حينما يبدأ صباح كل يوم جديد يقف الفلسطيني بين الخبر والاشاعة فتتساقط عليه زخات من كلا الجانبين فيكون صريع اليأس صريع المعاناة ، فيعود البعض محمولا على كتفي اليأس للبيت لا يخرج ولا يفعل شيئا فقط يهرب من الواقع المؤلم ، و أما البعض فيكمل دربه للعمل وأي شيء أخر كان قد أستيقظ لفعله ، والبعض يقف على الطرقات ليوصل الخبر والإشاعة لاكبر عدد ممكن من هذا الشعب العجيب لغريب الذي لطالما رفض كل تغيير في شخصيته الفلسطينية .
الشخصية الفلسطينية التي تدمرت على ابواب البطالة والدعارة والادمان والفقر والفقر والفقر والخريجين والاحتلال والانقسام و الاحزاب السياسية التي لم تقدم اي حلول لواقع افضل منذ القدم ، ان المعاناة الحقيقية للشعب الفلسطيني تكمن في الحرية التي تعب المواطن الفلسطيني في البحث عنها بين القريب والغريب .
عشوائية الموت التي وصل اليها الفلسطيني لم تكن سوى ناقوس للخطر يدق لاقتراب موعد الانفجار العظيم لهذا الشعب على كل شيء يقف حائلا بينه وبين الحرية والعيش بكرامة واخاء وحب وعشق انها الحقيقة سادتي الفلسطيني يموت بيده الان يموت ابشع انواع الموت لانه يخاف الموت لانه يخاف الضياع لانه يخاف ان يرى اطفاله يموتون جوعا لانه يخاف ان يرى اهل بيته في الطرقات يموتون زلا وقهرا ، الفلسطيني يموت سادتي وينتظر ان يخرج الشهيد من بين اروقة الموت ليعيد له الحياة .
أكثر من ثلاثين حالة إنتحار شهرية في فلسطين ، النساء الأكثر من حيث الإقبال لكن الرجال هم الأكثر في الإنهاء على الحياة ، عشوائية الموت والقتل للنفس لا مبرر رئيسي لأكثرها ، فحينما يقدم المنتحر يقدم على الموت دون تفكير دون مبرر رئيسي دون تريث أو إعادة الأمور لمسارها الطبيعي ، وكأنما هو يملك تلك الروح ليقدم على إنهاء حياتها .
حينما أتحدث عن قتل النفس في فلسطين فإنما أتحدث عن لحظات صعبة يمر الجميع بها فالحاكم والمحكوم مأمور أن لا يحدث قتل النفس بوطني فوطني يتحمل الكثير الكثير من الألم الداخلي المتمثل في الإنقسام والخارجي المتمثل في الإحتلال و الحصار ، في البداية الأرقام تزيد كل عام عن العام الذي يسبقها بعدد المتقدمين للإنتحار وفق السجلات الرئيسية لوزارة الداخلية بشطريها ،
دعونا نسئل لم وصلنا لتلك الحالة من قتل النفس ونحن اقرب الامم للخالق ونحن نؤمن بالله حق ايمانه هل وصلت بنا الحالة النفسية لذلك أم يتم التحكم بنا عبر جهاز لاسلكي يريد ان يفقع عين الحرية التي تنتظرنا ، ان ما يحدث في شخصيتنا الفلسطينية وتغيير منهج الحياة لهو أمر مقزز وغريب على مجتمعنا الفلسطيني لم نعهد مثل تلك الايام واللحظات التي تمر بها فلسطين بعد الانقسامات الشعبية و الأرضية وما دخل بيننا من مخططات لطمس القضية والواقع الحقيقي الفلسطيني .
بينما نستنشق الانفاس الجميلة كل صباح هناك شباب ورجال ونساء وشابات يعتزمون انهاء حياتهم بقتل النفس لا اعلم هل هي رسالة لاحد ام هي مجرد تحذير من القادم ؟! ام اننا تعودنا على تلك الظروف الصعبة التي تؤدي لقتل النفس بشكل غير مبرر وغبي ، اتمنى لو اننا نعي معنى انتحار جيدا ، الانتحار هو ترك حياة صعبة وذهاب لموت يومي لنار وقودها الناس والحجارة ، يجب ان نتوقف عن التصفيق لكل من تسول له نفسه قتلها ، والعمل على وقف تلك الممارسات و على الحكومة و والمحكومين ان يوفوا بما هو مطلوب منهم ، الواقع اننا نمر باسوء السنوات منذ الانقسام حتى اليوم فلسطين ليست هي المعهودة وليست هي التي نطمح بها .
انهاء الانقسام وتوفير فرص العمل حسب التخصص وليس حسب الوساطات والاحزاب سادتي وتوفير كل ما اتى بالبرامج الانتخابية السابقة في شطري الوطن ، التغيير يجب ان يكون نابع من الداخل ، والصبر على المصائب والا نسلم انفسنا لوساوس الشيطان المنتظر لموتنا بايدينا .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت