ما يجري في عالمنا العربي من أحداث تستدعي منا التوقف والتفكير في مجريات ما يجري في عالمنا العربي من صراع لم يعد في محصلته سوى الإضرار بالأوطان وتدمير المجتمع العربي ومقوماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، إن أمريكا والغرب والصهيونيه وقد وجدت ضالتها في الوضع العربي المتغير والمتقلب نتيجة غياب الاراده العربية وغياب الفكر العربي الذي أدى لانعدام الوجود العربي وسيطرة الفكر الأمريكي الصهيوني على عقل وفؤاد ألامه العربية ، أصبح التغيير مصلحه امريكيه صهيونيه وأصبحت المخططات والمشاريع السياسية مرتبطة بالا راده الامريكيه الصهيونية حيث انعدمت الاراده العربية واستسلمت لقدرها فيما تخطط له أمريكا والغرب والصهيونية ، إن المشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد قد لاقى أذانا صاغية ولاقى حاضنه عربيه لتصبح أداة تنفيذيه لتمرير هذا المشروع المدمر الذي يستهدف امتنا العربية ويؤدي لتدمير القدرات الفكرية والاقتصادية والوجودية للمواطن العربي ، هذا الإعلام العربي الذي أصبح أداة لغسل العقول بدل صقلها وتنميتها بالفكر والقيم الاصيله للانتماء الحقيقي للوطن وفي كيفية الانتماء للوطن والنهوض بمقومات الوطن ، هذا الإعلام يعمل على حرف الفكر العربي عن أهدافه ويحرف تربيته الوطنية بأفكار هي غريبة عن مجتمعنا العربي ، أصبحنا غرباء في الوطن ، إن الهجمة التي يتعرض لها الوطن العربي منذ انحسار الفكر القومي العربي والفكر الديني بأصوله وقيمه ومبادئه المستندة لشريعة القران ، لنعيش عالما غريبا عن الفكر والمبادئ الاخلاقيه والابتعاد عن أصول تعاليم الدين ، في ظل الوضعية العربية الحالية غابت المثل والقيم الاخلاقيه وغاب الفكر العربي الأصيل ، عصر الفضائيات قد محي من ذاكرة ألامه العربية عصر ألصحافه المقروءة وعصر الراديو وعصر الصالونات الادبيه والفكرية والسياسية التي كانت تثري المواطن وتصقل مواهبه وتغني فكره ، عصر الخمسينات والستينات وحتى اوئل السبعينات اتسم بالعنفوان الثوري والفكر الثوري ، استسلم المواطن العربي لقدره وقبل بلغة الاستسلام مع أول اتفاقية سلام مع إسرائيل ومع أول معاهدة استسلام في التاريخ العربي التي سميت كامب ديفيد لتتوالى بعدها الاعترافات والاستسلام العربي ليصبح رهينة المخططات التي تنفذ ضده اليوم توالت الاتفاقات مع إسرائيل اتفاقية وادي عربه واتفاقية اوسلوا وفتح مكاتب وتمثيليات قنصليه وتجاريه إلى أن أصبحنا نعيش في متاهة لنصبح حقل تجارب لمشاريع امريكيه صهيونيه غربيه استسلم لها العقل العربي وقبل التعايش معها نتيجة غياب الاراده العربية وغياب الفكر العربي الذي أدى بنا لانعدام الوجود العربي ، ما نعيشه ونتعايش معه هو غريب علينا ، عشنا ثورات الربيع العربي هللنا وكبرنا بالتغير وبالرغبة للتحرر من الهيمنة والتبعية الامريكيه الصهيونية وبالرغبة للتخلص من كوابيس الاتفاقات والمعاهدات التي أدت بهذا الانهيار للنظام العربي وإذا بنا أمام مخطط يستهدف الوطن العربي ويستهدف تجزئة الوطن العربي وبدلا من الخروج مما كنا عليه دخلنا لمعترك الصراع حتى أصبحنا لا نميز الغث من السمين ، انقلبت المعايير والموازين ليصبح النظام الرجعي العربي هو النظام الثوري والداعم لما أصبح يعرف بثورات الربيع العربي وتصبح المقاومة والممانعة العربية هو العدو الذي يجب محاربته وإسقاطه تحت مسميات شتى ، أصبحت سوريا هدفهم وأصبح حزب الله هدفهم واصطبحت المقاومة في فلسطين هدفهم وأصبح الربيع العربي أدواة تنفيذ ليس إلا ، لم يلحظ المواطن العربي في بلدان ثورات الربيع العربي أي تغير عن ما كان بالأمس وجوه تغيرت وتبدلت بأثواب جديدة بنفس الأفكار والأهداف التي جميعها خدمة المخططات الامريكيه الصهيونية وتجسيد الوجود الصهيوني على الأرض الفلسطينية ضمن الهيمنة الصهيونية على مقدرات ألامه العربية تحت مسمى حماية الأمن الإسرائيلي ، سخروا الدين لخدمة تمرير المخططات وسخر علماء السلاطين أنفسهم لخدمة أغراض مشغليهم من الحكام لتنعدم القيم الاخلاقيه ولتشكك المسلم بعقيدته الايمانيه حرفوا الإسلام بفتاوى الجهادية حيث الجهاد في سوريا واجب بينما الجهاد في فلسطين كفر وجريمة وإرهاب بحسب معتقداتهم كفروا من يخالف توجهاتهم وأفكارهم وتمحور الانقسام بهذه الفتنه المذهبية الطائفية بن السنة والشيعة وأصبحت هي اللغة المسيطرة والفكر الطاغي ضمن محاولات أن يصبح الصراع إسلامي بين المذاهب وهذا ما تسعى أمريكا والصهيونية والغرب لتحقيقه على ارض الواقع بعد أن نجح الاحتلال الأمريكي بتكريسه أمرا واقعا في العراق وأصبح علماء السلاطين يرسخونه في الصراع على سوريا خدمة وتوطئة للمخططات الامريكيه الصهيونية ، إن الثورة المضادة لثورات الربيع العربي أو ما أصبح يعرف بالتمرد على ثورات الربيع هي الأخرى قد تقودنا لثوره مضادة وهلم جرا من ثوره إلى ثوره إذا ما استمر الوضع العربي على حاله وإذا ما غابت عن هذه الثورات من يقودها بفكر ثوري يغير من هذا الواقع ويعيد للمواطن العربي وجوده ، إننا بحاجه لقيادات ثوريه تلغي من هذا القاموس الأمريكي الصهيوني حقل التجارب الذي اصحبنا نعيشه وتعايشه وأصبحنا بحاجه لأرض الوجود وفرض الوجود وفرض الاراده في مواجهة كل المخططات التي تستهدف الفكر العربي وتستهدف العقيدة الاسلاميه وتستهدف سياسة انعدام الوجود ، ونحن اليوم نواجه المستجد في هذه الثورات المستجدة لا بد من رفض كل المخططات التي تفرض على امتنا ومواجهتها بالا راده الوطنية من خلال الفكر الثوري الذي يعيد لهذه ألامه عزتها وكرامتها ووجودها ضمن إعادة إثبات الوجود والحفاظ على القيم والمبادئ التي علينا إعادة الاهتمام بها وإعادة الاعتبار لها ، علينا بعد اليوم ألا نستسلم للمخططات الامريكيه والصهيونية وان لا نقبل بكل أولئك الذين هم أدوات لهذه المخططات علينا التنبه واليقظة من مغبة الاستسلام والخنوع للمخططات الامريكيه الصهيونية ولا بد أن نعيد للإنسان أهميته وكرامته ووجوده وان نتسلح بالا راده والإيمان والفكر وان يكونا رائدنا وطريقنا للوحدة هو بتعاضدنا وتماسكنا وبحوارنا الجاد للخروج من معاناة ومأزق ما نعاني منه من فوضى تغرقنا فيها أمريكا والغرب بمخططاتها الهادفة لبث الفرقة وزرع الانقسام الهادف إلى تحقيق ترسيخ ووجود وامن إسرائيل في عالمنا العربي على حساب الوجود العربي والأمن العربي والحقوق الوطنية الفلسطينية والأرض الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت