صمود الشعب السوري أسهم في التغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط

بقلم: علي ابوحبله


ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحداث براغماتيه متتالية تعد بمثابة ضربه موجعه للسياسة الامريكيه في الشرق الأوسط ، علما أن بعض هذه التغيرات قد تكون بتخطيط أمريكي بهدف محاولات الخروج من مأزق ما تعاني منه السياسة الامريكيه نتيجة الإخفاق والفشل في تمرير مشروعها للشرق الأوسط الجديد ضمن محاولات التغيير بقصد التجميل ، إن التغير في قطر بخروج أمير البلاد حمد آل ثاني ورئيس وزرائه حمد بن جاسم من الحكم وتنازل الأب للابن الشيخ تميم ليكون أميرا لدولة قطر هو نتيجة الفشل الذريع للسياسة القطرية في تنفيذ المخطط الأمريكي الذي اعتبرته أمريكا انعكاسا على سياستها في الشرق الأوسط ، إن انعكاس صمود الشعب السوري وقدرات الجيش العربي السوري في التصدي للمؤامرة على سوريا ونجاحه في معركة القصير أصاب أمريكا وحلفائها بخيبة أمل وانعكس ذلك على السياسة المرتجلة لحلفاء أمريكا التي أفقدت أمريكا وحلفائها لتوازنهم نتيجة قرارات انعكست على الوضع الذي تشهده المنطقة برمتها ، أمريكا بسياستها الكيل بمكيالين وبموقفها من قضايا عربيه وبخاصة القضية الفلسطينية قد عرى موقفها وسياستها وعرى الانظمه التبعية لأمريكا في المنطقة ، إن انعدام الأفق السياسي لدول ما يسمى بالربيع العربي وبدول كانت تعد الداعمة للربيع العربي تتعرض لخطر يتهدد استمرارية وجودها في الحكم ، إن المشروع فوبيا سياسي الذي رسمت معالمه إدارة الرئيس الأمريكي اوباما منذ نجاحه وخطابه من جامعة اسطنبول في تركيا الموجه للمسلمين والخطاب الموجه للعالم العربي من جامعة القاهرة حيث ما تتضمنه الخطاب الأمريكي يتمثل في الدعوة لنظام سياسي معتدل يقود العالم الإسلامي والعربي ، ثورات الربيع العربي استغلت أمريكيا وغربيا واسرائليا لكيفية تهجين وتدجين النظام الإسلامي المعتدل بقبوله بالوجود الإسرائيلي وتحقيق الأمن الإسرائيلي توطئة للاعتراف بالكيان الإسرائيلي ضمن المخطط الذي تم رسم معالمه للشرق الأوسط الجديد ، إن نجاح الإسلاميين في تونس وليبيا ومصر وتركيا كان بالنسبة لأمريكا أنموذج لما يجب أن تكون علية أنظمة الحكم في العالم العربي والإسلامي وان هذه المناطق المستهدفة بالتغيير ضمن المرحلة الأولى ليتم إعدادها للمواجهة الحقيقية مع إيران وحزب الله بعد أن يتم إسقاط سوريا ضمن محاولات حرف بوصلة الصراع وتحويله من صراع قومي مع إسرائيل إلى صراع سني شيعي ، إن الصمود الأسطوري للشعب السوري الذي وعى لحقيقة المؤامرة وخطورة المشروع للشرق الأوسط الجديد قد أربك المخططون لتنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني بحربها المستهدفة لإشعال نيران الفتنه المذهبية الطائفية ، أمريكا بانكشاف مخططها وفشله في موقف دولي لا تحسد عليه ، تمكنت سوريا بصمودها من إسقاط التحكم الأمريكي الأحادي القطبي في حكم العالم وان صمود سوريا مكن حلفائها الروس والصينيين من مواجهة السياسة الامريكيه وأعطى الدعم لإيران وحزب الله في التخندق مع سوريا في مواجهة أمريكا وحلفائها في المنطقة الذين يستهدفون سوريا ، أمريكا التي جندت النظام العربي حيث خضعت ألجامعه العربية للمخطط الأمريكي الصهيوني وجندت طاقاتها لشرعنه التدخل لحلف الناتو لإسقاط ليبيا بينما فشلت كل محاولاتها لإسقاط ألدوله السورية نتيجة الفيتو الروسي الصيني الرافض لأي تدخل خارجي في الشأن السوري ، لم يعد بمستطاع النظام العربي أن يقدم لأمريكا وإسرائيل أكثر مما قدمه حيث باءت جميع محاولاته لإسقاط ألدوله السورية بالفشل ، إن انعكاس صمود الشعب السوري والانتصارات التي تحققت للجيش العربي السوري أحدثت ارتدادات على واقع العديد من الانظمه في المنطقة ، التغيير الذي شهدته قطر هو إحدى نتائج تلك الارتدادات للسياسة الخائبة لرئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم وما تعاني منه تركيا هو بفعل ارتداد سياسة اردغان على الشعب التركي الذي أصبح يعاني بفعل سياسة التدخل غير المبرر في الشؤون الداخلية السورية مما قلب الرأي العام التركي على سياسة اردغان وفي حال استمرار الاحتجاجات وحالة الغليان التي يشهدها الشارع التركي أن تؤدي بسقوط حزب الحرية والعدالة التركي بسقوط اردغان من سدة الحكم في تركيا ، إن السقوط المدوي لحزب الإخوان المسلمين في مصر وعزل الرئيس محمد مرسي باحتجاجات شعبيه نفذ بقرار وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري اللواء عبد الفتاح السيسي يعود لانعدام وجود برنامج سياسي لحزب الحرية والعدالة التابع لحركة الإخوان المسلمين وان القرارات المرتجلة للرئيس المقال محمد مرسي قد ساهمت بإسقاط حكم الإخوان حيث أن هذه القرارات والخطب المرتجلة لم تستند إلى مبررات سوى لدوافع حزبيه وضعت لصالح خدمة المشروع الأمريكي الصهيوني مقابل إضفاء الشرعية على حكم الإسلام المعتدل من قبل أمريكا والغرب ، إن ما حدث في مصر يعد حدثا مجلجلا أوقع أمريكا في مآزق لم تعد لتخرج منه سوى خسرانها لوجودها في المنطقة وتعرض مصالحها وحلفائها للخطر ، لان نتائج السقوط المدوي لحكم الإخوان المسلمين يعد فشلا ذريعا للمشروع الأمريكي السياسي للشرق الأوسط الجديد حيث أن هناك تمرد في تونس وان ليبيا تعيش مخاضا عسيرا بفعل الصراعات بين مختلف القوى المسلحة المتواجدة على الأرض الليبية ، هذا الواقع الذي تعيشه المنطقة وارتداده على مجمل المنطقة وتأثر التحالفات فيها يمس بالعديد من القوى الاقليميه وقد يؤدي إلى إعادة التحالفات الاقليميه وإعادة توازنات القوى الدولية والاقليميه وان أمريكا تعي لعمق خسارتها وهي تحاول جاهدة لإعادة التوازن لعملية الصراع على سوريا على الأرض ضمن محاولات دعم مجموعاتها المسلحة لمحاولات إحداث اختراق يحسن من موقعها التفاوضي مع روسيا ، لكن حقيقة الوضع أن أمريكا لم يعد بمقدورها لتوحيد المعارضة السورية وان عقد ائتلاف المعارضة السورية بطريقه للتفكك بنتيجة تفكك الدول الحاضنة للمشروع الأمريكي الصهيوني ، وان هذا ما يؤجل في عقد مؤتمر جنيف ويؤدي للمماطلة الامريكبيه لجمع فرقاء الصراع في سوريه على طاولة الحوار ومهما يكن من أمر فان صمود الشعب السوري وانجازات الجيش العربي السوري قد أسهمت بالتغيرات التي تشهدها المنطقة وان استمرارية الصراع على سوريا أصبحت محسومة لصالح الصمود العربي والشارع العربي ولصالح قوى المقاومة التي بمقاومتها وصمودها تفشل المشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت