القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
قال رئيس منظمة الصليب الأحمر الدولي، بيتر مورير، إن سيارات إسعاف "نجمة داوود الحمراء" الإسرائيلية، لا تلتزم باتفاقية العام 2005، التي تشمل حظر عملها في مدينة القدس الشرقية والضفة الغربية، كونها اراض فلسطينية محتلة، يتوجب ان يعمل فيها وبشكل فقط الهلال الاحمر الفلسطيني.
واشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، الى ان هذه المسألة شكلت الرسالة الرئيسة التي عمل رئيس منظمة الصليب الاحمر، بيتر مورير، على نقلها للاسرائيليين، وكررها خلال لقاءاته مع مختلف قادتهم، ومسؤولي "نجمة داوود الحمراء"- الاسعاف الاسرائيلي-، أثناء زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة واسرائيل.
وخلال جولته في المنطقة، بحث مورير، مذكرة التفاهم التي تعود للعام 2005، التي تم توقيعها بين "نجمة داوود الحمراء" والهلال الأحمر الفلسطيني، المخول بتسيير سيارات الإسعاف في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وبحسب المنظمة الدولية للصليب الأحمر، فانه يحظر على "نجمة داوود الحمراء"، العمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، باستثناء هضبة الجولان.
وعملت اسرائيل خلال السنوات الماضية على خرق هذه المذكرة، حيث واصلت "نجمة داود الحمراء" تعمل تحت ذات الشعار، لخدمة المستوطنين في الاراضي الفلسطينية المحتلة، الامر الذي يناقض ما تم الاتفاق بشأنه ويهدد بسحب الاعتراف بشارة نجمة داود الحمراء الى جانب الهلال والصليب المعتمدة في العالم.
وقال مورير بأنه أثار هذه المسألة خلال إجتماعاته المختلفة، وبأنه حث القائمين على "نجمة داوود" والمسؤولين الإسرائيليين على الإلتزام بتطبيق مذكرة التفاهم.
ومن جانبه، نفى الناطق باسم "نجمة داوود" زاكي هيلير بأن مؤسسته وافقت على وقف عملياتها في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية، ورأى أنه وطبقا لتفسير منظمته لإتفاق العام 2005، فانه يمكن لنجمة "داوود الحمراء" العمل في الأمكنة التي يقطن فيها الاسرائيليون، وبضمنها مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية، مدعيا بأن سيارات الاسعاف الاسرائيلية (نجمة داوود)، تخدم الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
تجدر الاشارة الى أن هناك 15 محطة إسعاف تابعة لنجمة داوود الحمراء مقامة في الضفة الغربية لخدمة المستوطنين، وأن "نجمة داوود الحمراء" وقعت مذكرة التفاهم مع الهلال الأحمر الفلسطيني، بينما لم توقعها الحكومة الإسرائيلية ممثلة بوزارة الخارجية، التي يقول مسؤولوها بأنهم ما كانوا لينصحوا بالتوقيع عليها، رغم ان التوقيع على تلك المذكرة، هو الذي مكن اسرائيل من الإنضمام للمنظمة الدولية للصليب والهلال الأحمر.
واشترطت منظمة الصليب الاحمر على نجمة داوود الحمراء، لاعتمادها كشارة رسمية دولية، الى جانب شارتي الصليب الاحمر، والهلال الاحمر، ان لا تنفذ اي نشاطات في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وان لا تبرز شعارها المميز (نجمة داوود) سواء في الزي او على سيارات الاسعاف في هذه المناطق، لعدم ربط نشاطاتها بالاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، الامر الذي لم تلتزم به منظمة داوود الحمراء، وواصلت تقديم خدماتها للمستوطنين في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وكانت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية ذكرت قبل نحو اسبوعين (19-6-2013) انه تم في الفترة الاخيرة، وبسبب اقتراب زيارة وفد منظمة الصليب الاحمر الدولية لإسرائيل، والاراضي الفلسطينية المحتلة (الزيارة التي تمت هذه الايام)، وخشية من تعرضها للمساءلة من قبل منظمة الصليب الاحمر على ما تقوم به من خروق بهذا الشأن، فإن نجمة داوود الحمراء، وزعت تعميما على افرادها العاملين في الضفة الغربية، تطلب فيه منهم عدم استخدام الزي الرسمي المعتمد، الخاص بهم، واستبداله بزي جديد، وبصورة مؤقتة، علما ان الزي الجديد لا يحمل الشعار المميز لنجمة داوود. كما طالبتهم بإزالة شعارها عن سيارات الاسعاف المستخدمة لخدمة المستوطنين، كي لا ينفضح امرها امام الصليب الاحمر، الذي سيزور وفده اسرائيل والاراضي الفلسطينية، ولكي تواصل عملها تحت غطاء آخر لحين انتهاء زيارة وفد الصليب الاحمر.
وبالفعل فان منظمة نجمة داوود الحمراء، وزعت زيا جديداً على افرادها العاملين في الاراضي الفلسطينية المحتلة، لا يحمل اسم نجمة داوود الحمراء، كما وعملت على تغيير شكل النجمة السداسية (شعارها المعروف)، لتضليل وفد الصليب الاحمر اثناء زيارته المنطقة، وكي لا تكون عرضة للمساءلة من المنظمة الدولية التي اشترطت عدم عملها في المناطق المحتلة للاعتراف بشارتها.
وتظهر صورة نشرتها صحيفة "يديعوت احرونوت" الزي الرسمي لنجمة داوود، وبجواره الزي "المزور" الذي تم اعتماده لتضليل وفد الصليب الاحمر خلال زيارته المنطقة، وقد كتب على الزي المزور "اسعاف المستوطنات" ويظهر عليه شعار مختلف لنجمة داوود الحمراء المعتمدة، رسميا من قبل منظمة الصليب الاحمر كي يبدو الامر وان منظمة اخرى، غير نجمة داوود الحمراء، تعمل على خدمة المستوطنين.