صور.. "ترنح" حكم الإخوان في مصر يلقي بظلاله على قطاع غزة سياسيا واقتصاديا

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
يبدوا ان الوضع المصري الذي يشهد احتجاجات شعبية واسعة تطالب برحيل الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين د. محمد مرسي من سدة الحكم باجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، يلقي بظلاله على قطاع غزة الملتصق تماماً مع الأراضي المصرية.

ويتضح من خلال الفترة الماضية منذ تولي الرئيس مرسي رئاسة جمهورية مصر العربية ازدياد ارتباط القطاع بمصر ، سياسياً واقتصادياً، حيث عكفت حركة حماس المعروفة بارتباطها بجماعة الإخوان لتعزيز العلاقات بين القاهرة وغزة ، وقد أفرزت الأزمة المصرية أزمات اقتصادية بالقطاع كان أبرزها أزمة الوقود ومواد البناء .

ويتفق محللين سياسيين فلسطينيين بانه إذا ما انتهى حكم الإخوان داخل مصر ، سيكون لذلك تداعيات على حكم حماس بغزة وتراجع المشروع الإسلامي وانحصاره.

ويري المحلل السياسي أكرم عطا الله في حديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء "، ان "ترنح" حكم الإخوان المسلمين في مصر سيكون له تأثير على حكم حركة حماس بغزة ، ويرجع بالحديث للوراء قائلاً " عندما نجح الرئيس محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية المصرية احتفلت حركة حماس بغزة بهذا الفوز ، وهذا نموذج يعبر عن ارتباط المشروع الإسلامي بالمنطقة بشكل عام ."

ويضيف "اي تراجع في حكم الإخوان المسلمين بمصر ، سيؤدي بتراجع سياسي لكل الحركات التي ارتبطت بنفس المشروع ، وانحصار المشروع السياسي للحركات الإسلامية وقطاع غزة سيكون جزء من هذا الانحصار" .

وحول الخطوات التي يمكن ان تنتهجها حركة حماس في المرحلة المقبلة نظراً للتغيير الجاري في مصر ، قال ان" حماس يمكن ان تدفع بإتجاه تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الذي تتحمله مع حركة فتح ، وسيكون للأخيرة الكلمة الأقوى في هذا الملف بسبب ضعف حركة حماس السياسي ارتباطا بما يحدث داخل مصر" .

لكن عطا الله ، لم يخفي بان هناك محاولات واضحة لإقحام الفلسطينيين فيما يجري داخل مصر ، قائلاً " الحالة الفلسطينية تعلمت من التجارب الماضية واستفادة من الدروس ، لكن تداعيات ما يجري في مصر بالتأكيد سيكون له تأثير كبير على الوضع الفلسطيني .

اقتصادياً رأي عطا الله ، ان الاحتلال الإسرائيلي نجح بالفعل بربط اقتصاد قطاع غزة بالاقتصاد المصري ، والتأثير بات واضحاً على القطاع من خلال أزمة السولار التي يعيشها ونقص بالمواد الأساسية والإسمنت ، بعد الإجراءات الأمنية المصرية وإغلاق جزء كبير من الأنفاق المنتشرة اسفل الحدودي المصرية الفلسطينية.

من ناحيته يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر مخيمر ابو سعده ، ان الأزمة المصرية انعكست سلباً على قطاع غزة ، على مستويين، بسبب اعتماد شأن القطاع على مصر بإدخال الوقود ومواد البناء والسلع الأخرى ، والمستوى الثاني هي حالة الاحتقان داخل مصر بين تيارات المعارضة الليبرالية التي وجهت إلى حركة حماس في الفترة الماضية اتهامات بإحداث فوضي في سيناء باعتبارها جزء من حركة الإخوان المسلمين ، وانعكس ذلك على المواطن الفلسطيني الذي بات يشعر بأنه جزء من الخلاف الداخلي المصري .

ويقول ابو سعده في حديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء "، ان "حماس استفادة من حكم الإخوان المسلمين بمصر وأقامت جسور من العلاقات القوية والتعاون والتنسيق الكبير، وإذ ما انتهت الأزمة المصرية في إنهاء حكم الإخوان بالطبع سيكون له تأثير كبير على سياسة حماس بشكل عام".

ويضيف " استبعد بأن تؤدي هذه الأزمة لإنهاء حكم الرئيس مرسي وخروج الإخوان من الحكم لإدراكهم بأن خروجهم سيؤدي لتراجع المشروع الإسلامي بالمنطقة بشكل عام ، واعتقد ان هناك مازال وقت للاتفاق السياسي بين التيارات المصرية المتنازعة" .

ويبين انه اذا ما تنحي مرسي وهذا مستبعد ، فإن ذلك سيؤثر على قدرة حماس بالحكم بقطاع غزة ، وسيكون هناك ارتدادات وتداعيات على الحالة الفلسطينية ، لكن لن يكون اى حصار مصري على القطاع مشابه لما حدث في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك ".

ويبقي المشهد لكي يتضح بانتظار التطورات المتلاحقة التي تشهدها الساحة المصرية ، بعد إعلان الجيش خلال بيانه مساء اليوم الاثنين بإمهال جميع الإطراف المتنازعة فرصة 48 ساعة لكي تتحقق مطالب الشعب المصري وإلا سيتدخل بخطة لإنقاذ البلاد .

وقررت السلطات المصرية يوم الأحد، إغلاق كافة الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة بشكل كامل، على أن تعيد فتحها من جديد فور هدوء الأوضاع داخل مصر.

وقال "أبو خالد" وهو أحد ملاك الأنفاق الحدودية،لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، :" أبلغنا بشكل رسمي اليوم من العاملين لدينا بالأنفاق من الجانب المصري، بإغلاق كافة الأنفاق الحدودية ومنع نقل البضائع والأفراد عبرها".

وأوضح أبو خالد، أن:" قوات من الجيش المصري تراقب بكثافة كبيرة المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، وهناك انتشار مكثف لقوات الأمن المصري على طول تلك المنطقة .

وقال:" نسبة تنقل البضائع عبر الأنفاق وصلت للصفر، ولا يدخل أو يخرج منها أي شي حتى اللحظة"، محذراً من استمرار القوات المصرية بإغلاق الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة، مما ينذر بكارثة إنسانية مقتربة، خاصة في ظل نقص الوقود بمشتقاته في القطاع منذ أسبوع .

وتفاقمت أزمة الوقود في قطاع غزة خلال الأيام الماضية، وأصبح رصيد المحطات، وبكل أنواع الوقود "غاز طهي وبنزين وسولار" صفر، الأمر الذي أثقل من كاهل الغزيين وزاد من معاناتهم وهدد بتوقف حياتهم اليومية.

وكثفت وزرة الداخلية في حكومة غزة التي تقودها حركة حماس من نشر عناصرها الأمنية على الحدود الفلسطينية المصرية ، بالتزامن مع انتشار مكثف لقوات الأمن المصري على الجانب الآخر.

وقال العقيد طارق أبو هاشم قائد المنطقة الجنوبية بغزة فى تصريح له إن "هذه الخطوة تأتي لعدم الزج بالقطاع في الشأن المصري الداخلي ، إضافة إلى ضمان عدم استغلال الأوضاع الأمنية على الحدود المصرية من بعض المهربين" .

وأضاف العقيد أبو هشام "يأتي هذا الانتشار لضمان أمن وسلامة الحدود وتفويت الفرصة على المتربصين بأبناء الشعب الفلسطيني". حسب قوله.

وفيما يلي تقرير مصور لانتشار قوات الامن الوطني التابعة لحكومة غزة على الحدود المصرية الفلسطينية.

عدسة/عبد الرحيم الخطيب