من تداعيات الأزمة السورية انعكاسها على اللاجئين الفلسطينيين في سورية ، حيث تأثر اللاجىء الفلسطيني بنفس الحجم والشكل الذي تأثر به المواطن السوري ، ومن هذه الآثار نزوح اللاجئين الفلسطينيين في سورية إلى الدول المجاورة ، الأردن ، لبنان ، تركيا ، إضافة إلى مصر وليبيا ، وإلى العديد من الدول الأوربية ،وقد عانى اللاجئون الفلسطينيون أكثر مما عاناه الإخوة السوريون ، بسبب أنّ الفلسطيني يحمل وثيقة سفر سورية ، وحملة هذه الوثيقة يعانون من سوء معاملة الجهات الرسمية العربية لهم ، سواء في الدخول أو الإقامة أو العمل ، طالبين منهم جوازات سفر فلسطينية ، ولكي يتخلص اللاجىء الفلسطيني حامل الوثيقة السورية يلجأ إلى السفارة الفلسطينية في الدولة التي نزح إليها ، فيواجه بمعاملة أسوأ ، السفارة الفلسطينية في لبنان تقول لهم ممنوع أن نعطيكم جوازات سفر السلطة ، بل لا يسمح لهم بدخول السفارة لمقابلة المسؤولين فيها ، لماذا لأنه لاجىء فلسطيني نازح من مخيمات سورية ، في بعض مناطق ليبيا يصادرون الوثائق السورية من اللاجئين الفلسطينيين النازحين إلى ليبيا ، وفي الأردن أيضاً تتنصل السفارة الفلسطينية من مسؤوليتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين حملة الوثائق السورية ، كذلك في مصر لا تتجاوب السفارة معهم ، و السفارة الفلسطينية في سورية ترفض تجديد جواز السلطة إذا كان حامله من اللاجئين الفلسطينيين في سورية ، وكأن اللاجئين الفلسطينيين ليسوا من عداد الشعب العربي الفلسطيني ، وكأنّ السفارات الفلسطينية هي سفارات السلطة الوطنية الفلسطينية وليست سفارات منظمة التحرير الفلسطينية .
والسؤال الذي يطرح نفسه على اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عامة ، وعلى دائرة اللاجئين في اللجنة التنفيذية ، من المسؤول عن اللاجئين الفلسطينيين في الشتات ، أليست اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية هي المسؤولة عن كل الشعب العربي الفلسطيني ، وذلك انطلاقاً من كون منظمة التحرير الفلسطينية هي الوطن المعنوي والكيان السياسي لكل أبناء الشعب العربي الفلسطيني ، وأنّ كل فلسطيني هو عضو في منظمة التحرير حسب المادة الرابعة من النظام الأساسي لمنظمة التحرير ، وأنّ منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني ، فلماذا تتنصل السفارات الفلسطينية من مسؤوليتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين حاملي وثائق السفر السورية ، ولماذا لا تقوم هذه السفارات برعاية مصالحهم في الدول التي ينتقلون إليها ، والمطلوب من اللجنة التنفيذية عبر دائرة اللاجئين فيها الاهتمام الجاد باللاجئين الفلسطينيين حملة الوثائق السورية في أي دولة تواجدوا فيها ولأي سبب كان ، وإلا من حقنا أن نطرح هذا السؤال على اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعلى كافة قيادات الفصائل الفلسطينية ، هل فعلاً أنّ منظمة التحرير الفلسطينية تمثل كل الشعب العربي الفلسطيني ، أم أنّ التمثيل الفلسطيني لا يشمل الفلسطينيين حملة الوثائق السورية .
ربما لا يجد البعض ممن في موقع المسؤولية في كلامنا هذا إلا مجرد كلام ، لماذا لأنه لا يستطيع مواجهة حاملي وثائق السفر السورية النازحين خارج سورية بسبب عدم قدرته على الجواب ، او لإيمانه بأن الجواب الذي لديه غير مقنع ولا ينسجم مع كون المنظمة هي الممثل الشرعي للشعب العربي الفلسطيني ومسؤولة عن رعاية مصالحه في كل مكان ، فما العمل إذاً ووكيل وزارة الداخلية في حكومة رام الله السيد حسن علوي كان قد صرح في 8/1/2013لجريدة الغد الأردنية بما يلي : بأنه سيتم خلال شهرين إصدار قانون الجنسية الفلسطيني وإعداد الأنظمة والتعليمات والقوانين الجديدة التي تحدد لمن يعطى جواز السفر الفلسطيني، حيث يشكل عدد الفلسطينيين المهجرين والمشتتين والممنوعين من دخول فلسطين المحتلة، بفعل الاحتلال، ضعفي عددهم في الداخل . إذاً حسب هذا الكلام فإنّ فلسطيني سورية مشمولين بمنحهم جواز السفر الفلسطيني .
كما أكد وكيل وزارة الداخلية على ما يلي : بأنه يحق لكل فلسطيني أينما تواجد الحصول على جواز السفر الفلسطيني بشكله الجديد، إذ يستطيع كل من يتقدم لطلبه وتنطبق عليه الشروط الواردة في القوانين والأنظمة والتعليمات ذات العلاقة نيله، ولكن "سيؤخذ بالاعتبار منع الدول العربية ازدواجية الجنسية والأوضاع المختلفة للفلسطينيين في بعض الدول". ومن هنا نسأل السفارات الفلسطينية وبشكل خاص في كل من سورية ولبنان والأردن ومصر وليبيا لماذا كل هذا الأصرار على عدم منح فلسطيني سورية جواز السفر الفلسطيني .
وتابع وكيل وزارة الداخلية يقول : سيتم إعداد نظام خاص بالرقم الوطني لكل فلسطيني حيثما تواجد وذلك بهدف استخدامه في التعريف بجنسيته ولتضمينه في وثائق التعريف الرسمية ولأغراض الإحصاء الوطني".
ويمهد ذلك، عند الانتهاء منه، "لاطلاق جواز السفر ليصار إلى استخدامه في الوقت المناسب، ليشمل كل فلسطيني داخل فلسطين وفي الشتات، مع الحفاظ على جميع حقوق الفلسطينيين في الدول المقيمين بها، وبدون الاخلال بالحقوق والمكتسبات الدولية التي حققتها منظمة التحرير، كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني . بعد كل هذا الكلام نسأل السفارات الفلسطينية في انعكاسات الأزمة السورية على اللاجئين الفلسطينيين في سورية ، لماذا هم محرومون من جواز السفر الفلسطيني ؟
وعن مهمة القيادة الفلسطينية يقول وكيل وزارة الداخلية : القيادة الفلسطينية تستهدف التسهيل على المواطن الفلسطيني وتقديم خدمة إليه وليس إعاقته وخلق المشاكل له . ولكن ما تفعله السفارات الفلسطينية هو زيادة المعاناة للاجئين الفلسطينيين النازحين إلى خارج سورية .
المطلوب الآن أن تسارع السفارات الفلسطينية لتقديم العون والمساعدة لللاجئين الفلسطينيين في سورية في كافة الدول التي نزحوا إليها واعتبارهم جزءاً من الشعب العربي الفلسطيني الذي تمثله منظمة التحرير الفلسطينية ، وباعتبار أنّ السفارات الفلسطينية هي سفارات منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين .
حمص في 1/7/2013 صلاح صبحية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت