" مابين حريق القاهرة ،وحريق مصر اليوم ..!!"

بقلم: حامد أبوعمرة


يسألني الكثيرون من الأصدقاء أين كتاباتك ،وتعليقاتك ..عما يحدث في أرض مصر من أحداث مأسوية ،ومن معارك طاحنة بين أبناء الوطن الواحد ،لكني أرد عليهم بأني أفضل بألا أعلق بأي كلمة قد تثير فريق ضد الآخر ،وقد تستنصر أحد طرفي النزاع على حساب الآخر ،في مثل تلك الأمور تعلمت الصبر قبل أن أخط بقلمي في كتابة أي حرف .. لأني لست من الذين يقلدون كالببغاوات أو القرود بما تتناقلة وسائل الإعلام من وشايات هنا أوهناك فأتشبب بآرائي والتي قد تصيب وقد تخطيء ،خاصة أن في الأمر فتنة ،ولذلك فأنا أسلم بما قاله رسولنا الكريم،و الذي لا ينطق عن الهوى عن تحدث عن الفتن
ولما كان قضاء الله تعالى في هذه الأمة أن السيف إذا سُلَّ فيها لا يُغمد، وأن الفتن إذا اشتعلت لا تُطفأ، وسَيُسلط أفراد الأمة بعضهم على بعض، ويكون بأسهم بينهم شديدا؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم من شفقته على أمته، ونصحه لها قد بيَّن لنا المخرج من هذه الفتن، ودلَّنا على السبيل الأمثل في التعامل معها؛ وذلك باجتنابها، واعتزال أهلها، وكَفِّ اليد واللسان عن العمل فيها، وجاء في ذلك أحاديث كثيرة، منها حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فيها خَيْرٌ من الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فيها خَيْرٌ من الْمَاشِي وَالْمَاشِي فيها خَيْرٌ من السَّاعِي وَمَنْ يُشْرِفْ لها تَسْتَشْرِفْهُ وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أو مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ»رواه الشيخان.
وأني مقتنع تماما أن هناك حقائق سوف يكشفها التاريخ ،مهما تشوهت وتزيفت ومهما تطورت وسائل التقدم التقني من قلب البريء إلى مجرم أو العكس عبر الفوتوشوب أو غيره ..فأمام التاريخ سوف تتساقط الأقنعة الزائفة ،وتتساقط أثواب الخديعة والدجل فتتعرى كل النوايا، والأجساد أمام الشعوب الكلمى التي تجتر الألم والمعاناة ،الشعوب التي تدفع الثمن من دمائها وأرواحها من أجل نيل الحرية والعيش بكرامة فإذا كان حريق القاهرة والذي كان في 26 يناير سنة 1952 حتى الآن .. يختلف المؤرخون عمن يكون وراء ذاك الحريق الهائل في ذلك اليوم ، فهناك من يقول أن الملك فاروق كان وراءها ليتخلص من وزارة النحاس باشا ، وبالطبع هذا كلام لايعقل ، و هناك من يقول الإنجليز و ذلك للتخلص من وزارة النحاس التي ساءت علاقتها بها بعد إلغاء معاهدة 1936م ، وهناك من يقول حزب مصر الفتاة و الإخوان المسلمين ، و لكن لم تظهر حتي الآن أدلة مادية تدين أي طرف في إشعال هذه الحرائق ، لذلك سيبقي حريق القاهرة لغزاً ينتظر الحل فما بالنا اليوم إذا كانت مصر كلها تحترق فهل يمكن أن نسلم دون الاستناد إلى حقائق ،ومواثيق تبين لنا من هو عتريس اليوم، ومن شركاؤه الذين يوما سيخذلونه،وحتما حينها ستقول مصر بأسرها ،كاشفة كل الحقائق .. كما قال من قبل يوليوس قيصر والذي لم يقل لأي من أعوانه أو حاشيته حتى أنت يا فلان!! بل قالها لرجل واحد هو بروتوس، لأنه الوحيد الذي لم يتوقع منه خيانته وطعنه من الخلف، وإن كانت الحقيقة المفجعة والتي نسلم بها كلا الحالين ما بين حريق القاهرة ،ومابين ما يحدث اليوم ،هي سقوط قتلى وأبرياء على تراب مصر !!
إن ما يحدث اليوم يا أحبائي في مصر وسوريا والعراق واليمن والسودان وغيرها من بلاد العرب أوطاني ،هو شيء ليس بجديد فقد أخبرنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن هذه الأحداث منذ فجر التاريخ الإسلامي حيث قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ :"‏والذي نفسي بيده ‏ ‏ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل ولا يدري المقتول على أي شيء قتل" صدق رسول الله .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت