلنا نحن فرقاء تشتتنا سياسة الغرباء والكل له مطامع يريد تحقيقها علي مصالح ديننا وعقيدتنا وعلي مصالح ثورتنا ونضالنا فهم هدفهم واحد مهما كانت تلك الدول سواء أعجمية أو أمريكية فالكل يريد تحقيق مصالحهم فمنهم من يريد الحفاظ علي رباطه جأشه ويقول للعالم بأن تهديداتكم لنا لن تجدي نفعا لأن لنا أدرع كثيرة نبطش بها متي نشاء وهي ممتدة في غزة وجنوب لبنان وسوريا وغيرها وهم أشد كفرا من الصليبيين فهم شيعة خطرا علي الأمة الإسلامية والآخرين يريدون تحقيق مصالحهم بحماية كيان صهيوني غاشم وجد في منطقتنا العربية لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وفرض هيمنتهم والتحكم بمصير أمة إسلامية بكاملها وسلب ونهب ثروات الشعوب العربية وإقامة دولة يهودية كل هذا يحدث بدراسة متقنة منذ قديم العصور وأنظر جيدا وأعلم جيدا أخي المسلم بأن تلك الدول لن تعطيك شيئا دون أن يأخذون المقابل
أخي الكريم هل حان الوقت لنقف ونفكر جيدا ونسأل أنفسنا سؤال وهو إلي متي سنبقي هكذا فرقاء يمزقنا الانقسام ويشتتنا والثمن الذي ندفعه باهض جدا والمستفيد الوحيد هو المحتل الإسرائيلي والخاسر الوحيد هم الفلسطينيون وحدهم ،لماذا نذهب هنا وهناك ونبحث عن من يحقق لنا المصالحة فنحن لسنا بحاجة لعقد اللقاءات خارج فلسطين ولكن من أجل الحلول علينا أن نلتزم جميعا ونفكر جيدا ونقدم كل ما نستطيع من أجل فلسطين لأن فلسطين تستحق منا ذلك وتستحق الكثير الكثير علينا أن نضع الماضي خلف ظهورنا من سنوات الهلاك وعلينا أن نتفق علي ما هو جدير بذلك وهو ما يحقق مصلحتنا الوطنية وأن نرتب بيتنا الفلسطيني علي أسس ودعائم من يرفضها يكون خائن ومن يعمل لأجلها يكون حقا إنسان فلسطيني هكذا يجب أن نكون يجب أن نعيد هيكلة وجدولة كل شيء بدءا بأنفسنا بأن تكون بداخلنا رغبة جامحة لتحقيق المصالحة الفلسطينية وزرع بدور المحبة والتسامح وعفي الله عما سلف وترتيب المجالس المحلية للبلديات والانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية والشعب هو الذي يجب أن يقول كلمته وعليكم جميعا أيها الفرقاء أن تحتكموا إلي صندوق الانتخابات والله وعزة جلالة قدرة بأن ما نفعله حرام فلا يجوز لمسلم أن يهجر أخاه المسلم أكثر من ثلاث ليال فكيف ونحن نهجر بعضنا البعض منذ سبعة سنوات ؟
انقسام مزقنا وأنهك قوانا وأضعفنا وحصار ظالم لم يبقي وصف مشين إلا ودقنا طعم مرارته بهذا الحصار الإسرائيلي المخالف لكل القيم والمعايير والمواثيق الدولية ولكن لأننا منقسمون لا أحد يكترث لأمرنا وحروب إسرائيلية دمرتنا في غزة وقتلت الحجر والبشر والشجر والناس تموت مرضا وجوعا وآلاف الناس لا تجد عملا أو مأوي أو ما تقتات به ويأتي رمضان تلو رمضان وكثير منا وكأنه حفل ينتظره في كل عام يعتقد أنه بالامتناع عن الطعام والشراب قد حقق فريضة الصوم ولكن اعلم جيدا أخي المسلم أخي الصائم إن الصوم به عبر كثيرة يجب عليك أن تشعر بها وتستفيد منها فهل شعرت بالجوع والعطش عند امتناعك عن الطعام والشراب طوعا من أجل تحقيق فريضة الصوم ؟ تلك هي أيام معدودات تصومها وتعود من جديد تباشر حياتك وتأكل متي تشاء ولكن هل شعرت بما يشعر به الفقراء والمساكين والأيتام من جوع وألم وحرمان بسبب ذلك الفقر علي مدار العام وما أكثرهم في فلسطين وفي غزة بالذات بسبب الحصار والحرب الاسرائيلية أناس تصوم في رمضان وغير رمضان ويفطرون علي أسوء طعام وقد لا يجدونه وكثير منا ينعم بخيرات كثيرة ولا يساعد أخية المسلم " كان الله في عون العبد مادام العبد في عون أخية المسلم " أخي المسلم المتزوج هل شعرت كيف تتغير حياتك عند صومك وامتناعك عن الجماع فكثير من شبابنا المتزوجين لا يصبرون علي ذلك وقد لا يطيقونه ولكن هل فكرتم في إخوانكم الشباب اللذين لا يستطيعون الزواج بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها في غزة جراء الحروب الاسرائيلية المتكررة التي دمرت كل شيء وبسبب غلاء المهور الفاحش والمنتشر في زماننا هذا وبسبب تشدد كثير من الأسر ومتطلباتهم الكثيرة فالرحمة يا أولياء الأمور مطلوبة واتقوا الله في شبابنا وإن أقلهن مهورا أكثرهن بركة فأجعلوا بناتكم بهن كثير من البركة الصوم به فوائد كثيرة من شأنها صلة الأرحام وزيارة المرضي ومساعدة الفقراء والمحتاجين فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضة بعضا والصوم رياضة للروح قبل البدن وتمرين للقلب ليتجدد به الإيمان والصوم تهديب للنفس الأمارة بالسوء والابتعاد عن المعاصي وبالصوم صحة " صوموا تصحوا " فيه وقاية لكثير من الأمراض ولذلك علينا أن نعد جيدا لشهر رمضان ونسأل الله العلي القدير أن يبلغنا رمضان وأن نكون من الفائزين بمغفرة من الله ورحمة وأن يعتق رقابنا من النار اللهم آمين
بقلم الكاتب / هاني زهير مصبح

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت