جولات كيري المكوكية ووهم الاختراق للمواقف الاسرائيليه

بقلم: علي ابوحبله


جون كيري اختتم جولته الاخيره ضمن مهمة مكوكيه لم تنجح في التوصل لاستئناف محادثات السلام الاسرائيليه الفلسطينية ، ضمن محاولات امريكيه لتسجيل اختراق في الملف الفلسطيني الإسرائيلي على ضوء الإخفاقات التي واجهت السياسة الامريكيه بقضية الصراع على سوريا بخسران المعارضة السورية المدعومة أمريكيا وعربيا ومن الغرب في معركة القصير ، إضافة إلى ما تعانيه المنطقة العربية والاقليميه من اضطراب آخرها ثورة الشعب المصري للإطاحة بحكم الإخوان المسلمين وثورة الشعب التركي ضد حكومة اردغان، تحركات جماهيريه لإسقاط ما توهمت أمريكا أنها حققته عبر مشروعها للشرق الأوسط الجديد عبر تعريفها لنظم إسلاميه تصفها بدول ونظام الإسلام المعتدل ، تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن مهمته المكوكية تغطية للفشل الذي مني به حيث أعلن عن انه أحرز تقدم حقيقي في جولته المكوكية الاخيره ، معتقدا انه ببذل مزيد من الجهد يصبح في متناول يدنا بدء مفاوضات الوضع النهائي ، حيث يدعي وزير الخارجية الامريكيه انه قد تحقق له من جولاته المكوكية ما يسعى لتحقيقه من تضييق شقة الخلافات الواسعة بين الفلسطينيين والاسرائليين ، وأعلن انه سيعود للمنطقة لاستكمال ما يدعيه إمكانية العودة للمفاوضات ، جولات كيري المكوكية لم تنجح بإقناع الاسرائليين للتوقف عن البناء الاستيطاني والتوصل لاتفاق يؤدي لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس ، إذ بحسب تصريحات مسئولين اسرائليين أن محاولات كيري قد فشلت في الوصول لاتفاق يضيق من شقة الخلافات والعودة للمفاوضات ، بحسب تصريح وزير الدفاع المدني الإسرائيلي جلعاد أردان وهو عضو في مجلس الوزراء الأمني وفي حديثه لراديو جيش الاحتلال الإسرائيلي ( كانت هناك محاوله من ( كيري ) للعودة للمفاوضات لكن يؤسفنا أنها فشلت ) لكن بوجهة نظر الوزير أن هناك مجال ما زال متاحا لمزيد من العمل بحيث يمكن التوصل لصيغه تؤدي للعودة إلى المفاوضات ، وفي تصريح لرئيس المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات أن المحادثات من خلال جولات كيري حققت بعض التقدم لكن لم يحدث اختراق في جولات الوزير كيري لإنقاذ عملية السلام واستئناف المفاوضات ، مضيفا أن هناك مزيد من الاجتماعات مع ممثلين أمريكيين لمتابعة بحث بعض القضايا التي طرحت خلال خامس جولة للوزير الأمريكي للمنطقة منذ توليه لمنصب وزير الخارجية في الاداره الامريكيه ، هناك معضلة لدى الإسرائيليين بالعديد من القضايا التي تعيق التوصل لتفاهمات من اجل العودة إلى طاولة المفاوضات تتعلق في موضوع الأسرى الفلسطينيين إضافة لسياسة الاستمرار في البناء الاستيطاني وقضايا الوضع النهائي ، وفي خطوة أمام الإصرار الإسرائيلي على البناء الاستيطاني ترافقت مع جولة كيري الخامسة تم الإعلان من قبل لجنة التخطيط والبناء المحلي عن بناء 930 وحده استيطانيه في مستوطنة هار حوما ألمقامه على أراضي جبل ابوغنيم جنوب القدس وهذا الإعلان شكل ضربه موجعه لمهمة كيري ، إن إعلان كيري عن تحقيق اختراق في موضوع العودة لطاولة المفاوضات يعد وهم في ظل ما عبر عنه تشيلوا روزنبرغ وهو محلل ومؤرخ إسرائيلي حيث كتب تحليلا في صحيفة هارتس قال فيه أن حل الدولتين بعيد وان إقامة كونفدراليه أردنيه فلسطينيه رؤيا مخادعه وتطرق المقال إلى تصريحات رئيس قيادة الأمن القومي سابقا اللواء غيورا ايلند قال فيه أن حل الدولتين ليس ممكنا ، وان البديل الذي يبدوا بنظره هو الأفضل كونفدراليه أردنيه فلسطينيه ، ويعتقد روزنبرغ انه لهذه الاعتبارات وغيرها يعتقد ايلند بأنه يمكن الوصول إلى حل الكونفدراليه مع الأردن لكن كما يعتقد انه هذا خداع ليس إلا وقال إن الخيار الأردني في هذا الجانب هو مجرد رؤيا خادعه ، وبحسب نص التحليل أن جولات كيري يفترض أن ترسم خطه لبدء المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين ، وقبيل المباحثات تطلق في الهواء الإعلامي احبولات مختلفة ، مخططات احتياطيه ، تصريحات مضادة ، وتضليل إعلامي ، ليس في هذا أي جديد ، نتنياهو الذي يعلن صباح مساء عن انه مستعد للسير نحو تنازلات مؤلمه فقط إذا وافق الفلسطينيون على ترتيبات أمنيه ، وان الرئيس ابومازن وافق على ألا يشترط اللقاء مع نتنياهو بمختلف أنواع الشروط ، غير أن كل شئ ظاهر ، للأسف الشديد لان احتمال الوصول إلى تسويه صفر ، هذه هي المفارقة وهذه هي المأساة إذ كلما أعلن عن رغبه في الوصول لتسويه كلما تبتعد التسوية أكثر فأكثر ، وهذا بحقيقة ما يعبر عنه القيادات الاسرائيليه اللواء احتياط غيورا ايلند رئيس قيادة الأمن القومي سابقا برأيه حل الدولتين ليس ممكنا والبديل في نظره هو الأفضل كونفدراليه أردنيه فلسطينيه مضيفا ومع ذلك لا يمكن بعث الموتى وهو يشير بهذا منذ سقوط اتفاق لندن ويعتبر 26 عاما من المفاوضات أضيعت عبثا ، وبحسب ايلند الذي يعود ليناقض نفسه ليقول أن حل الكونفدراليه يبقى وهم مضيفا ليس في إسرائيل ولا في أوساط الفلسطينيين زعماء مستعدين لتنازلات متبادلة وببساطه لا يوجد احتمال مهما بذل الأمريكيون من جهود هائلة فان حل إقامة ألدوله الفلسطينية لن يتحقق ، أمام وقائع ما يفكر فيه قادة الكيان الإسرائيلي وأمام حكومة اليمين الإسرائيلي والإصرار على ضرورة الاعتراف بيهودية ألدوله تبقى جهود كيري تراوح مكانها في التخوف الإسرائيلي من الديموغرافيا الفلسطينية وفي ظل النظريات الامنيه الاسرائيليه ، فان إسرائيل تدفع بمزيد من الأزمات التي تحول دون نجاح كيري في مهمته وان التصريحات الاخيره والإعلان عنها من قبل الإعلام الإسرائيلي بدفع الشباك الإسرائيلي للمستوطنين لاستمرار اقتحام المسجد الأقصى ضمن محاولات اقتسام الأقصى كما حصل في الحرم الإبراهيمي هو دفع جديد ضمن دفوعات تتدفع بالازمه للمزيد من الاحتقان التي جميعها مؤشرات لمخطط إسرائيلي لإفشال مهمة كيري ، إن الاسرائليون يراهنون على استمرارية الانقسام الفلسطيني ويدفعون إلى العمل لأجل إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية وإضعاف منظمة التحرير وهم يدفعون للمماطلة والتسويف ضمن محاولات عرقلة الجهود الفلسطينية للتوجه للأمم المتحدة لأجل تمثيل ألدوله الفلسطينية في مختلف منظمات الأمم المتحدة وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية وان إسرائيل تتخوف من خطوة كهذه قد تقدم عليها السلطة الوطنية الفلسطينية ، وعليه هم يراهنون على الجهود الامريكيه للضغط على الفلسطينيين للحيلولة دون الإقدام على خطوه كهذه وهم مستمرون في مناوراتهم تجاه وهم العودة إلى طاولة المفاوضات أو اختراق في جدار الرفض الإسرائيلي للتجاوب أمام متطلبات السلام ، إن إسرائيل تقرئ واقع ما عليه المنطقة وهي تراهن على عنصر الزمن لتنفيذ مخططها ألتهويدي ضمن محاولات الوصول لمرحلة تنعدم فيها رؤيا الدولتين ، إن المراهنة ألفلسطينيه على موقف أمريكي هي مراهنة خاسره لان أمريكا تدعم كل الممارسات الاسرائيليه وهي وسيط غير نزيه ولا بد للفلسطينيين من مراجعة خياراتهم ومن ضرورة اعتماد استراتجيه تقود لمحاسبة إسرائيل والعودة بالقضية الفلسطينية للأمم المتحدة لأجل العمل على تطبيق مقررات الشرعية الدولية وتحميل مجلس الأمن والأمم المتحدة لمسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية خاصة وان القضية الفلسطينية تشكل خطرا داهما يعرض السلام والأمن الإقليمي للخطر في ظل استمرار الممارسات الاسرائيليه الهادفة لتهويد الأرض الفلسطينية في ظل انعدام أفق ورؤيا قيام الدولتين الفلسطينية والاسرائيليه وهذا هو بحقيقة ورؤيا وتحليل قيادات الكيان الإسرائيلي ، إن ناقوس الخطر أصبح يتهدد كامل الأراضي الفلسطينية وان إسرائيل مستمرة وممعنة بتنفيذ مخططها ألتهويدي والاستيطاني ولا بد من موقف يردع إسرائيل ويوقف مخططها قبل فوات الأوان دون المراهنة على وهم المكوكيات الامريكيه المستجدة التي لم يسبق لأي وزير خارجية أمريكي من تحقيق أي اختراق لا بل استمر الخداع الأمريكي للفلسطينيين طيلة أكثر من ستة وعشرين عاما من مفاوضات عبثية أدت وتؤدي لمزيد من ضياع ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت